تحدثت مع أحد أفراد (السيكيورتي) العاملين في أحدى شركات الامن الخاص بالمملكة ...
وحزنت على حالهم ...
فهم فئة من شباب هذه البلد ... الذين لم يحالفهم الحظ في إكمال دراستهم ...
وحالتهم المادية تشكى لله ...
وحيرتهم وضعفهم ... حكايات وروايات ...
ووضعهم الإجتماعي ... يتندر به الجميع ...
وكأنهم آتون من كوكب أخر ....
أو أنهم هم من إختاروا وضعهم ...
أو كأنهم تركوا فرصا وظيفية أفضل تكاسلا .... وأبوا إلى أن يكونوا سيكيورتي ...
وفي كل شركة لهم قانون مختلف ....
ولهم تدريب مختلف..
وعقد مختلف ...
ومرتب مختلف ....
ونظام عمل مختلف ...
وأغلبهم لا يدخلون ضمن بند التأمينات الإجتماعية ...
ولا يمتلكون ضمان صحي ...
وليس لهم بدلات سكن أو مواصلات أو معيشة ...؟
وساعات العمل لديهم تصل إلى أكبر مما قرره مكتب العمل ....
وعقودهم غير منصفة .... بحيث يمكن التخلص منهم دون أسباب ... ودون دفع أي حقوق لهم ...
ولا تشملهم الترقيات السنوية ولا العلاوات ...
ولا حسيب ولا رقيب على من يستخدمونهم ....!
والأغلبية العظمى منهم يعيلون ويصرفون على عوائل كبيرة من مرتبهم الضئيل ....
بينما لا تصل رواتب معظمهم لسد الرمق .... بل إن البعض منهم يصرفها على المواصلات للذهاب للعمل .... والعودة إلى منازلهم .....!
والسؤال الذي يطرح نفسه ....
لماذ كل هذا الظلم والتهميش لقطاع كبير من شبابنا ... ؟؟
لماذا يعاملون بقسوة وإجحاف .... وكأنهم نبت شيطاني ....
أليسوا من أبناء هذا الوطن الغالي ...؟
اليسوا من ضحايا بعض عقد التعليم .... وغلاء الأسعار .... وظروف بعض الايتام والمقطوعين ... وإنعدام الضمان الإجتماعي ...؟
أليسوا ... رجالا أو نساء تأهت بهم السبل في فترة من عمرهم ....
وقد عادوا للحاق بالقطار ...؟
اليسوا ... جاهزين لخدمة الوطن .... وحفظ الأمن في أماكن خاصة قد لا يصلها الامن العام ...؟
أليسوا كاي شباب في العالم ... محتاجين إلى المادة والإستقرار والإمكانيات حتى يتمكنوا من بناء أسر جديدة ... وإكمال خطوات حياتهم ..بكرامة وشرف ؟
أليسوا كسب للوطن ....؟
أليسوا يعملون يد بيد مع ضباط وأفراد الشرطة والأمن العام ...لمكافحة الإرهاب ... ؟
أليسوا جزء لا يتجزاء من امن وإستقرار هذا البلد ....؟
إذا لماذا ... لا يضمون جميعا تحت مظلة الامن العام ....؟
ولماذا لا يتم توحيد مميزاتهم وعقودهم ....؟
ولماذا لا يعطون تدريبا أمنيا أساسيا تحت نظر وشراف الدولة ...؟
لماذا لا يكون لهم حد أدنى للأحور ... وتوقيت معين للمناوبات .... ؟
أليس ذلك .... أمر سيرفع قيمتهم في المجتمع ....ويحسن أوضاعهم ..؟
وسوف يعمل على رفع روحهم المعنوية ....
وسوف يجعل الجميع يفخر بهم وبمهامهم التي لا أرى أنها تختلف عن اخوانهم التابعين للحكومة ...
مجرد سؤال يا سيدي ...
ولعل وعسى .....
ولعلنا نرى ذلك قريبا .... فلا نعود نسخر بهم ... ولا نسخرهم كالعبيد .... دون اي حقوق ...
والله من وراء القصد
د. شاهر النهاري