العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > «ميلامين» وسندات ملوثة...!

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-2008, 08:24 AM   #1
جمرة غضا
التميمية
المراقب العام
 
الصورة الرمزية جمرة غضا
 
رقـم العضويــة: 715
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: محفر تمر سكري
المشـــاركـات: 40,561
Twitter

افتراضي «ميلامين» وسندات ملوثة...!

«ميلامين» وسندات ملوثة...!

ناصر الأومير الحياة - 21/10/08//


قواعد اللعبة بسيطة وواضحة وهي مضاعفة الأرباح إلى أقصى حد دون شروط أو قيود مسبقة، هي لعبة السباق المحموم نحو الثراء، هكذا فهمها الفلاح الصيني!
مشكلته أن أبقاره البليدة غير مقتنعة بهذه اللعبة ولا تبدي التعاون المطلوب لتحقيق حلمه بالثراء، لم يكن من المناسب له وهو الرأسمالي الجديد أن يقف مكتوف اليدين ويدع أبقاره تدير العرض، أضاف ثلاثة لترات من الماء لكل لتر من الحليب، ولتضليل جهاز الكشف عن الدسم والبروتين أضاف الكمية المناسبة من الزيوت النباتية لتعويض النقص في الدسم وكميات من مادة الميلامين لسد النقص الفاضح في نسبة البروتين، البقرة توفر لتراً من الحليب، وحلم الرأسمالي الجديد بالثراء تكفل بثلاثة لترات إضافية... والنتيجة ولادة رأسمالي جديد، وبضعة آلاف من حالات الفشل الكلوي سببتها مادة الميلامين!
في نيويورك معقل الرأسمالية الانجلوسكسونية التي قال عنها جبران خليل جبران بعد أن صدمته ماديتها الطاغية: «ستبقى الفراشة متنقلة في الحقول وقطرات الندى لامعة بين الأعشاب بعد أن تمحى أهرام مصر ولا يبقى أثر لأبراج نيويورك»... هنا حيث الثراء لا يبدأ مع الأبقار وإنما مع الأموال نفسها، فالأموال تصنع الأموال، والأحلام تستبدل بأحلام أكبر وهكذا تدور الدائرة! صنارة الطمع الهائلة استدرجت المواطن البسيط الذي يكافح لسداد فواتيره المتراكمة وأغرته بتملك منزل العمر، ليس لتحقيق حلمه ولكن لحاجتها لطعم تستدرج به الأسماك الكبيرة، وهكذا تم تسويق سندات الرهن الملوثة لعدد لا يحصى من الأسماك والحيتان الكبيرة، والنتيجة ما يطلقون عليه الآن الانهيار المالي وذوبان المدخرات، أكثر من 1.4 ترليون دولار انصهرت في محرقة الطمع الأعمى!
في فضيحة الحليب الملوث كان من السهولة التعرف على الجناة ومعاقبتهم واكتشاف المرضى ومعالجتهم، ومازالت الحكومة تداوي الجراح الغائرة التي لحقت بسمعتها، ولكن في نيويورك لا أحد يعرف من المتسبب في الكارثة الحالية وذوبان المدخرات... أصابع الاتهام تشير إلى الاتجاهات كافة، الطمع وروح المقامرة من المتعاملين والتساهل وعدم الاكتراث من الحكومة كانت من الأسباب الافتراضية التي تم تداولها، ولكن الحقيقة المرة هي أن من صنعوا الكارثة ما زالوا مشغولين بعد النقود التي ربحوها من العمولات والمكافآت التي نالوها نظير صناعتهم للكارثة!
عدم تورط أطراف محددة في صناعة كارثة بهذا الحجم وترجيح فرضية أن جملة من الظروف والمؤثرات تعاونت وأدت إلى حدوث الكارثة لا يعني سوى أمر واحد هو أن المشكلة هي في النظام نفسه، الكل كان متقيداً بشروط وقواعد اللعبة، ولكن المشكلة كانت في اللعبة نفسها، التفسير المنطقي الوحيد هو أن النظام الرأسمالي الانجلوسكسوني انهار، وهذا ما اعترفت به مجلة «الايكنومست» الملتقى الأول لكهنة ومنظري هذا الفكر، حيث أقرت أن مسار النظرية الرأسمالية قد تغير إلى الأبد، وأشارت إلى أن ثلاثة تغييرات عميقة بدأت واضحة، وهي أن النظام المالي بحاجة ملحة للقيود، وهذا ما بدأ تطبيقه بالفعل «التأميم الذي شرعت به الحكومات الغربية هو مرحلة أبعد وبكثير من وضع القيود، ويدخل في ألوان الطيف الشيوعي، وقد تكون نيويورك بحاجة لمستشارين من هافانا وهذا من سخرية القدر»!
وثانياً، التوازن بين الحكومة والقطاع الخاص تغير كثيراً، حيث بات واضحاً بعد أزمة الغذاء أن تدخل الحكومات هو الطريق الوحيد لحل الأزمة، وأخيراً - وهو الأهم - اعترفت المجلة بأن أميركا فقدت هيمنتها الاقتصادية وسلطتها الفكرية على العالم.
نائب رئيس الوزراء الصيني وانج كيشيان في اجتماع قمة مع نظرائه الأميركيين أخيراً علق متهكماً على الوضع الأميركي قائلاً: «يبدو أن المدرس هذه الأيام لديه بعض المشاكل»!
هنا

___________________________

التميمية تويتر


للتواصل مع ادارة المقاطعة


جمرة غضا غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 AM.