07-10-2008, 03:57 PM
|
#1
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668
|
انهيار السوق وآثاره الاجتماعية المحتملة... د. عبدالله الفوزان
انهيار السوق وآثاره الاجتماعية المحتملة
سألني محدثي عن الآثار الاجتماعية المحتملة لانهيار سوق الأسهم فقلت: لقد أغرى هذا السوق قطاعا عريضا من أفراد المجتمع للاستثمار فيه بحثا عن الربح السريع وتحسين مستويات الدخول المادية وهو ما تحقق فعلا في بدايات التداول في سوق الأسهم ولكن سرعان ما انتكس المسار التصاعدي لهذا السوق ليهبط إلى مستويات متدنية أضرت بالملايين من المستثمرين. لذلك من الطبيعي أن يكون لهذا الهبوط الحاد أو الانهيار المفاجئ آثاره الاجتماعية السلبية والمحتملة على المجتمع، ومن
أبرز هذه الآثار:
1- اتساع دائرة الفقر في المجتمع، حيث تنهار الطبقة الوسطى لتدخل في دائرة الفقر فتفقد امتيازاتها المعيشية التي تعودت عليها قبل الدخول في سوق الأسهم، ومع انهيار هذه الطبقة وسقوطها إلى الأدنى تنهار معها منظومة القيم الاجتماعية التي تحملها فينقسم المجتمع إلى طبقتين بدلا من ثلاث طبقات هما الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة مما يشكل تهديدا للاستقرار الاجتماعي المرتبط عادة بالطبقة الوسطى التي تمثل الشريحة الأكبر في أي مجتمع وتحافظ على قيمه وتصونها من الانهيار.
2-تفشي الجريمة بكافة أنواعها في المجتمع وزيادة القابلية للانحراف، حيث تزداد معدلات السرقة والتسول وتعاطي المخدرات والمسكرات وترويجها والرشوة والعنف ضد الأشخاص والممتلكات وسرقة المال العام.
3- تزايد معدلات التفكك الأسري نتجة سجن العائل بسبب الديون وعجز الأسرة عن تلبية متطلباتها الأساسية، بالاضافة إلى تزايد معدلات الطلاق والعنف داخل الأسرة بسبب المشاجرات والخلافات الزوجية الناجمة أصلا عن غضب الزوج وشعوره بالاحباط وفقدان القدرة على التحكم بالأعصاب نتيجة الخسارة في سوق الأسهم ومن ثم عجزه عن تلبية مطالب أسرته أو فشل أحلامه وطموحاته المستقبلية.
4- انتشار الأمراض النفسية والصحية على نطاق واسع وأهمها نوبات البكاء والاكتئاب والقلق والضيق والضجر والتوتر والاحساس بالندم والشعور بالغبن والرغبة مهما حاول هوامير الأسهم تجريدنا
من إنسانيتنا سنبقى محبين لوطننا
في الانتقام والعدوانية والعنف والخوف من المستقبل المجهول واضطرابات النوم وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم والاصابة بالجلطات والسكتة القلبية والدماغية والاصابة بداء السكري وتذبذب مستوياته.
5- الكساد أو الركود الإقتصادي نتيجة ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن مما يدفع إلى إغلاق المحلات التجارية أو تقبيلها.
6- اكتظاظ السجون بالسجناء بسبب الديون المتراكمة على المقترضين وعجزهم عن السداد، وهذا يعني المزيد من التفكك الأسري بسبب فقدان العائل، ناهيكم عما يحدث داخل السجن من مشكلات سلوكية بين السجناء وتعلم أنماط انحرافية جديدة غير مألوفة.
7- فقدان الثقة بالأسواق والعزوف عن الاستثمار فيها أو هروب رؤوس الأموال إلى الخارج بحثا عن بيئة استثمارية أكثر أمانا.
8- انهاك الأجهزة الأمنيـــــــة والضبطيـــــة والقضائيـــــة والصحــــية والجمعيـــــات الخيريــــــة التي تجد نفسها مضطرة للتعامل مع تبعات انهيار سوق الأسهم وأهمها الجرائم والفقر والطلاق والأمراض النفسية والجسدية.
9- اتساع دائرة البطالة بسبب فشل بعض المشروعات الصغيرة وتسريح عمالها، كما أن الركود الاقتصادي يجعل مؤسسات القطاع الخاص عاجزة عن استقطاب عمال جدد بسبب خسائرها المادية الناجمة أصلا عن ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين.
10- ضعف الانتماء وتنامي الرغبة في الهجرة إلى الخارج، وربما يتم التعبير عن هذا الضعف بممارسات سلوكية أبرزها عدم الانضباط في العمل والتسويف في انجاز متطلبات العمل وانتهاك حرمة المال العام وأخذ الرشوة أو تهريب الأموال إلى الخارج.
11- تزايد أعداد المشردين وخاصة أولئك الذين فقدوا كل ما كانوا يملكونه من أموال (تحويشة العمر) أو أولئك الذين باعوا منازلهم من أجل الاستثمار في سوق الأسهم لكنهم فجأة فقدوا كل شيء أو تراكمت عليهم الديون فلم يعودوا قادرين على دفع قيمة الإيجار لمساكن تؤويهم وتؤوي أسرهم.
12- ارتفاع معدلات العنوسة في المجتمع نتيجة عدم القدرة على تحمل تكاليف الزواج.
تلك في ظني هي أبرز الآثار الاجتماعية المحتملة لانهيار سوق الأسهم... وحين التفتّ لمحدثي فإذا به ممسك برأسه وفاغر فاه فركلني بقدمه ركلة آلمتني لكنني تحملتها تقديرا مني لحالته النفسية وهو الذي فقد أكثر من 80% من تحويشة عمره وانطلاقا من معرفتي المسبقة بأن العنف هو نتيجة منطقية لا ينبغي أن أستغربها من شخص مثله وجد نفسه في غمضة عين وقد فقد كل شيء جمعه... أما من نزلوا إلى خانة الصفر وما دونه فلن ألومهم لو رموني بأحذيتهم أو ألقموني إياها لأنهم في غمرة الحنق والانفعال لا يستغرب منهم أي شيء ولو قطعوا ثيابي أو شربوا دمي مع أنني لست هامورا ولم أسرق مال أحد بحمد الله ولم أروّج لسوق كان وما زال يفتقد إلى الشفافية ووضع القيود أمام شهوة الاستثمار بكل المدخرات من قبل المواطن... ولكن حظي أن كانت ركلة محدثي وحواره معي سببا في كتابة هذا المقال... والعرب تقول في أمثالها « مصائب قوم عند قوم فوائد»... وهذا ما تحقق لي بالفعل، حيث وجدت في مصيبة محدثي موضوعا لمقالي رغم كوني أنا ضحية أخرى من ضحايا سوق الأسهم خسرت فيه تحويشة العمر وأرجو أن تكون مكافآت جريدة عكاظ هي السبيل بعد الله في الحفاظ على شيء من كرامتي وكرامة أسرتي... هذا وللجميع أطيب تحياتي رغم أنوف الهوامير غير الشرفاء، حيث سيبقى حبي لهذا الوطن ولمواطنيه الشرفاء ماثلا في وجداني ما حييت ومهما حاول هؤلاء الهوامير تجريدنا من انسانيتنا ومشاعرنا ومهما رقصوا على فقرنا وآلامنا وأحزاننا...
فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين... وسيكفيكهم الله... فلا تبتئس أيها المواطن الشريف فإنك أنت الأعلى بإذن الله }ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
منقول
|
|
|
|
___________________________
|
|
|