من أسئلة الساعة – فهمي هويدي
الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية، التي حاولت الوصول إلى غزة يستدعي قائمة طويلة من الأسئلة، هذه بعض منها:
ـ هل كان يمكن أن تقدم إسرائيل على جريمة بتلك البشاعة في المياه الدولية، من دون موافقة أو ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية؟
ـ هل كانت ستلجأ إلى قتل وأسر الناشطين المتضامنين مع غزة الساعين إلى كسر الحصار المفروض عليها، إذا استشعرت أن ارتكابها لتلك الجريمة يمكن أن يؤثر على علاقاتها مع أصدقائها «المعتدلين» في العالم العربي؟
ـ هل كانت ستعلنها حرباً على النشطاء القادمين من 40 دولة حول العالم، متحدِّين بذلك القوانين والأعراف الدولية، خصوصاً تلك التي تنظم استخدام المياه الدولية، لو خطر لها أنها يمكن أن تحاسب جنائياً أو دولياً على ما اقترفته؟
ـ هل بوسعنا أن نقول إن من بين الأخطاء الجسيمة، التي ارتكبتها إسرائيل، أنها تعاملت مع نشطاء الحملة الدولية بمن فيهم الغربيون، بمثل ما تعامل به العرب، غير مدركة أن دم الغربيين أغلى من دم العرب، وأن للأولين كرامة يعتزون بها بخلاف الأخيرين؟
ـ هل يمكن أن نعتبر أن قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح بمنزلة استجابة لمطالب القاهرة والمجتمع الدولي بضرورة رفع الحصار عن غزة؟
وإذا كانت مصر في صدد تصحيح هادئ للأخطاء، التي ارتكبتها، فهل ستتقدم إلى الأمام خطوة أخرى، وتطلق سراح عناصر المقاومة الفلسطينيين، الذين تعتقلهم بمن فيهم الخمسة عشر عنصراً من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي الذين ألقى القبض عليهم فى طريق عودتهم من دمشق والسعودية؟
ـ بماذا تفسر أن أبصار العالم العربي تعلقت بكلام رئيس الوزراء التركي، رجب أردوغان، ووزير خارجيته، أحمد داود أوغلو، ولم يأبه أحد أو يعلق أملاً على الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية؟
ـ كيف نفهم كلام السيد عمرو موسى ، أمين الجامعة العربية، الذي أعلنه في الدوحة يوم وقوع الجريمة، وقال فيه، إنه لا أمل فى إقامة سلام مع إسرائيل، ومع ذلك فإن الجامعة العربية أيدت ذهاب الفلسطينيين لمفاوضات غير مباشرة مع ممثليها، علماً أنه هو من قال سابقاً إن عملية السلام ماتت؟
ـ بماذا تفسر إحجام الدول العربية على سحب المبادرة، التي أطلقتها قمة بيروت، رغم إعلان العاهل السعودي، وغيره من القادة العرب، أنها لن تبقى طويلاً على الطاولة، وهل يعني السكوت العربي أن القادة أدركوا أنه لم تعد هناك طاولة أصلاً ؟
ـ بماذا تفسر أن تركيا اتخدت إجراءات عدة تحذيرية وعقابية إزاء إسرائيل، كما طالبت باعتذارها، وبمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجريمة، في حين أن القادة العرب اكتفوا بالإدانات، ولم يتخذوا أي إجراء في حق علاقات ومصالح إسرائيل؟
ـ كيف تقرأ واقعة رفع الأعلام التركية في المظاهرات، التي عمت العالم العربي، من الجزائر، ونواكشوط، إلى اليمن والسودان، من دون أن نرى علماً واحداً «للشقيقة الكبرى» مصر؟
ـ هل أصاب الرئيس مبارك أو أخطأ حين ألقى في نفس يوم وقوع الجريمة كلمة أمام قمة أفريقيا ــ فرنسا، تجاهل فيها الموضوع ولم يشر إليه، واكتفى بالبيان، الذي أصدرته رئاسة الجمهورية في خصوصه؟
ـ بماذا تفسر أن رئيس الوزراء التركي وصف الغارة بأنها «عمل دنيء، وجريمة إرهاب دولة»، وأن الرئيس البرازيلي اعتبر ما أقدمت عليه إسرائيل بأنه «مجزرة شنيعة»، في حين أن البيان الرئاسي المصري وصف ما جرى بأنه «استخدام مفرط وغير مبرر للقوة»؟
ـ ما الحكمة في الزج بالانقسام الفلسطيني في البيان الرئاسي المصرى؟ وهل تعد الإشارة إلى أن المصالحة الفلسطينية هي الطريق لرفع الحصار بمنزلة محاولة من مصر لغسل أيديها من الاشتراك في الحصار، ومن ثم إلقاء الكرة في مرمى الانقسام الفلسطيني؟
ـ هل صحيح أن غاية ما تملكه مصر أن تستدعي السفير الإسرائيلي إلى وزارة الخارجية، لتبلغه احتجاجها؟
ـ وهل صحيح ما نقلته الصحف الإسرائيلية من أن مصر «تفهمت» الموقف الإسرائيلي؟
ـ حين تجاهل التليفزيون المصري أصداء الجريمة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، وانشغل طوال اليوم بمتابعة التصويت لانتخابات مجلس الشورى في أنحاء البلاد، هل كان ذلك قرينة عملية على تطبيق شعار «مصر أولاً»؟
هذه ليست كلها أسئلة للاستفهام، لكن بعضها للاستنكار والاستهجان، وإجابات بعضها معروفة ومشهورة، والبعض الآخر إجاباته محيرة أو مخزية،