قرأت المقال للسيد غلط في الساحات السياسية فأعجبني وأحببت تشاركوني

رابط المقال :

http://alsaha2.fares.net/sahat?128@182.mUNghOgzMeA.0@.3baa6018

في وطــنــي كل شيءٍ غــالٍ .. إلا الإنـسـان فإنه أرخـــص الســلـع !!!!


سأتناول جهازاً واحداً من أجهزة الدولة لأوضح لكم أيها الأخوة مدى رخص الإنسان في وطننا مقابل المال .. فلا صوت يعلو هنا فوق صوت المال وأصحاب المال .. أما أنت أيها المواطن المسكين فمت بغيضك وكمدك وحسرتك ..


هذا الجهاز هو وزارة التجارة الموقرة ووزيرها العبقري ..


وكلنا يعلم مدى تخلي هذه الوزارة عن مهماتها التي أنشئت من أجلها .. ومدى انعكاس ذلك سلباً على حياتنا .. وكان من المفترض أن يكون أول هدف لهذه الوزارة هو ( ضبط ) إيقاع حركة الأسواق والبضائع ومراقبة التجار الذين اشتق اسم الوزارة من مهنتهم وليس من مهنة الطبابة ..



فـــــــالــــتـــــــجـــــار لـــــديـــــنـــــا :



جرَّبوا الغش .. فلم يردعهم أحد .. فأغرقوا الأسواق ببضائع مستوردة مغشوشة .. وأنت أيها المواطن المسكين تشتريها بأغلى الأسعار على أنها أصلية .. قطع غيار السيارات .. الأجهزة الكهربائية .. الأحذية .. بل وحتى الدواء .. وبعض المنتجات التي كان آخرها معجون الأسنان المسرطن ..




جرَّبوا التزوير والتقليد .. فلم يردعهم أحد .. فأصبحوا يزوِّرون العبوات ويملأونها بأشياء قذرة مصنعة محلياً من قبل العمالة السائبة في الأحياء الشعبية .. وأنت أيها المواطن المسكين تشتري هذه البضائع على أنها مطابقة للمواصفات الطبية .. الصابون .. الأغذية المعلبة كالحلويات والبسكويت والمعجنات .. الصبغات والشامبوهات والعطور والمنظفات .. بل إنهم زوروا حتى ماركات الملابس وزوروا أماكن تصنيعها ..




جربوا الاحتكار .. فلم يردعهم أحد .. خزنوا بضائعهم حتى فسدت وانتهت صلاحيتها .. جوعوا السوق حتى اشتاق لبضائعهم .. ثم باعوها بأغلى الأثمان .. فلم يردعهم أحد .. الأرز .. الدقيق .. ومعظم المواد الاستهلاكية .. بل إنهم باعوا حتى الأغذية المخزنة الفاسدة فلم يردعهم أحد .. الفستق المسرطن .. اللحوم الفاسدة .. الشعير الذي أودى بحياة الجمال في أماكن عديدة ..




جربوا عدم الالتزام بشروط النظافة .. فلم يردعهم أحد .. فأصبحنا نتناول في مطاعمنا أسوأ وأردأ أنواع الأطعمة .. ممزوجة بما توفر من حشرات .. ومخاط وعرق ومرض .. وزيوت فاسدة .. فلم يردعهم أحد .. انظر إلى أقرب مطعم في شارعك .. وحاول التعمق إلى مطبخه وسوف تصاب بالذهول وتحرم أكل المطاعم بعدها ..




جربوا رفع السعر 20% .. فلم يردعهم أحدهم .. رفعوه 50% في المائة .. فلم يردعهم أحد .. رفعوه 300% فلم تتحرك هذه الوزارة لتحد من جشعهم .. فما كان من صغارهم وكبارهم إلا رفع أسعار بضائعهم وكلٌ وطمعه .. كلٌ وجهده .. فمنهم من يرضى بـ 200% ومنهم من لا يقنعه إلا 1000% وأنت أيها المواطن المسكين عليك أن تدفع فاتورة الجشع ولا تشتكي ..




ثم يخرج وزير ( الــــــــــــــــتـــــــــــــجــــــــــــــارة ) ليعلن عدم مسؤوليته عن ( الـــــــــتـــــــــــجـــــار ) وكأنها مسؤولية وزارة الصحة .. وهو بهذا المنطق المنكوس المتعوس يريد أن يقول لنا أن الأطباء يتبعون لوزارة البلديات .. وأن الدفاع الجوي هو مسؤولية وزارة التربية والتعليم ..



فأي منطق هذا وأي عقل وأي إهانة لهذا الشعب ..



