مقال منقول

وجدته في أحد المنتديات النسائية
كتب بقلم أحدى الأخوات جزاه الله خيرًا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أولا .. مسألة المقاطعة ليست مسألة إلزامية ! موضوع وطرح.. من تريد أن تقاطع أعانها الله ومن لا ترغب فلها الخيار!


ثانيا .. لاحظت في الموضوع الذي طرحته إحدى الأخوات عن المقاطعة للمنتجات السويسرية إن الموضوع أخذ منحى غير ما أريد له وفتحت نقاشات جانبية وطرحت آراء بعضها قللت من أهمية المقاطعة وأثرها .. فشعرت إن بعض الأخوات تغيب عنهن الجوانب الإيجابية للمقاطعة على المسلمين داخل سويسرا وخارجها .. والجوانب السلبية على سويسرا وغيرها ممن خطى أو سيخطو خطوها .. وأحببت أن أوضح بعض الأمور التي يفترض أن نتنبه لها ..



المقاطعة مردودها ليس خسارة مالية فقط لسويسرا أو غيرها ! بل المردود يتجاوز ذلك بكثير .. ومنه في نقاط مختصرة :

1- لفت نظر الشعب السويسري خصوصا والشعوب الأوروبية المجاورة لسويسرا للدين الإسلامي .. فعند المقاطعة سيتحدث الإعلام الأوروبي عنها وسيدفع ذلك تلك الشعوب للبحث عن الإسلام ومن ثم الاهتداء بإذن الله إليه كما حدث مع كثير من الغربيين بعد أحداث سبتمبر ومقاطعة الدنمارك !



2- دفع سويسرا للتراجع عن قرارها فهو قرار سياسي بحت لأنه خرج نتيجة استفتاء طرحته الحكومة على الشعب .. وليس نتيجة مطالبة شعبية أقرتها الحكومة ! وكلنا نعرف دوافع هذا القرار ! وهو أن الآذان يلفت نظر غير المسلمين للإسلام ويساهم في نشره وهو ما لا يريده النصارى خصوصا سويسرا التي شعار دولتها الصليب.. فكثير من الأوربيين الآن يبحثون عما يروي خوائهم الروحي فلايجدوه إلا في الإسلام .. وهذا يعني أن الإسلام يمتد وينتشر بسرعة ويهدد الدين النصراني وغيره !


3- دفع سويسرا وغيرها للتفكير كثيرا قبل اتخاذ أي قرار مماثل .. فالتغاضي عن هذا القرار سيشجعها وغيرها على اتخاذ خطوات أخرى في وقوفها ضد الإسلام والمسلمين .. ولا يستبعد أن يتبعه قرار إيقاف بناء المساجد ذاتها بدلا من المآذن!



4- دعم المسلمين المقيمين في سويسرا سياسيا ومعنويا .. فحين تدرك سويسرا وغيرها أن خلفهم أمة تنصرهم وتتخذ موقفا من أجلهم ستعيد النظر في سياسة التهميش والاحتقار التي تمارس معهم ومع شعائرهم.



5- من تقاطع ستدعم الاقتصاد الإسلامي .. فحين نستبدل المنتجات السويسرية بالمنتجات السعودية والمصرية والتركية وغيرها فإننا ندعم الإسلام من خلال دعم المنتج الإسلامي ونساهم في ازدهار اقتصاده الذي دون شك ينعكس عليه ..



6 - من تقاطع ستكفي مئات المسلمين العوز والبطالة فمثلا مئات العمال المصريين الفقراء يعملون في تلك المصانع وازدهار المصانع يعني استقطاب أيدي عاملة مسلمة أكثر وهذا انتشال للمسلمين من بؤس الفقر والبطالة و... كما ستعين مئات المسلمين على المساهمة في الأعمال الخيرية..


وأقرب مثال .. قصة المسلم التركي الفقير الذي بنى مسجد (( كأني أكلت )) من مصروفه اليومي .. [ ووراء هذا الاسم الغريب قصــة ... وفيها عبرة كبيرة .في كتابه الشيق "روائع من التاريخ العثماني" كتب الأستاذ الفاضل "أورخان محمد علي" .. قصةهذا الجامع ..فيقول أنه : كان يعيش في منطقة "فاتح" شخص ورع اسمه خير الدين أفندي،كان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق ، وتتوق نفسه لشراء فاكهة ، "أو لحم ، أو حلوى ،يقول في نفسه : " صانكي يدم" .. يعني كأنني أكلت" أو "افترض أنني أكلت"!! ...ثم يضع ثمن ذلك الطعـام في صندوق له ....

.ومضت الأشهروالسنوات ...وهو يكف نفسه عن لذائذ الأكل ...ويكتفي بما يقيم أوده فقط ،وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا ،حتى استطاع بهذاالمبلغ القيام ببناء مسجد صغير في محلته ،ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقيــــر، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد , أطلقوا على الجامع اسم (( كأني أكلت )) ] ** ما بين القوسين المربعين منقول **




7- قبل كل شيء وبعده .. من تقاطع فهي تنصر الله ودين الله .. وكلنا نعلم أن الله وعد من ينصره بنصرته ( إن تنصروا الله ينصركم ) فالله وعدنا بالنصر وهذا الوعد مشروط بشيء واحد فقط .. وهو أن ننصره .. وكثير من الأخوات تضع موضوعا بعنوان ( ادعو لي أشفى .. أتزوج .. أنجب ..أتوظف .. أنقبل في الجامعة ... إلخ ) وتدعو وتتضرع .. والآن أتتها الفرصة إلى بابها بأن تنصر الله لينصرها باستجابته لها .. ومن تظن أن نصرة الله هي في المعارك فقط فهي مخطئة ! نصرة الله أيضا بالمال .. فلا تدفعيه ليقوم اقتصاد دولة تجاهر وتكابر بحرب المسلمين ودين الله!

فإذا لم نأخذ الموضوع من باب الكرامة الإسلامية التي تمرغ ليل نهار فلنأخذه من باب نصرة أنفسنا .. أنفسنا فقط .. ومن يستغن فالله مستغن عنه !

باختصار .. من ستقاطع ..فهي:


تدعو لدين الله بطريقة غير مباشرة .. وربما بعضنا لا تدرك أنها بالمقاطعة تفعل ذلك !

تساهم في وقف قرار إيقاف بناء المآذن المحتمل .. ووقف أي قرار سيتبعه !

تدعم المسلمين المقيمين في سويسرا سياسيا ومعنويا

تدعم الاقتصاد الإسلامي

تدعم الفقراء المسلمين

تنال رضا الله ونصرته .. ومن منا لا تحتاج ذلك في أي من أمورها ؟ فقط قاطعي واحتسبي أنك نصرت الله لينصرك !

وختاما .. لمن يظن أن الدنمارك لم تعان من المقاطعة .. لا هي عانت وعانت كثيرا بدليل أنها غيرت رقم منتجاتها للرقم الأوروبي الموحد .. وبدليل أن سويسرا الآن تراقب ردة فعل المسلمين ( ذكرته وزارة اقتصادها ) على قرارها! ولا تظنوا أنها ستعلن معاناتها لنا في الإعلام فهي تعلم أن المسألة سياسية وإعلان نجاح المقاطعة ونتائجها سيشجع المسلمين على مثلها .. لذا صمتها هو الحل الأمثل بالنسبة لها .


هدانا الله جميعا للقول والعمل الصائبين في الحياة الدنيا وفي الآخرة .. ولا حرمنا جميعا ما نصبو إليه فيهما بمنه وكرمه

الحقيقة مقال جيد ومقنع ,,,

شكرا على النقل