ميول وتصريف
الاربعاء, 10 نوفمبر 2010
عبدالعزيز السويد
الرياضة وتشجيع الأندية أول ما يتبادر للذهن عند ذكر الميول. إنما هذه الفترة من كل عام نفكر في ميول من نوع آخر، ففي الوقت الذي تقام فيه صلاة الاستغاثة استجداءً للمطر من المُغيث المتعالي، فندعوه - جل وعلا - أن يغيث البلاد والعباد نفكر في الميول والتصريف... من سطوح المنازل إلى الطرقات والأنفاق، والميول بلغة المقاولين هو درجة ميلان السطح، في البلاط والأسفلت، وقليل من يجيد هذا العمل مع ارتباطه بأعمال إنشائية أساسية أخرى مثل الدفن ونوعه والدك ودرجته، والمبلط مثلاً المتقاول لإنشاء مبنى، إذا خانته الكفاءة يرمي بالمسؤولية على من عمل قبله، وهكذا، والأمر نفسه لا يختلف في الطرقات، فالحفر والدفن المستمران لها ضيّع المسؤولية، لذلك ترى طريقاً جديداً وجميلاً تنساب فيه المياه بيسر وسهولة، ينقلب رأساً على عقب بعد أشهر لتعدد جهات الحفر والدفن، فكل جهة تعمل بحسب جداولها.
المجلس البلدي في الرياض حذّر أول أمس في صحيفة «الحياة» من عدم اكتمال مشاريع التصريف بالعاصمة، منذراً من احتمال وقوع كارثة، لا قدر الله تعالى. وقبل أشهر كتبتُ مقالاً بعنوان: «جرس إنذار.. أكبر من تسونامي»، أوردت فيه بعض الملاحظات والاقتراحات حول هذه القضية تذكيراً قبل وقت مناسب. عدم اكتمال المشاريع جزء رئيسي من المشكلة. أما الجزء الآخر فهو إدارة الكارثة ونوعية التنسيق بين الجهات، في ذلك المقال اقتراحات عدة لمن يهمه الأمر.
ومن الملاحظات أن أنفاقاً في طرقات مهمة بمدينة الرياض ما زالت تحت الصيانة بعد تضرر أصابها من أمطار العام الماضي، ولا تُعرف أسباب طول مدة الإصلاح، ومن المستغرب أن لا تشرح أحوال هذه الإنشاءات ومستقبلها ونسبة الإنجاز فيها للسكان، وهم من سيعاني مثلما هم يعانون الآن من اختناقات مرورية، والمجلس البلدي في الرياض مطلوب منه - وهو الممثل لسكان المدينة أو مندوبهم القريب من هذه الأعمال - أن يوضح أو يطلب التوضيح من الجهات المعنية سواء كانت وزارة النقل أم البلديات، فإذا كان الشائع عند جهات حكومية المطالبة بوعي مرتفع من السكان، فلن يتم هذا إلا بتوافر المعلومة قبل وقت مناسب، وإلا فإن ما حصل سابقاً سيحصل بالدرجة نفسها أو أشد. نسأل الله - تعالى - السلامة.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/201344