الأعمال التطوعية
الحافز على العمل التطوعي في الإسلام
وعد الله تبارك وتعالى أهل الإيمان المتطوعين بأعمال الإحسان المسارعين بجنة عرضها السموات والأرض
حيث قال الإله الحق المبين : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .
ثانياً : وصفهم الله من خلال النص السابق بأنهم أهل الإحسان والتقوى .
ثالثاً : وبشرهم تعالى من خلال النص السابق أنه يحبهم " والله يحب المحسنين "
رابعاً : جاءت الشريعة الإسلامية أن كلام الناس وأحاديثهم ومحاوراتهم في مجالسهم ومنتدياتهم ومنابرهم لا خير في كثير منه إلا ما كان مداره على الحديث في نفع الناس وإصلاح ذات بينهم . قال تعالى : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " .
خامساً : وعد الله من تطوع بذلك مبتغياً به وجه الله وطالباً رضاه بالأجر العظيم والعطاء الكثير الجزيل الواسع والجزاء المضاعف أضعافاً كثيرة . قال تعالى: " ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما "
سادساً : أن العمل التطوعي عبادة عظمى اسمها الشكر لنعم الله على عبده من صحة وعافية وحواس سليمة وبدن معافى والإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر ، والشكر الحقيقي هو ما اجتمع فيه قول اللسان وعمل الجوارح بكفها عن معصية الله وبذلها في طاعته قال تعالى : " اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور "
وقال تعالى : " ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " وقال صلى الله عليه وسلم : } كل سلامى من الناس عليه صدقة {
سابعاً : اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بالأعمال التطوعية حتى أنه عليه الصلاة والسلام أعطاها من نفسه وقلبه ولفظه وعدد منها وهو الذي أوتي جوامع الكلم وفواتحه وخواتمه إحدى عشرة صوره من صور العمل التطوعي في حديث واحد ترغيباً إليها وحثاً عليها ورفعاً لشأنها وشاوها الذي ربما كان في عيون الناس حقيراً :
فقال عليه الصلاة والسلام : } كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس :
(1) تعدل بين الناس صدقة ( العدل بين الناس )
(2) تعين الرجل على دابته فتحمله عليها صدقة .
(3) ترفع المتاع للرجل على دابته صدقة .
(4) تتكلم مع الناس بكلام طيب صدقة .
(5) إماطة الأذى عن الطريق صدقة .
(6) سلامك على عباد الله صدقة .
(7) أمرك بالمعروف صدقة .
(8) نهيك عن المنكر صدقة .
(9) تعزل حجراً عن طريق الناس صدقة .
(10) تعزل شوكة عن طريق الناس صدقة .
(11) تعزل عظماً عن طريق الناس صدقة .
(12) تعين ضائعاً صدقة .
(13) تعين صانعاً صدقة .
(14) تصنع لأخرق صدقة .
ثامناً : إعلام النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن هذا العمل التطوعي المندوب إليه شكراً على نعمة المفاصل في ثلاثمائة وستين صورة على عدد المفاصل ليس لمرة واحدة في العمر وإنما هو عمل يتجدد طلب فعله مع كل طلوع شمس لكل يوم .
فقال صلى الله عليه وسلم } كل يوم تطلع فيه الشمس {.
تاسعاً : بشارته صلى الله عليه وسلم لكل رجل من أمته تصدق عن مفاصله كل يوم بما أرشده إليه بأنه يسير حينئذ على الأرض وقد باعد نفسه عن نار جهنم وكان مهيئاً لدخول الجنة .
فقال صلى الله عليه وسلم:}فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار {
عاشراً : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل التطوعي مع أمره بالتوحيد حيث قال للأعرابي في الحديث الذي مر ذكره ورواه الإمام أحمد :
إني أدعوا إلى الله وحده وبين وجه استحقاق الله للعبودية بثبوت ربوبيته فلما أسلم الأعرابي : أوصاه بأن لا يسب شيئاً وأن يبسط وجهه إلى أخيه وأن يفرغ من دلوه في إناء المستسقي .
