محلل لـ الاقتصادية : حماية الدَّين بالدَّين أسلوب خاسر
اليورو ينهار .. والانحدار مستمر في 2012
عبد الهادي حبتور من جدة
تنبأ محللون بأن يتواصل انحدار اليورو خلال العام الجديد 2012م بسبب الأجواء غير المشجعة التي تخيم على منطقة اليورو، واستمرار الحكومات الأوروبية في معالجة الأزمة عبر حماية الدّين بالدّين وهي طريقة يراها المحللون غير مجدية اقتصادياً ولها عواقب وخيمة على المدى الطويل.
وتراجع فيه اليورو لأدنى مستوى في عشر سنوات أمام الين، وفي نحو عام مقابل الدولار أمس الخميس في ظل قلق المستثمرين قبيل مزاد لبيع سندات إيطالية.
وهبط اليورو 0.1 في المائة إلى 1.2922 دولار بعدما سجل 1.2887 دولار في المعاملات الآسيوية وهو أدنى مستوى منذ العاشر من كانون الثاني (يناير)، حينما انخفض اليورو لأقل مستوى في 2011 عند 1.2860 دولار. وفي قراءة لمستقبل اليورو خلال الفترة المقبلة، أشار المحللون إلى أن بصيص أمل يرى في الأفق بالنسبة لمستقبل اليورو، متوقعين أن تتعاظم أزمة اليورو خلال الأيام المقبلة ذلك أن تاريخ اليورو ليس كبيراً إذا ما قورن بتاريخ الدولار الأمريكي.
وعلل الدكتور علي الدقاق المحلل المالي تراجع اليورو بهذه النسبة أمام الين الياباني والدولار الأمريكي بأنه عندما يحدث أي تراجع لعملة مقابل عملة أخرى يؤدي إلى انخفاض الطلب، ويتم التخلص من اليورو في مقابل إقبال على الين والدولار.
وأضاف ''هذه إشارة أخرى إلى أن الاقتصاد الأوروبي أضعف من الاقتصادين الياباني والأمريكي في هذه اللحظة على الأقل، وأسباب الضعف أن هنالك استثمارات في اليورو وإقبالا على الطلب عليه، وهناك مشروعات في أوروبا لدى أصحابها مخاوف من انخفاض نسبة الإقراض''.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
توقع محللون ماليون أن يتواصل مسلسل انحدار اليورو خلال العام الجديد 2012م بسبب الأجواء غير المشجعة التي تخيم على منطقة اليورو، واستمرار الحكومات الأوروبية بمعالجة الأزمة عبر حماية الدّين بالدّين وهي طريقة يراها المحللون غير مجدية اقتصادياً ولها عواقب وخيمة على المدى الطويل.
جاءت توقعات المحللين في وقت تراجع فيه اليورو لأدنى مستوى في عشر سنوات أمام الين، وفي نحو عام مقابل الدولار اليوم الخميس في ظل قلق المستثمرين قبيل مزاد لبيع سندات إيطالية.
وهبط اليورو 0.1 في المائة إلى 2922ر1 دولار بعدما سجل 2887ر1 دولار في المعاملات الآسيوية وهو أدنى مستوى منذ العاشر من كانون الثاني (يناير)، حينما انخفض اليورو لأقل مستوى في 2011 عند 2860ر1 دولار.
وفي قراءة لمستقبل اليورو خلال الفترة المقبلة، أشار المحللون إلى أن بصيص أمل يرى في الأفق بالنسبة لمستقبل اليورو، متوقعين أن تتعاظم أزمة اليورو خلال الأيام القادمة ذلك أن تاريخ اليورو ليس كبيراً إذا ما قورن بتاريخ الدولار الأمريكي.
وعلل الدكتور علي الدقاق المحلل المالي تراجع اليورو بهذه النسبة أمام الين الياباني والدولار الأمريكي إلى أنه عندما يحدث أي تراجع لعملة مقابل عملة أخرى يؤدي إلى انخفاض الطلب، ويتم التخلص من اليورو في مقابل إقبال على الين والدولار.
وأضاف ''هذه إشارة أخرى إلى أن الاقتصاد الأوروبي، أضعف من الاقتصاد الياباني والأمريكي في هذه اللحظة على الأقل، وأسباب الضعف أن هنالك استثمارات في اليورو وإقبالا على لطلب على اليورو، وهناك مشروعات في أوروبا لدى أصحابها مخاوف من انخفاض نسبة الإقراض''.
وكان البنك المركزي الأوروبي قال أمس الخميس إن إقراض الشركات الخاصة في منطقة اليورو تراجع في تشرين الثاني (نوفمبر) عن الشهر الذي سبقه، بينما نما اقتراض الأسر بوتيرة بطيئة، ما يقوي احتمالات قيام
البنك بخفض أسعار الفائدة. وهبطت القروض للقطاع الخاص أقل كثيرا من التوقعات، وأدى تقلص إقراض الشركات إلى تنامي المخاوف من دخول المنطقة قريبا في أزمة إقراض.
