,,صناعة الحياة .. لوحة عطاء وساحة تضحية,,
صناعة الحياة هي أن يكون لك موقع في هذا العالم ،فتكون رقماً له قيمة لاصفراًعلى شمال العدد ، ومعنى ذلك أن تسهم في البناء والعطاء بما تستطيع ،لا ان تكون حملاً ثقيلاً على الأمة، ان النحلة الميتة ترمى خارج الخلية لأنه لا قيمة لها ،وإن الشجرة اليابسة تزال من الحديقة لأنه لانفع من ورائها فما هو جزء إنسان يسمع ويبصر ولكن لا يعطي ولا ينتج.....
× أرخص موجود ×
إن أرخص موجود هو ذاك الإنسان الآكل الشارب النائم الذي جفت منافع نفعه ونضبت أودية خيره وحق له أن يسقط من عيون النبلاء،لأنه محا اسمه من دفتر الحياة وشطب على رقمه من لوحة العطاء والتضحية فهو في عالم الأموات ولكنه يأكل ويشرب، وفي دنيا المقابر غير أنه يضحك وينام، ومثله يسهم في غلاء الأسعار لكثرة مايأكل ، ويشارك في شح الماء لكثرة مايشرب ، الناس متجهون إلى الامام، يبنون وينحتون وهو متجه إلى الخلف لأنه عكس النماء والبناء ، وضد النفع والعطاء وعدو النجاح والتفوق. إن قافلة الحياة لا تنتظر الخاملين فهي معدة لركوب صناع الحياة، والمقاعد محجوزة والوقت لا ينتظر أحداً وليس في الحافلة النجاح مقعد واحد للخاملين.
× دروس وشهود ×
من أعظم الدروس المشهودة في عالم النجاح النملة، وكيف أنها تعيد محاولتها مرات ومرات حتى تصل إلىغايتها فهي تتسلق الشجرة فتسقط ثم تعاود الصعود فتسقط ، وهكذا حتى تنجح في الصعود والحصول على المطلوب من دون كلل ولاملل، وإذا اغلقت عليها طريقها أخذت ذات اليمين وذات الشمال ،وإذا صعب عليها الصعود تأخرت ثم عادت أقوى مما كانت وربما تبتعد عن طريقها الأول لبعض العوارض لكنها تعود في نفس الا تجاه حتى تصل ، ولها قوة عجيبة في الإصرار على المطلوب وعدم االيأس حتى ضرب بها المثل وذكروا أن أعرابيا سافر لقضاء حاجة فلما تعب من السفر جلس يفكر في عودته من سفره فرأى نملة تصعد فتسقط مرات كثير’ ثم صعدت ..حتى علت الصخرة فقال: أنا أحق بالصبر والمثابرة من هذه النملة فواصل سفره وأدرك مطلوبه وقال :
اطلب ولاتضجر من مطلب
فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول المدى
على صليب الصخر قد أثرا
أن في حياة النملة عبرة لقوم يعقلون، كفاح و صبر واصرار ومثابرة ومواصلة، ثم أن النملة لها من الاحتيال لنيل مطلوبها ما يفوق الوصف، فقد ذكر من ألف عن المنلة أنها تدخر قوتها من الصيف إلى الشتاء لأنها لا تخرج في الشتاء كثيراً فتخزن قوت الشتاء ولا تأكله إلا في حينه، وخوفاً من أن ينبت الحب المخزون ، تقوم بإذن الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى بكسر الحبة من وسطها لئلا تنبت ، وإذا مرت في خليج ماء صغير لا تستطيع عبوره تشكل مع النمل جسراً فوق الماء ، حيث تتشابك النمل فوق معبر الماء كالجسرفإذا مرت جميع النمل من فوق الجسر انسحب جسر النمل إلى الطرف الآخر فسبحان الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى.
وإذا وجدت نملة قطعة لحم أو رجل جرادة ولم تستطع حملها أو جرها ذهبت الى بيت النمل فأحضرت أخواتها من النمل فحملوها معها ، والنمل فيه من الاصرار والمثابرة ما فيه عبرة لمن أراد النجاح حتى انك لوضعت في طريق النمل حجراً لوقفت النملة غير راجهة إلى الوراء ، بل منتظرة أومحاولة صعود الحجر أو الاتيان عن يمينه ويساره أو اختيار طريق آخر إلى نفس الاتجاه دون الرجوع..
اقتباس :من مقاله لدكتور عائض القرني..