الحادي عشر: العمل التطوعي إيمان صادق
حيث عده النبي صلى الله عليه وسلم من شعب الإيمان التي أعلاها
شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .
الثاني عشر : محبة النبي صلى الله عليه وسلم البالغة لأهل الأعمال التطوعية وعنايته بهم وتفقده لهم . كما فعل مع المرأة السوداء التي كانت تقمّ المسجد .
الثالث عشر : أن الله تعالى تفضلاً وتكرماً منه يكون معيناً لعبده المتطوع الذي يكون في عون أخيه .
الرابع عشر : سعة مفهوم الشريعة للعمل التطوعي حتى أنها حين لا يجد المسلم أي عمل خير يمكن أن يقدمه إلى مجتمعه وأمته بالفعل فإنه يمكن لكل أحد أن يقدم عملاً صالحاً لمجتمعه وأمته ولنفسه بالترك بحيث إذا عجز عن ذلك أجمع فإنه يكف شره عن الناس فإنها صدقة منه على نفسه وعلى الناس .
ولا يعجز ولو أن يكون كأبي ضمضم فيتصدق بعرضه على من شتمه .
الخامس عشر: أن العمل التطوعي ولو كان في حجم الذرة فإن الله تبارك وتعالى يباركه وينميه ولا يضيع أجر من أحسن عملا ولا يظلم مثقال ذرة .
قال تعالى : " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره "
السادس عشر: إن العمل التطوعي المحمود لا يقتصر على المقدم للإنسان وإنما يشمل حتى الحيوان والطير وغيرها ، كما أن العمل التطوعي ربما كان سبباً رئيساً من أسباب المغفرة ولو مع وجود كبائر الذنوب كما غفر الله للبغي الزانية من بني إسرائيل لأنها رحمت الكلب الذي رأته عطشاناً فملأت حذاءها ماءً من البئر وسقت الكلب .
السابع عشر : أن العمل التطوعي سيما أحباب الله وأخلائه والمقربين إليه من خلقه من رسل الله عليهم الصلاة والسلام وعباد الله الصالحين كمحمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم صلى الله عليه وسلم وهما الخليلان وموسى عليه السلام حين سقى للمرأتين وتولى إلى الظل وهو من أولي العزم من الرسل وكفعل الخضر مع الغلامين صاحبي الجدار وكعمل ذي القرنين مع البشرية جمعاء .
الثامن عشر : لما كان عمل ذي القرنين جليلاً أثنى الله عليه في القرآن وذكر لنا في القرآن خبره وبلوغه مغرب الشمس ومطلعها وبين السدين وذكر لنا قصة بناء السد ، كما ذكر الله عز وجل النملة في القرآن حين اعتذرت عن نبي من أنبيائه ، وذكر كلب أصحاب الكهف حين رافق الصالحين ، وذكر الإبل في إتيانها ضامرة من كل فج عميق قاصدة بيته العتيق لما رافقت الحجاج من عباده ، وأقسم بالخيل وهي المشاركة لعباده في الجهاد .
التاسع عشر : أن العمل التطوعي صورة عظمى من صور التعاون على البر والتقوى التي هي سيما أهل الإسلام .
.......................................
وأود أن اسجل شكري وقبل ذلك دعائي لمن تطوع ومازال يتطوع في مدينة جدة
اخواني المتطوعين في الفرق المشكلة يبذلون جهود جبارة ويشكرون عليها .
وقد استمعت للإذاعة برنامج بك أصبحنا وتأكد لي أن العمل يتم بكل احترافية
بارك الله بالجهود , وحفظ الله لنا هذه الكوادر الشابة من شباب الوطن المعلم والطبيب والفني وكل القيادات التي ضربت أروع الأمثلة في العمل التطوعي المتقن .