دخل المواطن بين ناري أسعار السلع ورسوم الكهرباء والهاتف؟!
المواطنون يطالبون بالتخلي عن سلع التجار الجشعين؟!
معظم أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعات مطّردة
جدة - تقرير سالم مريشيد - تصوير - ناصر محسن
من أسبوع إلى أسبوع.. وربما من يوم إلى آخر أصبح معدل أسعار المواد الغذائية والسلع في أسواقنا في تصاعد مستمر.. وبمعدلات غير مسبوقة تفرض سحابة من القلق والمعاناة على شريحة كبيرة من المواطنين لأن دخولهم لم تعد قادرة على مجابهة هذه الزيادات في الأسعار.. ولم تعد كافية لتوفير أبسط متطلبات الحياة التي يحتاجها الإنسان في ظل هذا الجشع، وهذا السعار في الأسعار؟!
شيء غير معقول
أثناء جولتنا على عدد من المحلات التي تبيع المواد الغذائية والاستهلاكية على المواطنين بالقطاعي أجمع المسؤولون فيها على التأكيد أن الزيادات المتصاعدة التي طرأت على أسعار بعض المواد الغذائية غير معقولة، وغير مبررة.
وقال السيد عماد من العاملين في أحد المحلات، وهو يعرض فاتورة قادمة للتو من أحد المستوردين لبعض المواد الغذائية.. انظر إلى أسعار هذه الفاتورة فانك ستجد فيها زيادة عن فاتورة الشهر الماضي لنفس السلع بنسب متفاوتة من سلعة إلى أخرى.. خذ مثلاً هذا الحليب الجاف الحجم الكبير (2400) جرام كنا نبيعه للمستهلك بالمفرق ب"56" ريالاً للعلبة الواحدة.. وقد زاد سعره عن العام الماضي بأكثر من ستة عشر ريالا.. من خلال هذه الفاتورة سيتضح لك أن سعر العلبة الواحدة عليَّ الآن كتاجر هو "56" ريالاً، ومعنى هذا أنني إذا أردت بيعه بمكسب فإنه لن يقل عن (60) ريالاً للمستهلك، وهذه زيادة تحدث في أقل من شهر واحد.. فهل هذا معقول ويمكن قبول أي تبرير له غير جشع المستوردين.. ومحاولتهم استغلال أي حجة لرفع الأسعار؟!
والمشكلة التي يعاني منها الناس أن ارتفاع الأسعار شمل كل ضروريات الحياة وكمالياتها.. والمبرر الجاهز عند الكثيرين هو انخفاض الدولار أمام العملات الأخرى وربط الريال السعودي بالدولار مما أثر على القيمة الشرائية للريال .. فإذا كان هذا المبرر متداولاً ومأخوذاً في الحسبان فلماذا ارتفعت أسعار السلع التي نستوردها بالدولار مثل السيارات الأمريكية، والأدوات الكهربائية والمواد الغذائية الأخرى أمريكية الصنع؟!
إن المتتبع لتصاعد مؤشر أسعار السلع على كافة مستوياتها منذ الربع الأخير لعام 2006م وحتى الآن يجد أن هناك بوناً شاسعاً بين نسب هذه الزيادات لبعض السلع.. وتسجل السلع الأكثر استهلاكاً واقبالاً من الناس أعلى معدلات الزيادات في الأسعار خاصة المواد الغذائية كالأرز والحليب والسكر واللحوم.. والسلع الكهربائية والأدوية. ومواد البناء كما اتضح من خلال الجولة على الأسواق.. وآراء الناس من مستهلكين وتجار.
دخل المواطن بين نارين
العديد من المواطنين عبَّروا عن معاناتهم من هذه الزيادات المطّردة في الأسعار قائلين: إن دخل المواطن ثابت بينما الأسعار في ارتفاع مستمر.
وتحدث المواطن سعد عبدالله الروقي قائلاً: دخل المواطن أصبح بين نارين حارقتين تأتيان على كل ما في جيوبنا .. نار أسعار السلع من جانب.. ونار رسوم الخدمات الحارقة من جانب آخر.. إلى درجة لم يعد فيها دخل الكثيرين منا قادرا على تغطية متطلبات فواتير الكهرباء والهاتف وأسعار المواد الاستهلاكية.
وطالب المواطن فهد مسفر المطيري بحلول غير تقليدية لوقف هذا الارتفاع في أسعار المواد الغذائية ورسوم الخدمات بما يخدم المواطن ويجعله قادرا على الإحساس بقيمة دخله.
التخلي عن سلع التجار الجشعيين
عدد من المواطنين ذهبوا إلى اقتراح حل عملي وفاعل لمواجهة جشع التجار.. وذلك بالتخلي عن السلع التي تحدث فيها زيادات كبيرة.. مثلاً بعض أنواع حليب البودرة المجفف الذي زادت أسعاره بشكل كبير يجب أن يتوقف المواطنون عن شرائه بشكل جذري، وقد أكد المواطن أحمد آل عثمان الغامدي أن سعر هذا الحليب سيتراجع كثيراً عمّا هو عليه اليوم لأنه لم يعط مستورد ذلك النوع من الحليب المبرر لزيادة سعره إلا استمرار الناس على شرائه رغم الزيادات الكبيرة التي وصل إليها.
وهذا القرار يجب أن يطبقه المستهلكون على كل سلعة يزيد سعرها عن الحد المعقول والمقبول سواء كانت من الأجهزة الكهربائية .. أو من مواد البناء، أو من السيارات .. أو من المواد الغذائية .. أو غيرها.
وأكد المواطن عادل عبده، ان هذا الإجراء لو قام به المستهلكون فإنه سيوقف جشع الكثير من التجار الذين أثروا على حسابنا.. وامتصوا دماءنا.. وسيحد الكثير من ارتفاعات بعض السلع التي لم ترتفع إلا نتيجة اقبال الناس عليها. وأضاف: وهذا الإجراء يجب أن نأخذه من تلقاء أنفسنا بعد أن فشلت وزارة التجارة وإدارات حماية المستهلك كما يبدو من وضع حد لهذه الزيادات المطّردة في الأسعار التي أتت على كل دخولنا؟!
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/08/18/article273361.html