شهدت السوق السعودية تغيّرًا كبيرًا في استهلاك الشيوكولاتة كمًّا وكيفًا، كما شهدت تنوعًا كبيرًا في مصادر الدول التي يتم الاستيراد منها وفي تصاميم أنواعها، إضافةً إلى الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق في أسعارها خلال الفترة الماضية.
ويقدر المتعاملون في مجال الشيوكولاتة الارتفاع في الأسعار هذا العام 2008، بنحو 30% عن العام الماضي، كما شهدت السوق تطورًا في التصاميم، ومبالغةً في أسعار البعض، إذ يصل سعر بعضها 10 آلاف ريال للكيلوغرام منها (الدولار يعادل 3.75 ريالات).
وأوضح سمير بريقي "مورد شيوكولاتة" أن السوق السعودية باتت تشهد أنواعًا جديدة من الشيوكولاتة الأمريكية يصل سعر الكيلو منها إلى حوالي 10 آلاف ريال، ويطلق عليها "شيوكوبولجي".
أن هذا النوع عبارة عن فطر مصنوع من الشيوكولاتة الداكنة يبلغ ثمن الواحدة منها 250 دولارًا، وهو فرنسي ولا يُصنع هذا إلا بطلب خاص.
وأشار بريقي إلى أنها تتميز بأنها تحتوي على نسبة 70% من كاكاو الفالرهونا (من أرقى المصانع الفرنسية)، الذي يخلط مع خليط كريمي من القاناش (زبدة اللوز أو كريمة الكاكاو) مع زيت الفطر، وتشكل هذه الخلطة باليدين على شكل كرات صغيرة ثم ترش ببودرة الكاكاو.
وأضاف أن سعر هذه الشيوكولاتة متوازٍ ولم يشهد ارتفاعًا كبيرًا بل بقي ثابتًا، كما أن الطلب عليها في السعودية ليس كثيرًا ويستغرق وصوله إليها من المصنع ثلاثة أيام جوًا، ويحتاج للطلب ألا تقل الكمية عن ثلاثة كيلو غرامات حتى يتم تفعيل الطلب وإنجازه.
وتابع بريقي أن هذه الشيوكولاتة مخصصة للطبقة الراقية جدًا الباحثة عن التميز لا لغيرها.
ولفت إلى أنه من المتعارف عليه أن الشيوكولاتة الراقية تأتي من فرنسا وسويسرا، إلا أن الأغلى توجد في أمريكا، يليها "نوكا الخاصة"، وكلفتها 854 دولارًا للكيلو، وتنتج في ولاية تكساس الأمريكية وهي خليط من أرقى أنواع الشيوكولاتة الداكنة تنتج من أماكن معينة في العالم كفنزويلا، ترينداد، الأكوادور، ساحل العاج، وتتكون من تشكيلة خاصة منها 75% كاكاو نقي مع زبدة الكاكاو والسكر، كما أنها لا تستخدم أي مكونات مستحلبة (مثل زيت الصويا) ولا تستخدم الفانيليا أيضًا.
أشار المستثمر في مجال بيع الشيوكولاتة محمد اليحيى إلى أن السوق السعودية تعتبر سوقًا كبيرًا، مقدرًا حجم ما تستهلكه السعودية بنحو550 مليون ريال سنويًا، لافتًا إلى أن مواسم الأعياد تعتبر أكثر مواسم الإقبال على الشيوكولاتة وتشهد ارتفاعًا في المبيعات تزيد على 200% عن الأيام الأخرى.
وأضاف أن الإقبال على الشيوكولاتة والحلويات عمومًا يكون بحسب ماركة الصناعة والنوعية والطلب، وأيضًا موقع المعرض الذي يتنوع مبيعاته بحسب الحالة الاقتصادية لسكان الحي، إلا أن غالبية المطلوب هو المتوسط منها، إضافةً للأنواع المعلبة الجاهزة من ماركات عالمية معروفة.
ولفت إلى أن السوق لا تزال في حاجةٍ كبيرة لدخول شركات عالمية معروفة، مشيرًا إلى أن السوق السعودية تشهد نموًا في الطلب قد يصل إلى 20% سنويًا، محذرًا من أن بعض الشيوكولاتة الموجودة في السوق ذات جودة ضعيفة، وأنه لا بدَّ من تكثيف الرقابة على المحال "فبعضها تنتجها محليًا أو من دول عربية وتُنسب لبلجيكا أو سويسرا".
وعن الدول الأكثر تصديرًا للسعودية، يقول اليحيى إنها كثيرة، إلا أن غالبية الموجود في السوق تعود لدول عربية مجاورة التي تمتاز بجودة جيدة وسعر مناسب كلبنان وسورية، أما المنتجات العالمية فالإنتاج السويسري والفرنسي والبلجيكي هو المفضل لدى الغالبية، إلا أن سعره أكثر من المنتج عربيًا كما أنه أفضل جودة.
من جهته، أشار مدير مبيعات إحدى شركات الشيوكولاتة محمد شريف إلى اتجاه الكثيرين لطرق مبتكرة لتسويقها والتفنن فيها، منها نافورة مخصصة في إذابتها وتحويلها إلى ما يشبه العصير الساخن والذي تغمس فيها الحلويات والفواكه داخلها ويتراوح سعرها بين 150 ريالاً و500 ريال بحسب الحجم والتصميم، كما أن البعض اتجه إلى تحويل الشيوكولاتة إلى فناجين للقهوة، وإلى ذلك من أساليب التسويق المختلفة.
وعن غالبية الزبائن، يقول البائع رامي خويلد إن غالبية الزبائن من النساء اللاتي يمثلن 75% من الزبائن، مضيفًا أن سعر الكيلو للشيوكولاتة في السعودية يتراوح بين 30 ريالاً وألف ريال بحسب نسبة الكاكاو بها.
ولفت إلى أن محال الشيوكولاتة تتفق مع مصممين لتصميم أشكال للتغليف لمختلف المناسبات مثل أشكال حيوانات أو هلال وفوانيس والتي تكون خلال شهر رمضان، أو كعبة لمناسبات الحج، أو خراف لموسم عيد الأضحى.