بسام بن عبدالله الهويمل
الحمد لله رب العالمين,ولا عدوان إلا على الظالمين, وصلى الله على النبي الأمين, نبيُنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد ...
* ( توضيح )
الداعي لكتابة هذا المقال: لكي يتبين لك شيءُ قليل من معنى قول ربنا سبحانه: { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }.
*( المرأة بعد الإسلام )
للمرأة في الإسلام مكانه عظيمة ومرتبة جليلة, فقد رفع الإسلام منزلتها بعد أن كانت مُهانة عند العرب وعند الأمم الأخرى قبل الإسلام, فجعلها الإسلام في منزلة واحدة مع الرجل من حيث قبول الأعمال الصالحة.
قال تعلى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }.
وقال المصطفى – صلى الله عليه وسلم -:[ إنما النساء شقائق الرجال ].
كما أن الإسلام أعطاها حقوقها التي سُلِبت منها: الكرامة الإنسانية, وحقوقها المالية, والاجتماعية, وغيرها من الحقوق التي جاء بها الإسلام, كما أنه قد راعى تكوينها فخصها ببعض الحقوق والواجبات, وكذا أوضح لها شخصيتها المُستقلة, وأعطاها حريتها السامية, في التعلم و التعليم, والتملك, وإبداء الرأي.
أنا أدعوكم أيها الأخوة و الأخوات إلى التمعن في هذا الحديث الذي يشع منه نور الرحمة و العدل و المحبة:
قالت عائشة – رضي الله عنها -: [جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار ].
جعل الله سبحانه وتعالى جزاء من يحسن إلى البنات, أن يكُنَ لهُ سِتراً من النار, إذاً نحن نُدافع عن المرأة و نحسن إليها ننتظر الجزاء من رب العالمين, وليس كما يفعله بعض أدعياء " حقي كرامتي " يعبثون بأسم المرأة من أجل مصلحة دنيويه أما: منصب أو شُهرة, وللأسف أننا نجد من النساء تعاطف مع هؤلاء ( المغول ) !!
*( يريدون مثل هذه المؤتمرات )
إن هيمنة الحضارة المعاصرة ذات البُعد الغربي المادي فكرياً وثقافياً وسلوكياً, تأبى إلا أن تعود المرأة إلى ما كانت عليه قبل الإسلام, من ظلم و احتقار وامتهان, ولا شكَ أن الغرب و في مُقدمتهم " الولايات المتحدة الأمريكية " بذلوا جهوداً جبارة من خلال إقامة: المؤتمرات والملتقيات في استصدار الصكوك و الوثائق التي يدعون بأنها تحمي المرأة والأسرة !!
إن قضية المرأة والأسرة من أهم قضايا الخلاف الحضاري بين الإسلام والحضارات الأخرى, ولا يخفى على المتابعين أن حمى التغيير التي تجتاح العالم الإسلامي تحت شعار " الإصلاح و التنوير " الذي رفعه الغرب في الآونة الأخيرة, جعلت من التغيير الاجتماعي في مجالي المرأة و الأسرة طريقاً لتغريب المُجتمعات ومسخ هويتها وثقافتها, وإسقاطها في مُستنقعات التبعية, وحمأة الرذيلة.
بعد تأسيس الأمم المتحدة في عام ( 1364هـ - 1945 ), تم تكوين لجنة اسمها " لجنة مركز المرأة " والتي يزعم مدعوها أنها هي التي ستقوم بتحرير المرأة من هذا الظلم الذي قد حل بها, والصحيح أن " لجنة مركز المرأة " وكما رأيت في كثير من توصياتها التي تصدرها أنها أصبحت تدعوا إلى: ( تحرير الوصول للمرأة ) !! وليس تحرير المرأة من ما يدعون ...
نبذه سيره من توصيات " المؤتمرات العالمية للمرأة " التي ترعاها هذه اللجنة:
1- في ما يخص الجانب الأخلاقي والاجتماعي:
* الدعوة إلى حرية العلاقات الجنسية المحرمة, واعتبار ذلك من حقوق المرأة الأساسية.
* نشر مفهوم الجندر ( النوع الاجتماعي ) كبديل عن مُصطلح الجنس, - أي – إبطال مفهوم الذكر و الأنثى, والاعتراف بالشذوذ بجميع انواعه.
* نشر وسائل منع الحمل ذات النوعية الجيدة, ومنع حالات الحمل الغير مرغوب فيه, والدعوة إلى منع حالات الحمل المبكرة.
