خميس وجمعة
المقال نشر بتاريخ
10 فبراير 2011
بالصدفة اكتشفت استثماراً لا يخطر على البال، لإجازة نهاية الأسبوع أي الخميس والجمعة، في العادة يخطط الناس للنزهة أو الراحة من عناء أسبوع حافل بالضغوط، بينما يخصصها آخرون لعلاقاتهم الاجتماعية، إذ أصبحت الطرق أكثر صعوبة مع تمدد المدن وازدحام رافقه اختفاء المرور وراء كاميرات ساهر.
النموذج الأول لاستثمار إجازة نهاية الأسبوع سمعته من خبير في الاستقدام، سأله مواطن عن إمكان حصوله على تعويض من مكتب استقدام تأخر في جلب عمال له، إذ ينص العقد على غرامة عن كل يوم تأخير، ولأن الخبير رجل «حقاني» أجاب بأن ذلك من حقه بموجب العقد، وعليه مراجعة الإدارة المختصة في وزارة العمل لتمكينه من ذلك. فأعاد المواطن السؤال؛ وإذا رفض مكتب الاستقدام المتأخر، وأجاب الخبير بأن الوزارة ستوقف ملفه فلا يستطيع الاستقدام مرة أخرى لحين إصلاح وضعه. دهش المواطن لسلاسة المسألة، وأبدى استغرابه من هذه التطورات المذهلة، ولكن الخبير استدرك قائلاً إننا لم نصل إلى لكن؟! وحتى لا أطيل أختصر. «لكن»… الأولى تخص قضية الغرامة، فإذا طالبته بها الوزارة يستطيع المكتب حذف أيام الخميس والجمعة كإجازة في السعودية، والسبت والأحد إجازة في بلاد العمالة من كل شهر! أما لكن الثانية فإن المكتب «سيطنش» الوزارة، ولن يلتفت إلى منعه من الاستقدام وسيقدم تأشيراته – بكل بساطة – عن طريق مكتب آخر!
أعجبت باستثمار الخميس والجمعة، وتذكرت نموذجاً طريفاً آخر أعلى مستوى من السابق لأنه داخل في الشركات الكبرى، شركة مساهمة في قطاع ناشئ – بحسب تعبير المختصين – استقدمت موظفاً إدارياً كبيراً لها، وقدمت له واحداً من أعلى الرواتب «في القطاع» مع مزايا وسيارة فارهة، ولكنه لم يكتفِ بهذا، جمع سعادته بين إجازة نهاية الأسبوع في السعودية «خميس وجمعة»، وإجازة نهاية الأسبوع في بلده «سبت وأحد» – وهو بالمناسبة بلد عربي – فأصبح لا يعمل إلا ثلاثة أيام في الأسبوع، ويسافر أربعة أيام كل أسبوع – وناسة – وبحسب معلومات من مصادر «ممغوصة». تعتمد إدارته في الأيام الثلاثة التي يقضيها في الرياض على حثِّ موظفيه على تتبع وملاحقة ونسخ ما تقوم به شركة منافسة هو معجب بأدائها، ربما يسأل أحدكم عن السبب، خصوصاً أن الشركة لها مجلس إدارة وملاك ومساهمون، ولكني لا أرغب في ذكر السبب مع أن به لن يزول العجب.
http://www.asuwayed.com/archives/3518