*قصه عبداللطيف جميل*
لم يكن يدري أبو جميل أن الأيام حبلى بالمفاجآت .. وان الأيام قادمة
ولم يكن يدري ان [ ددسنه الذي اشتراه ] ساعة هبوطه للأسواق
بسعر 33 ألف ريال سيصبح اليوم بما يقارب الـ 70 ألف ريال
لم يكن يتصور .. ووعد أم جميل بسيارة إن هي عاشت معه عمراً طويلاً.
.
[ أبو جميل في غرفة المعيشة ]
ابو جميل : وينك يا أم جميل .. [ عجلي بالأكل .. ميت جوع ] ...!!
أم جميل : ترا مافيه إلا [ خبز ] من أمس و [ تونه ] .. البيت مافيه مقاضي..
أبو جميل : [ وش هالحظ السيء ؟ ] .. ويستطرد [ وش أسوي فقروني أصحاب وكالات السيارات]
لكن اقلك [ خليني اوصلك بيت أمك ] عشان اقدر [ الحق حراج السيارات ونغير الددسن ]
.
.
[ في السيارة .. ذاهبون إلى والدة أم جميل ]
أم جميل ( مبرطمة ) : إلى متى تبغاني يا أبو جميل اصبر على [ هالخردة ]
أبو جميل ( يده على باب السيارة والحزن يخيم على وجهه : إلين الله يفرجها يا أم جميل
أم جميل : يازوجي شوف لنا سيارة زينه ..
أبو جميل : اليوم اروح الحراج واشوف الحل ..
.
.
[ ابو جميل في الحراج ... ]
أبو جميل ( يتمتم في نفسه ) : ياريتكم يا وكلاء السيارات تحسون بمعاناتي ...
يطلق تنهيدة طويلة [ ويرفع يدينه للسماء ] : اللهم لا تبارك في أموال وكلاء السيارات ..
ويتحرك أبو جميل في الحراج [ والسيارات غير مناسبة ]
ويستند أبو جميل لجدار [ ويشاهد علامات الوكالات .. ] ويدعي ..
ويخرج من السوق ...... مكسور الوجدان ..!!
.
.
[ في طريق العودة لأم جميل ... ]
أبو جميل ( يسولف مع نفسه ) : اللهم عليك بوكلاء السيارات ..
اللهم العنهم .. وخسرهم ولا تربحهم يارب ..
ويصل لبيت والدة ام جميل [ يدق البوري ] مافيه فايدة ..
يتصل بجواله [ الرصيد مخلص ] ..
يطلع راسه من [ نافذة الددسن ] ويصرخ : أم جميييييل .. اطلعي الله ياخذك ..
أم جميل تجري وبسرعة تركب الددسن [ وماهي ناقصة مشاكل ]
.
.
[ أبو جميل في البيت .. ]
أبو جميل بينفجر من القهر : آه وين الحكومة عن [ هذولا ] المغالين في الأسعار ..
ويستند عالجدار .. ويحس بآلآم فظيعة .. نتيجة الإجهاد ..
ابو جميل ( ينزل العرق من جبينه بغزارة ) ويتمتم : مدري بلحق اطلع سيارة زينة لعيالي ولا الموت اقرب؟
أم جميل ( تصبر زوجها ): اصبر يا ابو جميل والله ياخذ اصحاب الوكالات ...
أبو جميل تزيد آلامه الفظيعة .. وتصرخ أم جميل ..
[ يأتوا الجيران بسرعة .. يحملون ابو جميل للمستشفى ... ]
يبقى لساعات .. يعاني من الألم .. فقدان الذاكرة ..
كل ضلع وعظم فيه يشتكي ..
وتأتيه المنية .. على سريره في المستشفى ..
تبدو الوجوه يعلوها الوجوم .. الصمت .. الحزن ...
مات قبل ان يقتص من جلاديه [ وكلاء السيارات ]
وتعود أم جميل لبيتها [ ولا تجد غير التسول أو البيع على الأرصفة ]
.
.
.
.
هذه حياة يمر بها شعبنا السعودي الأبي الكريم ... هي في حاجة لمعالجة
حاجة لمحاسبة اصحاب الوكالات ..
حاجة لمن يوقفهم ويوقف صنائعهم القذرة ..
حاجة لمن يحقق للشعب السعودي بعض الرفاهية [ التي أغتصبها التجار ]
.
.
ويبقى أبو جميل .. رمز للمواطن المسكين .. هذا ما يدور في أروقتنا الشعبية
.
.
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
.
.
وتقبلو تحياتي
.
.
نسيت : خلوها تصدي .. من أجل الفقير أبو جميل ..
نسيت : خلو زمنها يعدي .. لأجل نبضات الفقير أبو جميل ..