ولم يكتف بذلك .. بل قال إننا يجب أن نغير عاداتنا الغذائية .. يريد من شعب كامل أن يغير عاداته الغذائية مقابل استمتاع أصدقائه التجار بأطماعهم وجشعهم واستمتاعه بالتخلي عن أداء واجباته الوظيفية ..



ثم تبلغ به الوقاحة حداً غير مقبول عندما يقول .. وعليهم .. يقصد نحن الشعب المسكين .. البحث عن بدائل غذائية رخيصة .. يا سلام .. الله أكبر .. يا لعقلية هذا الرجل .. إنه باختصار أيها السادة يدعوكم لتناول أسوأ وأردأ البضائع المغشوشة التي سمحت وزارته بدخولها إلينا .. فهو لم يكتف بخيانة وطنه حين سمح بالغش والتزوير من قبل التجار .. بل ويريد خيانة مواطنيه حين يدعوهم جهاراً نهاراً لشراء تلك البضائع المغشوشة رأفة ورحمة منه بنا وبالتجار أيضاً لأنه يخشى كساد بضاعتهم المغشوشة البائرة .. وما يحيرني هنا فعلاً هو : هل ستستوعب مستشفياتنا أعداد المرضى الذين سيزورونها من الشعب بعد تناوله للبضائع الكاسدة الفاسدة المغشوشة ؟!!!




ولكن لا تستغربوا أيها الأخوة .. فالمال يلعب لعبته .. وأصحاب المال هم من يملك القرار .. وشراء الذمم ليس أمراً صعباً .. فالموظف والمسؤول أياً كان في هذه الوزارة وفي غيرها كالبلديات والجمارك .. وأياً كان موقعه .. سيصله سماسرة الوطن والمواطن .. الذين يبيعون ويشترون في وطنهم وفي مواطنيهم ليلاً نهاراً .. وسيسيل لعابه للمال مهما كان ضميره ومهما كانت أخلاقه ومهما كان مركزه .. الموظف الصغير يمكن إسكاته بألف وألفين .. والموظف الكبير سيسكت حتماً مقابل مليون أو مليونين .. وكل صفقة لها سعر وكل صفقة فيها بند لشراء الذمم .. وكل تاجر يعلم كم ستكلفه هذه الصفقة مضافاً إليها قيمة توقيع فلان وقيمة فسح فلان وقيمة سكوت فلان .. لا تستغربوا أيها الأخوة .. فكلاب المال ستهز أذنابها للأغنياء شئنا أم أبينا .. وتجار الوطن لا يهمهم الوطن ولا المواطن .. لا يهمهم أن خرج الشعب غداً مدفوعاً بالجوع والقهر فكسر وهشم وثار ضد الدولة .. لا يهمهم غداً أن ينعدم الأمن والنظام في هذا البلد .. لا يهمهم كل ذلك .. المهم عندهم هو أرصدتهم في سويسرا هل تتضخم أو لا .. وموظفو هذه الوزارة الفاشلة وعلى رأسهم الوزير لا يهمهم المواطن جاع أو مات أو مرض .. كل همهم هو كم سيلقي التاجر في حلوقهم غداً مقابل تسهيل دخول وترويج وبيع بضائعه المغشوشة بأغلى الأثمان .. ولك الله يا وطني .. ولك الله أيها المواطن المسكين ..






ويضيف الكاتب في نفس الموضوع :





بقي أن أضيف بأن الذي يتلاعب بأرزاق الناس ومواردهم المالية .. وبصحتهم .. يجب أن توقع عليه أقصى العقوبات .. وأن يعامل معاملة المفسدين في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله .. ومن غشنا فليس منا .. أما إذا تسمم المواطن .. أو مرض .. أو عجز .. أو مات .. أو صعبت عليه حياته الطبيعية .. بسبب انعدام ضمير التاجر .. أوصاحب المطعم .. أوالطبيب .. أوالكفيل .. اكتفينا بالغرامات المالية الزهيدة أو إغلاق المحل أو شطب السجل التجاري .. فهذه كلها لا تكفي .. لا تكفي لردع المجرمين .. فهؤلاء مجرمون مع سبق الإصرار .. وينبغي أن يقع عليهم الحد .. فحياة الإنسان غالية وليس من السهولة التلاعب بها ..

up
up
up
UP
UP

يا ذا الوزارات الراقده

وماراح تصحى غير على طامه

الوزارات صارت تعامل المواطن مثل البنك (اذا مافي حسابك كم مليون ماتنعطى وجه) ... لاننسى تنازل الجهات الحكومية امام قهوجية المعسل في جدة (لايتعدون المئة) عندما ارغموها على ايقاف قرار بيع المعسل في مقاهي القهوة حتى لاتتأثر مبيعاتهم , ضاربين بصحة المواطنين عرض الحائط (اللي اتبلش من كثر ما أنضرب فيه بمصالح المواطنين)