بإمكان المواطن أن يعود أدراجه بمزاج معتدل حينما يتم الاعتذار منه بلطف.. حينما يتم رفض طلبه بأدب..
أغلب الناس تريد من مؤسسات الحكومة التعامل الحسن.. واللطافة والتهذيب في المعاملة.. التعامل المعنوي مقدم على المكاسب المادية لدى الكثيرين.
في مجتمعنا رد التحية يعني الكثير للناس.. استقبالهم بوجه طلق يعني الكثير أيضاً.. تعمد بعض المؤسسات المالية إلى تقديم خدماتها من خلال شباب يستقبلون العميل ويقومون لمصافحته.. الناس تريد أن تشعر بقيمتها.. أهل الشام يرددون مثلا شهيرا: "لاقيني ولا تغديني".. إخواننا اللبنانيون يرددون عبارات جميلة تسلب القلوب والجيوب نحو: "بأمر عيونك".. "تكرم عينك"!
قبل يومين قرأت أن هيئة الطيران المدني عينت مديرا عاما تنفيذيا جديدا للخطوط السعودية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.. قلت لو نجح في الارتقاء بتعامل موظفي الخطوط السعودية في هذا المطار مع المسافرين سيكون قدم للبلد خدمة جليلة..
قبل أسبوعين نشبت مشاجرة داخل المطار.. لا أعرف الطرف الآخر لكنني جزمت أنه أحد موظفي الخطوط.. هم الذين خلقوا لدينا شعورا سلبيا تجاههم.. "نعتز بخدمتكم" أصبح مجرد شعار.. عندما تقف أمام "الكاونتر" بالكاد يردون السلام عليك.. يتعاملون معك وكأنك متسول يقف عند إشارة مرور.. ولست راكبا يبذل ماله ليحصل على خدمة موازية.. هل هم بحاجة لدورات في فن الإتيكيت وحسن التعامل مع الآخرين؟
المسافر عابر سبيل.. تجوز عليه الصدقة.. والابتسامة صدقة.. نحن لا نريد ابتسامة.. ولا نريد صدقات.. نحن نريد تعاملا إنسانيا.. الابتعاد عن التجهم.. اللطف في المعاملة.. لا نريدهم أن يقولوا لنا: "بأمر عيونك".. نريدهم فقط أن يعترفوا بآدميتنا.. أن يدركوا أننا لسنا متسولين..

صالح الشيحي 2011-02-21 4:16 AM

ما لا يعرفه الكثيرون أن الروح المعنوية لموظفي الخطوط السعودية في أدنى مستوياتها هذه الأيام بسبب القرارات العنجهية و اللامبالية بالموظفين لبعض المدراء في الخطوط والتي أدت لحرمان الموظفين من الكثير من الحقوق و المميزات التي كانوا يتمتعون بها.

الخطوط السعودية تعاني الكثير من المشاكل و الإحباط داخليا و مالم يتنبه المسؤولون لذلك فالله يخلف عليها.