السلامة أولاً... وين راحت؟!
الجمعة, 28 يناير 2011

عبدالعزيز السويد


في العلم عدم إمكان إنشاء شبكة تصريف سيول في فترة قصيرة لا في جدة ولا غيرها، بل إن أحياء في مختلف المدن قد لا يمكن إنشاء تصريف سيول فيها لأنها ببساطة مواقع تصريف!
عصر الثلثاء الماضي وصلتني رسالة عن أمطار غزيرة محتملة على محافظة جدة. قالت: «وفقاً لخبير «تأكد «لشؤون الطقس الأستاذ/ وليد الحقيل فإن هناك مؤشرات لتشكل حالة تسمى بالكسير في جدة مساء اليوم (الثلثاء)، وهي عبارة عن عودة السحب من الشمال للجنوب، وتسبب هذه الحالة تكثفاً للسحب وأمطاراً غزيرة تصل للـ 50 مل. والحالة لم تتأكد - حتى الآن - لكن لقصر المدة رأينا التحذير لأخذ الحيطة والحذر، حيث يتوقع حدوث ذلك بمشيئة الله مساء اليوم (الثلثاء) 21-2-1432هـ».
علمت لاحقاً أن الانتباه للحالة الطقسية كان ظهراً، توالت في المساء توقعات الأرصاد والدفاع المدني عن احتمال أمطار غزيرة في جدة. توقع الأخ وليد صادر من شخص هاوٍ، لا اجزم أنه سبق الأرصاد مع احتمال ذلك. اتصلت بالموقع لأعلم مقدار الخطر، فكانت النصيحة لسكان العروس المبللة بعدم الخروج، أرسلت لبعض الأحباء في جدة «ليقعدوا في بيوتهم».
من العجب ان خطراً مثل هذا علم عنه مساء الثلثاء لم يستلزم إعلان يوم الأربعاء إجازة في جدة، بل تجاوز الأمر إلى تطمينات، نقلت صحيفة «سبق» عن معلمة حذرها زوجها من الخروج، -لكنها ركبت راسها- واتصلت بالدفاع المدني صباحاً لمعرفة درجة خطورة الذهاب للعمل، فقدمت لها التطمينات! كررت الاتصال فتكرر التطمين... «كله تمام»، خرجت وعلقت ثم اشتكت للصحيفة. «هذا أخرت اللي ما تسمع كلام زوجها»!. الأسبوع قبل الماضي أخذت الرياض العاصمة إجازة وكان قراراً حكيماً حتى ولو لم تمطر.
لم يعد الناس يفكرون في مشاريع تصريف السيول وصراع جهات مع وزارة المالية، بل في السلامة على أرواحهم وممتلكاتهم فلا أولوية تسبق هذا. أصبحنا لا نكتب إلا عن بديهيات وهذا من تعاسة الكتابة.
في الرياض لاحظت تعديلات على بعض الأنفاق وما تحت الجسور في الطريق الدائري يتم وضع طبقة من الاسمنت لمنع انزلاق التربة في ما يبدو، ومن معرفة في أنفاق وطرق الرياض من أيام سطوع نجم مخرج 13، انصح بوضعها على شكل درجات بدلاً من «الزحليقة» ربما تكون ملجأ ينقذ حياة البعض لو حدث ما لا تحمد عقباه، خصوصاً مع فشل هندسي نقلي تخطيطي يستدعي إعادة النظر في مناهج الهندسة وحقيقة شهادتها، أصبح من المخجل وضع صفة مهندس قبل الاسم، صارت مثل شهادة الدكتوراه!
أعود للتذكير بصلب المقال باختصار، الناس تردد ما سبق لمحمد عبده رفع الصوت به «ما أبي غير السلامة».
www.asuwayed.com

http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/228567