* التنفير من الزواج المُبكر, وسن قوانين تمنع حدوث ذلك ( وهذا بدأ يظهر في المملكة العربية السعودية الأن ).
* سلب قوامة الرجال على النساء.
* سلب ولاية الآباء على الأبناء.
2- ما يتعلق بالجانب التعليمي:
* تشجيع التعليم المُختلط.
* الدعوة إلى المساواة في مناهج التعليم.
* الدعوة إلى التثقيف والتربية الجنسية ( بشكل بشع و وقح خادشٍ الحياء ).
3- ما يتعلق بالجانب الصحي:
* تيسير انتشار الواقيات الذكرية, وتوزيعها بين الذكور على نطاق واسع وبأسعار زهيدة.
* القضاء على التمييز ضد الأشخاص المُصابين بالإيدز.
* الدعوة إلى إنشاء مستشفيات خاصة للإجهاض.
* الدعوة إلى قتل الأجنة داخل الأرحام, بحجة أن هذا الحمل غير مرغوب فيه.
4- ما يتعلق بالجانب الاقتصادي:
* التقليل من عمل المرأة داخل المنزل, واعتبار ذلك عملاً ليس له مقابل, وبالتالي فهو من أسباب فقر المرأة.
* الدعوة إلى خروج المرأة للعمل المُختلط.
* الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل فيما يتعلق بالعمل ( نوعية العمل ووقته ).
5- ما يتعلق بالجانب السياسي:
* دعوة الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لاتخاذ إجراءات من أجل مشاركة المرأة في الأنشطة السياسية.
* الدعوة لتمثيل المرأة تمثيلاً مُنصفاً على جميع المستويات العليا في الوفود: كوفود الهيئات والمؤتمرات واللجان الدولية.
هذه بعض التوصيات المُهمة التي وقفت عليها, ولعلي أكتفي بهذا, ويكفي من القلادةِ ما أحاطَ بالعُنُق ...
* ( الملتقى التاريخي )
أقام مركز باحثات لدراسات المرأة في يومي السبت و الأحد 15-16 / 01 / 1433هـ الموافق 10-11 / 12 / 2011م
في مدينة الرياض ملتقى بعنوان " المرأة السعودية ما لها وما عليها " وشارك في هذا المُلتقى نخبة من العلماء والمفكرين والمختصين
رجالاً ونساءً, وأثرها بعض الحضور ممن نحسبهم والله حسيبهم أنهم من أهل الفضل والصلاح بمداخلات ومشاركات قيمة, وخرج من هذا الملتقى توصيات تهم المرأة جداً, ولستُ هنا بصدد الحديث عنها, لأنها قد نُشِرت وعلق عليها الكثير, لكن الواجب الأن هو: تفعيل هذه التوصيات في أسرع وقت, ولا تضل رهينة الأدراج !!
* ( الإعلام المُختطف )
هذا الملتقى للأسف, لم يحظى بهالة إعلامية كما في مؤتمر " منال الشريف " الذي سبق هذا المُلتقى بأيام قليلة !! هل منال الشريف مثال للمرأة السعودية, وغيرها مثال للمرأة الأجنبية أو الوافدة ؟
لا أجدُ عُذراً لهذا الإعلام, في تجاهل هذا الحدث " التاريخي " هل السبب في عدم التغطية الإعلامية هو غياب: جون ذو العيون الزرقاء أو صاحبةُ ادوارد الأشقر, أم غياب الفتاة الحسناء التي ترتدي إلى نصف فخِذيها وهي تُقدم المشروبات للضيوف, جميع ما ذكرت قد يكون وارداً ..
أعتقد أن السبب في التعتيم الإعلامي " المُفتعل " هي أن الحضور لم يكن فيه أحد من فرقة " حقي كرامتي " التي تدعي الدفاع عن المرأة و المرأة منهم براء !! بل نساءُ مُتسترات بستر الله ..
* ( تنويري مُبتدِأ )
يسأل أحدهم وهنا تتجلى لك " العاهة العقلية " التي يُعانيها: لماذا لم يتم تصوير الحاضرات, ولم لا يكشفن عن وجوههن المسألة فيها خلاف لماذا اقتصروا على المُداخلات الصوتية ؟
أيها الشهواني, أنت تريد الوجه أم الفكرة, تريد اللب أم القشور !!
