كن طبيبا .. وتجاوز الأنظمة بطمأنينة

محمد الصالحي

لا تصدقوا إذا قيل لكم إن الطب لا يزال مهنة إنسانية المبدأ. كان ذلك فيما مضى، أما اليوم فصار تجارة مربحة جدا جدا تصل بدخلك إلى السقف الأعلى من مستوى المعيشة. وإذا أصبحت غدا طبيبا على معاييرنا، فيمكنك أن تعمل لثلاثة قطاعات خاصة بالتزامن مع عملك الحكومي، وإن كان ذلك مخالفا للأنظمة. وقتها سيكون إخلاصك في عملك وتجويده آخر اهتماماتك التي يتصدرها جمع الألوف المؤلفة في يوم واحد. تستطيع أن تعمل كمندوب تصريف لشركات أدوية، تروج أدويتها على مرضاك (اقتنعت أم لم تقتنع بنفعها)، وتقبض مقابل ذلك شيكا من ألوف أو رحلة سياحية إلى دولة تحبها.

تستطيع أن تحشو جيبك بألفي ريال في الساعة الواحدة باستقبالك لعشرة مرضى خلالها، وهنا لا تكلف نفسك بدراسة حالات المرضى الذين أمامك أو تطيل الاستماع إليهم.. أعطهم سريعا سريعا ما تيسر من أدوية الشركات (إياها) ونادِ على الذي يليه.. ولن يسائلك أحد.

خالف كل أخلاقيات المهنة التي تعلمتها، وخالف الأنظمة فأنت ستلبس معطفا أبيض تغطي به سوءاتك.. ولن يسائلك أحد.

والسطور بالأعلى لم أبتكرها من بنات خيالاتي، ولكنها الحقيقة المؤسفة التي ناقشها مجلس الخدمات الصحية أخيرا، وتناولت جزءا منها تقارير وأخبار صحافية في الفترة الأخيرة. إنها المهنة التي استطاع البعض استغلالها والرمي بأخلاقياتها خلفه والابتعاد عن الصحافة ونقدها لزمن طويل والإساءة إلى أهم أضلاع التنمية.

فبعد أن تكشفت أخيرا العلاقات المشبوهة بين بعض الأطباء وشركات الأدوية، خرجت لجنة خدمية مكونة من وزارات الصحة والخدمة المدنية والمالية عن لغة المجاملات ــ بحسب ما نشرته الصحف ــ وتحدثت عن تدني مستوى بعض الأطباء وإهمالهم في أداء أعمالهم للقطاع الحكومي؛ لأنهم مشغولون بجمع الأموال في مستشفيات القطاع الخاص، رغم أن ذلك يعد تجاوزا لأنظمة الدولة. تحدثت عن إهمال يعانيه مرضى المستشفيات الحكومية لأن أطباءهم السعوديين واقعون في غرام العيادات الخاصة ويقضون جل وقتهم فيها. تحدثت عن تدني مستوى البحوث العلمية التي يطالب بها أستاذة الطب في الجامعات، لأنهم لا يتفرغون لها أصلا (ولا أدري إن كان بعضهم لا يزال يعرف طريق جامعته؟).

هذه هي الحقيقة لمن أراد أن يعرف أهم أسباب متلازمة سوء القطاع الصحي في البلاد، وحين يصلح أمر أولئك الأطباء ويتم إخضاعهم للرقابة والمساءلة وقبلهما النظام الصارم، فتأكدوا أن صحة المواطن ستسير إلى خير. اضبطوهم.. فقد تمادى إهمالهم.

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...1013377448.htm

قابلت واحد يقول امه تعبانه وراح عند مصري

قال لازم عملية وتكلفه اقل شيء 10 الاف ريال

يقول طلعت من عنده وانا متكدر

ورحت لواحد سعودي

قال لي حالتها كويسه تحتاج الى كذا وكذا

وخلاص بلا عملية بلا وجع راس