أشــــواك
عبده خالجريدة عكاظ
الغلا والعولمة
لازالت حرقة ارتفاع الأسعار تأكل صدور المواطنين وهم يتلقون هذه الصدمة من غير تفسير حقيقي يوقفهم على الحقيقة التي يريدون تعليق غضبهم على مشجبها.. وانبرى أحدهم لشتم العولمة وأنها السبب الحقيقي وراء ارتفاع الأسعار، وعندما سئل عن مفهوم العولمة لم تنبس شفتاه بكلمة.
ولأنه لم يمر زمن كالزمن الذي نعيشه في سرعة تناقل الاخبار والتنكيت والقصص الظريفة والتقاذف بالمصطلحات، ولأنه زمن سرعة لم يعد أحد يتبين مغازي المصطلحات التي تقذفها ألسنة المثقفين والساسة والاقتصاديين، فتحولت تلك المصطلحات الى بؤر الكل غارق داخلها.
ولأن عجلة العولمة هي العجلة الداهسة لكل شيء في هذا الزمن فالكل يظن أنه يُدهس الآن بعجلاتها من غير أن تفهم فهما صحيحا الا أن أحد الظرفاء وجد لها تعريفا شاملا اقتبسه من الحدث الذي تناقلته وسائل الاعلام العالمية عن ذكرى وفاة الأميرة ديانا، فحينما سئل هذا عن التعريف الأكثر حقيقة للعولمة كانت اجابته أن العولمة تعني موت الأميرة ديانا مُدللا على صحة اجابته بالقول:
أميرة انجليزية مع عشيق مصري بحادث اصطدام في نفق فرنسي، في سيارة ألمانية تعمل بمحرك هولندي، يقودها بلجيكي كان مخمورا بواسطة الشراب الاسكتلندي، متبوعة مباشرة من قبل المصورين والصحفيين الايطاليين، على الدراجات البخارية اليابانية، عولجوا من قبل طبيب أمريكي، يستعمل أدوية برازيلية.
وتتلقى مثل هذا الخبر بواسطة اعلام عربي، يستعمل تقنية بيل جتس ومن المحتمل أن الخبر كتب على حاسوب يستعمل الرقائق الالكترونية التايوانية، وشاشة كورية، جمّع من قبل العمال البنغلاديشيين في مصنع سنغافوري، ونقل من قبل سواق شاحنة باكستاني، وقام بتركيبه فلبيني.
ووفق هذه الاجابة يمكن القول ان أي حدث يقع في العالم تتشارك فيها دول عديدة ليظهر على النور كفعل جماعي.. ولو أن وزارة التجارة سلكت هذا المسلك لتعريفنا بسبب فحش ارتفاع الأسعار لربما فهمنا وعذرنا وأعطينا المبررات لتهدئة أعصابنا التي أحرقتها كل السلع التي تنتج في العالم ونستهلكها نحن.
ففي الاجابة لم يذكر أن سعوديا صنع شيئا سوى استهلاك ما تقذفه الدول العالمية الى سوقه ويستهلكها بعد أن يوصلها لفمه أفراد العمالة المنتشرة داخل البلد.