رح إشتكْ على فخّ العصافير ..!
عبد الله إبراهيم الكعيد
تعريفات :
رح : أي اذهب باللهجة المحلية
إشتكْ : أي قدّم شكوى لأي جهة تريدها وهنا لا أحد بالفعل يعرف تلك الجهة.
فخ العصافير : يريد الكشف عنه لاحقاً .
مسرح الأحداث : لا مكان محدداً فقد تقع مثل ما سيرد لاحقاً في أي بقعة من بلادنا.
يذهب أحد المستهلكين إلى نقطة البيع ليشترى سلعة أو خدمة ما فيقابله (السيلز مان) أي موظف البيع بترحيب تسبقهُ ابتسامة غالباً صفراء ليقينه بأن (صيدا) ثميان سيقع في الشِباك لا مجرّد مُشترٍ له حقوق مدفونة في قبر ما يُسمى (حماية المُستهلك) ، تبدأ الحكاية بالطلب مما يفترض تسميته (العميل) يليه العرض من البائع أو هو في حكايتنا هذه ما يُشبه (القنّاص) فتبدأ عملية التفاوض ما بين مدّ وجزر فالعميل يشك في (الصفقة) برمّتها والبائع لا يترك لهُ فرصة للإفلات..!
في النهاية تتم عملية البيع ويدفع المُشتري (الثمن) وهذا آخر عهده بالبائع الذي سيتنصل مستقبلاً من كل وعوده ومعسول كلامه.
يكتشف المشتري/ العميل/ المستهلك ، أياً كان المُسمى عيباً أو عدّة عيوب في السلعة أو الخدمة المطلوبة فيتيقن بأنه وقع ضحية مقلب/ غش / تلاعب /نصب ، فيهرع إلى (القناص) الذي يقابله هذه المرّة بوجه (مغسول بمرق) كما يُقال كناية عن الشخص عديم الحياء، وحين تبدأ الشكوى يتم التنصل من كل الوعود والكلام الحلو ناهيك عن أكذوبة ( خدمة ما بعد البيع ) فيحتد النقاش ، هذا يريد حقوقه وذاك ينفيها إلى أن يُطلق (القناص) جُملة تقطع الحبال الصوتية للحوار ( رح إشتكْ) وفي بعض الحالات يكون أكثر تحدياً حين يقول العميل نفسه
( أروح أشتكي) فيرد عليه الآخر وهو يُدير لهُ ظهره ( أعلى ما في خيلك إركبه)..!
هناك في البلدان التي لا يوجد في قاموسهم (البضاعة التي تباع لا تُردْ ولا تُستبدل) لا يُمكن أن تتم مثل هذه الحكاية لسبب وحيد أن القانون يحمي حقوق المُستهلك وتُطبق الجهات التنفيذية تلك الحقوق بحذافيرها فلا مجال للتلاعب أو الغش ولا اصطياد الفرائس ، حقوقك تأخذها يعني تأخذها دون مماطلة أو تسويف. أظن وبعض الظن حقيقة أن هيئة/جمعية/مؤسسة حماية المُستهلك في بلادنا حين لا تقوى على (القنّاص) فهي تستهدي بمقولة إن العصافير يُمكن أن تنسى الفخّ ولكن الفخّ لا ينسى العصافير.
http://www.alriyadh.com/2010/07/07/article541319.html