مؤسسة التقاعد والتعديلات
عزيزة المانع
ذكرت الصحف أن المؤسسة العامة للتقاعد بصدد إصدار نظام جديد للتقاعد يتضمن بعض التعديلات التي ذكرت الصحف اثنين منها، أحدهما: الاستمرار في صرف نصيب الورثة الذكور من المعاش إلى أن يبلغوا سن الرابعة والعشرين مع إلغاء شرط الالتحاق بالدراسة، وهو تعديل ضروري لكونه يمهل الابن أو الحفيد إلى سن يمكن الاطمئنان فيها إلى أنه قادر على تدبر أمره وإدارة شؤونه.
أما التعديل الآخر فيتعلق بعدم إيقاف نصيب المستحق الذي يغادر الأسرة أو لم يعد ينطبق عليه شرط الاستحقاق، بحيث يستمر صرف المعاش التقاعدي كاملا لبقية أفراد الأسرة ما لم يقل عددهم عن ثلاثة، فالاثنان يصرف لهم 75% من المعاش، والفرد الواحد يصرف له نصف المعاش فقط.
هذا التعديل جاء هامشيا جدا، فهو لم يختلف كثيرا عن النظام السابق ففي النظام القديم، كان يقتطع من المعاش نصيب كل فرد يغادر الأسرة أو لا تعود تنطبق عليه شروط الاستحقاق، أما بعد التعديل فقد اقتصر الاقتطاع على بلوغ عدد أفراد الأسرة الذي عنده يبدأ اقتطاع نصيب من لا تنطبق عليه الشروط منهم، الاقتطاع باق باق، كأني بمؤسسة التقاعد تأبى إلا أن تشارك أولئك المعالين لقمتهم!!
وبما أن التعديلات لم تصدر بعد فإني أرجو أن يصل ما أقوله إلى أسماع المسؤولين عنها في المؤسسة لعلهم يعيدون النظر فيها،
خاصة ما يتعلق منها بمسألتين:
أحداهما مسألة الاقتطاع من المعاش، فالمعاش لا ينفق كله على الوجبات واللباس، هناك نفقات أخرى لا بد منها، لا يلغيها مغادرة بعض أفراد الأسرة، فالأسرة سواء كانت فردا واحدا أو اثنين أو أكثر، هي في حاجة إلى مسكن وإلى كهرباء وإلى مواصلات، وكلها احتياجات ضرورية لا بد من الإنفاق عليها، وهي احتياجات ترهق الكاهل ولا تقل بنقص عدد السكان فالثلاثة الذين يعيشون على ثلاثة آلاف ريال في الشهر معاشا تقاعديا يسددون منها إيجار البيت والكهرباء والمواصلات، كيف يمكن لواحد منهم أن يعيش بنصف المبلغ فقط؟
المسألة الثانية، هي ما هو قائم الآن في نظام مؤسسة التقاعد،
الذي يحصر استحقاق المعاش التقاعدي في الورثة فقط، رغم ما يظهر فيه من منافاة لمصلحة المعالين وتعد على حق كان يمدهم به كافلهم فلم هذا الحصر؟ لم لا يصرف المعاش لجميع من كان يعولهم المتوفى، سواء كانوا ورثة أو لم يكونوا؟
قد يكون المتوفى يعول ابنته الأرملة وأولادها، ولو تزوجت الابنة، قطع نصيبها من المعاش بعد الزواج، فماذا تفعل بالصغار؟ كما قد يكون يعول خالة له أو عمة أو قريبا مقعدا أو أبناء بالتبني ما زالوا صغارا، فما مصيرهم بعد وفاته؟
أليس الحق أن يستمر صرف المعاش لكل من كان يعولهم المتوفى، بصرف النظر عن نوع القربى؟ فلم لا يستمر صرف المعاش للكبار العاجزين إلى أن يتوفاهم الله، وللصغار حتى يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم، بدلا من تركهم يتطوحون في ردهات الضمان الاجتماعي، بعد أن كانوا يعيشون في كرامة وغنى؟
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0219401497.htm