وأصبح ذلك مصدرا رئيسيا لقلق البنك المركزي الأوروبي مع زيادة حذر الشركات والأسر في الاقتراض، بينما تتفاقم أزمة الديون السيادية، ما يقوض الآفاق الاقتصادية.
ويعتقد الدكتور الدقاق إلى أن مشكلة أوروبا ستتعاظم مع الأيام القادمة، مبيناً ذلك بقوله ''تاريخ اليورو أساساً ليس بذلك التاريخ الكبير، مقارنة بالدولار، لذلك كل التوقعات بانخفاضه أو انهياره واردة، في رأيي أن اليورو لن يستمر ربما المسألة لا تتجاوز عشر أو ثماني سنوات فقط قبل أن يختفي أو ربما سنراه في عامي 2012- 2013م يتضاءل بشكل كبير''.
وتابع ''أعتقد أن اليورو سينخفض أكثر وأكثر في عام 2012م، ويجب علينا ملاحظة عودة النعرة الوطنية لدى بعض دول الاتحاد الأوروبي ألمانيا مثلاً، الفرنسيون اليوم فرحون، لأنهم استطاعوا تخفيض دينهم العام إلى 83 في المائة، وهي من أقوى الاقتصادات في أوروبا بعد ألمانيا، فيما إيطاليا 130 في المائة، واليونان 160 في المائة، ولا يوجد إنتاج ولذلك يتخوف الناس من الاستثمار في أوروبا، ولا بد أن ندع عوامل السوق تقوم بدورها وتقصي غير المفيد، إلا أنهم لم يتركوا المجال لعوامل السوق بالقيام بدورها، هناك تدخل من الحكومات عبر حماية الدين بدين، وهذا أمر غير مجد، كمن يعطي مريض السرطان بنادول كمسكن فقط''.
ولفت دقاق إلى أن إيطاليا أصدرت أخيراً سندات بـ 8.5 مليار يورو، متسائلا: ما هو السبب الذي جعلها تبيع أعلى من سعر السوق، السندات مضمونة لكن تشغيلها في إيطاليا غير مضمون، لذلك تقوم برفع سعر العائد على هذه السندات 7 في المائة، بينما سعر السوق 2 أو 1 في المائة، وهو ما يؤكد أن ارتفاع العائد يعني وجود مخاطر. وفي محاولة لتنشيط الإقراض تحرك المركزي الأوروبي في أول خطوة من نوعها وقدم قروضا للبنوك لأجل ثلاث سنوات في الأسبوع الماضي، حيث تلقت البنوك نحو نصف تريليون يورو.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفع إقراض القطاع الخاص بمعدل سنوي بلغ 7ر1 في المائة، وجاء ذلك دون توقعات المحللين عند 6ر2 في المائة وأقل من نمو بلغ 7ر2 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر).
وهبط تدفق القروض للشركات سبعة مليارات يورو بعد أن زاد بمقدار مماثل في أكتوبر. وارتفعت القروض العقارية ثمانية مليارات يورو بعد هبوط بلغ 18 مليار يورو في أكتوبر. واستمر معدل النمو السنوي للقروض العقارية عند ثلاثة في المائة.
وشهدت السوق تعاملات ضعيفة مع انتظار المستثمرين مزادا لبيع سندات إيطالية بقيمة تصل إلى 5ر8 مليار يورو تتضمن شرائح جديدة من السندات القياسية لأجل ثلاث وعشر سنوات.
وقال كارل هامر محلل العملات لدى ''إس. اي. بي'' في ستوكهولم ''تحتاج إيطاليا إعادة تمويل ضخمة في أوائل العام القادم وهذا ما يقلق الأسواق''.
وتتوقع ''إس. اي. بي'' أن يهبط اليورو إلى 25ر1 دولار في الربع الأول من2012. إلا أن هامر قال إن تدفقات نهاية العام تميل لأن تكون سلبية تجاه الدولار، ويمكن أن يهدئ ذلك من هبوط اليورو أمام العملة الأمريكية قبل مطلع العام، بينما أشار تجار إلى طلب من جانب المصدرين في منطقة اليورو على شراء العملة الأوروبية.
وأمام العملة اليابانية تراجع اليورو لأدنى مستوى في عشر سنوات عند 33ر100 ين على منصة التعاملات الإلكترونية اي. بي. اس بفعل عمليات بيع من جانب مستثمرين أفراد ومصدرين يابانيين، بينما تضخمت حركة العملة لضعف السيولة في نهاية العام. وأسهم هبوط اليورو في صعود مؤشر الدولار إلى 729ر80 مقتربا من أعلى مستوى في 11 شهرا البالغ 730ر80 المسجل في منتصف كانون الأول (ديسمبر). وبلغ الدولار في أحدث معاملة 524ر80. وتراجع الدولار 25ر0 في المائة إلى 71ر77.
http://www.aleqt.com/2011/12/30/article_611543.html