ملح ولحم
الخميس, 18 نوفمبر 2010
عبدالعزيز السويد
يتنامى عالمياً اتجاه قوي لتخفيف الملح في الطعام لأغراض صحية، والتصاعد وصل للمطالبة بالتدخل الرسمي. في شهر كانون الثاني (يناير) من هذا العام، قامت بلدية نيويورك بطرح مبادرة لحث المطاعم على تخفيف كميات الملح في أطباقها، بنسة 25 في المئة لخمس سنوات، الغرض التعويد على خفض استهلاكه، لتجنب تزايد الوفيات المبكرة بسبب أمراض عدة للملح دور فيها، مثل ارتفاع ضغط الدم واحتمال التعرض للسكتة الدماغية، أيضاً في الشهر الماضي ظهرت دراسة في أستراليا، طالب باحثون الحكومات بالتدخل لخفض نسبة الملح في الأطعمة، وعدم تركها لـ «مصنعي الأغذية وطباخيها»، يعتقد الباحثون أن تدخل الحكومات الإلزامي سيحقّق 20 ضعف الفوائد فيما لو ترك الأمر لمصنعي الأغذية، الدراسة أشارت إلى أن 9 من كل عشرة أميركيين يتناولون ملحاً «كثيراً جداً»، أما في أستراليا فإن 94 في المئة من الرجال يتناولون ملحاً أكثر مما يُوصى به، في حين بلغ هذا في النساء 64 في المئة فقط، واضح هنا أن الرجال يفتقدون - الملح - أكثر من النساء! في أستراليا طبعاً، وربما تكون خاصية - الملح - لدى النساء متوافرة أصلاً في الجينات. خلص الباحثون إلى أن الشركات المصنعة للأغذية عندما سيّطرت على كميات الملح في منتجاتها، حققت خفضاً بواحد في المئة في أمراض القلب والسكتة الدماغية، أما حينما تدخلت الحكومات، ووضعت قواعد ارتفعت النسبة إلى 18 في المئة.
مؤكداً أننا خارج هذه الدائرة، ولا يمكن قياس كميات الملح المستخدمة في الأطعمة لدينا، سواء المحفوظة أو تلك المطبوخة على عجل، تذوق أية وجبة من المطاعم الرائجة في بلادنا، ستجد أن الملح هو السيد المسيطر، الملح يُخفي الكثير من الطعم الرديء تحت جناحه، فهو غالب على غيره، لذلك يستخدم بكثافة مرتفعة، وهو الرخيص سعراً والمفيد تسويقاً، ولا فرق بين وجبة كبسة أو مشويات وبين هامبرغر وعلبة بطاطس مقرمشة الملح هو سيد التسويق.
ومع استهلاك لحوم الأضاحي، يتزايد استخدام الملح، فالعلاقة بين اللحم والملح تتجاوز تطابق الحروف المكوّنة لاسميهما إلى علاقة أرسخ وأعمق، فمن النادر أن يؤكل لحم من دون ملح زائد في مطبخنا،
وهي فرصة لدعوة الإخوة في هيئة الغذاء والدواء لإعداد مسح عن استخدام الملح في الأغذية والمطاعم بمختلف أنواعها، أنا على يقين بأنها ستكشف نتيجة مهولة، ربما نعلم حينها أننا نشتري من الملح في الوجبة الواحدة أكثر من غيره مما يعلن عن مكوناتها.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/203819