منظمة الصحة العالمية تحذر من تلوث اشعاعي "خطير" للغذاء باليابان
Mon Mar 21, 2011 10:42am GMT
طوكيو (رويترز) - قالت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين ان الاشعاعات التي تم رصدها في أغذية بعد أن ألحق زلزال اليابان أضرارا بمحطة نووية تمثل "وضعا خطيرا".
وطغى النبأ على مؤشرات واضحة تنم عن احراز تقدم في الجهود المضنية لتفادي انصهار قضبان الوقود في مفاعلات المحطة وهو ما يمكن أن يسبب كارثة.
واستطاع المهندسون اعادة كابلات الكهرباء للمفاعلات الست بمحطة فوكوشيما على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو وبدأوا تشغيل مضخة للمياه في أحدها لخفض درجة الحرارة شديدة الارتفاع التي سببت أسوأ أزمة نووية في العالم منذ 25 عاما.
وتم اجلاء بعض العمال في وقت لاحق من أحد اكثر المفاعلات تضررا حين تصاعد الدخان الرمادي منه. ولم يصدر تفسير فوري لانبعاث الدخان لكن السلطات كانت قد ذكرت أن الضغط يتزايد في المفاعل رقم 3 .
وتراجعت كمية الدخان فيما بعد.
وذكرت وكالة جيجي للانباء في وقت لاحق أن دخانا أبيض شوهد فوق المفاعل رقم 2 .
وقالت هيئة السلامة النووية اليابانية اليوم ان تغيرا طفيفا حدث في مستويات الاِشعاع بالمحطة بعد تصاعد الدخان من المفاعل 3 .
وخلف الزلزال الذي وقع في 11 مارس اذار وأمواج المد التي نجمت عنه اكثر من 21 الف قتيل او مفقود وسيكلف الاقتصاد نحو 250 مليار دولار لكن رئيس الوزراء ناوتو كان قال ان الوضع في المحطة النووية يتحسن ببطء.
غير أن تزايد المخاوف من أن تكون الجسيمات المشعة التي انبعثت في الجو قد لوثت الاغذية وموارد المياه يلقي بظلاله على الاخبار السارة بشأن المحطة النووية.
وقال بيتر كوردينجلي المتحدث باسم المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لغرب المحيط الهادي والمقيم في مانيلا بالهاتف لرويترز "من الواضح أنه وضع خطير."
وأضاف "انه اكثر خطورة بكثير مما كان يعتقده اي أحد في الايام الاولى حين كنا نعتقد أن مشكلة من هذا النوع ستقتصر على ما بين 20 و30 كيلومترا... الاسلم أن نفترض أن بعض المنتجات الملوثة خرجت من منطقة التلوث."
وحثت وزارة الصحة بعض السكان قرب المحطة على الا يشربوا من مياه الصنابير بعد رصد مستويات عالية من اليود المشع.
وزاد القلق بسبب حالات الخضروات والالبان الملوثة على الرغم من تطمينات المسؤولين بأن المستويات ليست خطيرة. وأصدرت الحكومة أمرا بوقف جميع شحنات السبانخ من أربع مقاطعات تحيط بالمحطة النووية كما حظرت شحنات الحليب من مقاطعة فوكوشيما.
وقال كوردينجلي انه لا توجد أدلة على أن الغذاء الملوث من فوكوشيما وصل الى دول أخرى.
وتستورد اليابان الغذاء لكنها تصدر كميات كبيرة من الفواكه والخضروات ومنتجات الالبان والاطعمة البحرية الى أكبر أسواقها في هونج كونج والصين والولايات المتحدة.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين ستراقب الاغذية المستوردة من اليابان مشيرة الى هيئة مراقبة الجودة بالبلاد.
وقالت كوريا الجنوبية انها ستوسع نطاق عمليات التفتيش على الاشعاع في المنتجات الغذائية الزراعية اليابانية المصنعة والمجففة بعد أن كان هذا يقتصر على المنتجات الطازجة.
وقال البنك الدولي الذي أشار الى تقديرات خاصة لتكلفة الكارثة على اليابان تراوحت بين 122 و235 مليار دولار ان الكارثة ستعطل النمو الاقتصادي لليابان لفترة وجيزة قبل أن تنطلق اعادة الاعمار وتعطي للاقتصاد دفعة.
وفي محطة فوكوشيما يعمل 300 مهندس على مدار الساعة لاحتواء أسوأ حادث نووي منذ كارثة تشرنوبيل في أوكرانيا عام 1986 وضخوا الاف الاطنان من مياه البحر للمحطة الساحلية حتى لا ترتفع درجة حرارة قضبان الوقود اكثر من اللازم وتصدر المزيد من الاشعاعات.
واكثر المفاعلات تضررا هما المفاعلان رقم 3 ورقم 4 وشهدا انفجارات في الاسبوع الماضي.
وحين سألت شبكة (سي.ان.ان) وزير الطاقة الامريكي ستيفن تشو يوم الاحد عما اذا كان الاسوأ في أزمة اليابان النووية الممتدة منذ عشرة ايام قد انتهى قال "نعتقد هذا لكنني لا أريد أن أدلي بتصريح غير دقيق."
وقال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان ان الوضع في المحطة النووية يتحسن ببطء.
واذا لم يتسن استئناف تشغيل مضخات التبريد فقد يستلزم هذا اجراءات قوية مثل دفن المحطة في الرمال والخرسانة.
وارتفع عدد القتلى الى 8450 قتيلا والمفقودين الى 12931 مفقودا.
وقد يقفز عدد القتلى قفزة هائلة لان الشرطة قالت انها تعتقد أن اكثر من 15 الف شخص قتلوا في مقاطعة مياجي احدى أربع مقاطعات تضررت بشدة من امواج المد.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات وتبعته أمواج مد عادية الى تشريد اكثر من 350 الف شخص. وتعاني بعض المناطق من نقص الغذاء والماء والعقاقير والوقود كما أن الانخفاض الشديد في درجة الحرارة في شتاء اليابان يمثل عبئا اضافيا.
من جونكو فوجيتا وكازونوري تاكادا
http://ara.reuters.com/article/world...nnel=0&sp=true