هنا يتضح لكم أيها الأحباب أنهم يُريدون " فقط " التمتع بالنساء أثناء المؤتمرات: هذه تلبس البِنطال وأختها تلبس القصير العاري والأخرى تُقهقهَ معه على إنفراد !! وفي نهاية المؤتمر " يلتقطون الصور " وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ...
* ( هذا طريق المُصلحين )
مُسلسل الاستهزاء ما زالَ مستمر على أهل الفضل و الصلاح, ومن يريد الخير لهذا المُجتمع, طالعتُ الكثير من الصحف الورقية و الالكترونية, وليس " تويتر " بِمعزلٍ عن هذا, فهو شريك إن لم يكن هو المُخرِج و المُنفذ والمُمثل, فهناك " حسابات " أمضت ليلة البارحة تتندر على هذا المُلتقى, فهذا يقول: ملتقى سطحي, والآخر الخبيث يقول: هذا مُلتقى " طالبان " !!
على سبيل المثال:
مقالة في جريدة الشرق الأوسط العدد " 12067" الصادر بتاريخ: الاثنين 17 محرم 1433هـ, أخذت الكاتبة تتهكم وتتندر بإسقاطات عَفِنه لا يقولها إلا من في قلبه مرض, على الأكاديميات السعوديات أمثال: الدكتورة الفاضلة: أسماء الرويشد, والدكتورة: نوال العيد, والدكتورة: رقية المحاب, بوصفهِن: صقور الدعوة النسوية !! وغيره و غيره من أوصاف لا تليق بهؤلاء الفاضلات.
صار الحال في إعلامنا " المُختطف ":إما أن تتحقق مطالبُنا, وإما ننشر أخباركم ونتهكم و نتندر عليها, و كأن الإعلام لهم وحدهم.
لا أستغرب حين تجرؤ شراذم من أبناء هذا البلد " المملكة العربية السعودية " في التطاول على هذا الملتقيات المباركة, فقد سبق هذا الملتقى: ( حلقات تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية والدروس العلمية الشرعية ) بحجة أنها تصنع الإرهاب و أنها حزام ناسف
لا تتعجبوا من هذا فقد شوهِدَ هذا في الصُحف التي صارت تحارب دين رب العالمين, تحت شعار: ( ارتفاع سقف الحرية ) !!
و إذا أراد اللهُ نشرَ فضيلةٍ طُوِيَت أتاحَ لها لسانَ حَسودِ
* ( كسر الصنم )
الحقيقة التي يجب إن تُقال: أن هذا المُلتقى المُبارك, قد أخرسَ هؤلاء, وشلَ قدراتهم, وكَسرَ أصنامهم, وبه خرَ سقفُ حُرياتهم ولسان حالهم: كيف أختطف هؤلاء المُلتحين وغيرهم من الصادقين, هذه القضية التي ضللنا لأعوام ونحن نُدندن عليها, وهي أساس دخِلنا وملتقى شهواتنا, إذاً لابد من احتقار وتسفيه هذا الحدث, بأي حالِ من الأحوال ( وهذا دونه الرجال ) و في حقيقة الأمر أن هذا ليس بإختطاف وإنما هو ( عودة الحق لأصحابه ) ..
* ( رسائل )
* هذا الملتقى المُبارك يجب أن يتبعه ملتقيات أخرى, تقام فيهِ المحاضرات و الندوات, ولا بأس أن يقتصر على هؤلاء الفاضلات, دون تدخل من الرجال, فهؤلاء فيهن خيُر كثير ..
* يجب أن يُطبق ما قيل في هذا المُلتقى وما نتج عنه من توصيات, ولا نكتفي بالحضور وطرح ما لدينا ونقتصر على هذا, وكذا إيصال هذه التوصيات إلى أصحاب الحل والعقد لتنفيذها, لكي لا نكون متشبهين بفرقة " حقي كرامتي " يجتمعون و يلتقون, ولا يُنفذون, بل يقتصرون على أخذ الصور, وتقطيع الكيك وشُرب الشاي و الأكل من البوفيه المفتوح !!
* يجب على تجار هذا البلد " الطاهر " أن يدعموا مثل هذه المُلتقيات بالمال, وعلى العُلماء و المُفكرين وأهل الصلاح و الفضل, أن يلبوا الدعاء إذا دُعوا إلى مثل هذه الملتقيات, لأن بهم يتحقق المنشود ..
بسام بن عبدالله الهويمل
@b_huw / Twitter
http://www.lojainiat.com/index.cfm?d...ontentid=71048