العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > مقال أعجبني.. مقال جريء ردا على تركي السديري ومشكلة الفقر

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-2008, 01:43 AM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي مقال أعجبني.. مقال جريء ردا على تركي السديري ومشكلة الفقر

كلنا يعرف الدور الهام الذي تلعبه الصحافة الحرة في تنمية وتطوير المجتمعات نظاماً وفكراً وممارسة ، وما ذلك إلا لأنها منبراً لصوت الحق أيا كان صاحبه.
و المدرك لخصوصية المجتمع السعودي يعرف مدى تأثره بقادة الرأي العام وما يطرحونه من أفكار ، وما يتبنونه من رؤى ، توشك أن تكون من المسلمات.
ولعل صحيفة الرياض أحد أهم المؤثرين في الرأي العام السعودي ، بامتدادها الجغرافي ، وعمقها التاريخي ، ناهيك عن أن من يتربع على هرم التحرير فيها أحد ألمع وأقدم الأسماء الصحافية في الوطن العربي ، الأستاذ تركي السديري .
لذا كان ولا يزال المسؤول السعودي يرى في (الرياض) المرآة الأصدق ، والأكثر قرباً ، والأوضح صورة ، لعكس ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع السعودي ،مما يجعله يعتمدها كواحدة من أدواته لقراءة الواقع ، واستشراف المستقبل لرسم سياساته ، وبناء قراراته الإدارية .
ولأن الأستاذ تركي السديري بشخصه وفكره وقلمه لا يمثّل نفسه فقط ، ولأن لقاء ليس مكاناً لترف القلم ، وممارسة (البريستيج) ، لذا كان لزاماً إيضاح بعض الحقائق التي ربما غابت عن ذهن سعادتكم في مقالكم المعنون بـ (لنا خصوصيات خير) ، والمنشور في عمود (لقاء) يوم السبت السادس من رمضان 1429هـ.
ولمّا كان محور المقال الفقر ، وطرق التناول الإعلامي لقضاياه ، فسأعلّق على فقرات محددة من المقالة ، وأضيف بعض الأفكار حول ذات المحور .


تطرقت يا أستاذ تركي للزيارة الشهيرة لخادم الحرمين الشريفين إبان ولايته للعهد ثم قلت (إن إعلان الاعتراف بوجود الفقر هو أول وسيلة للشروع في مواجهته) .
كلنا يعرف أن الملك عبدالله أحد القلائل الذين لا يسعون للدعاية الإعلامية ، وأتذكر جيداً أنه في تلك الزيارة أقسم أغلظ الأيمان أنه لم يُقدم على ما قام به إلا من أجل أن يرى الواقع كما هو ، وأنه ما كان يرغب أن يعرف بأمر الزيارة أي وسيلة إعلامية .
وهذا دليل صدق نواياه وسعيه لمعالجة أكبر معضلة كانت ولا تزال تشوه الوجه الجميل لواحدة من أكبر الدول النفطية في العالم .
كانت هذه الزيارة أولى المواجهات المعلنة مع الفقر ، وتمخضت عن عديد من القرارات كان أبرزها إنشاء صندوق معالجة الفقر .
كان حرياً بك يا أستاذ تركي أن تتطرق لما آلت إليه هذه القرارات ، وتتسآءل عن مصير هذا الصندوق ، بعد مرور ثلاث سنوات كفيلة بإنجاز مشاريع أضخم وأكثر تعقيداً ، في ظل أوضاع اقتصادية ازدادت صعوبة وتشابكاً ، بعد موجة الغلاء الناتج عن التضخم الذي يزداد يوماً بعد يوم ، ويتجاهله مسؤولي مؤسسة النقد بتطمينات بعيدة عن الواقع ، تثبت مع مرور الأيام عدم صدقيتها !

قلت يا أستاذ تركي :
(أمريكا فيها جياع.. أيضاً بريطانيا.. فالمهم ليس وجود الفقر وإنما وجود خطط مواجهته..)
كم تمنيت عليك يا أستاذ تركي تعريف الفقر في المفهوم الأمريكي والبريطاني ومقارنته بـ فقرنا ، هناك فرق كبير أعتقد أنك تدركه ، والحقيقة أن آذاننا سئمت ترداد مقولة أن الفقر ظاهرة عالمية ، هذه المقولة التي أضحت شمّاعة نعلّق عليها أخطائنا وسوء تخطيطنا وإدارتنا ، هذه الأخطاء هي التي جعلت المواطن الذي استشهدت به هو من يكشف عجز المسؤول الذي كان يفترض أنه هو من يكتشف عدم حاجة المواطن لمعونة الضمان الاجتماعي .
ترى كم من مواطن (وغير مواطن) لا يزالون ينتفعون من أخطاء المسؤولين وقصور أنظمة الرقابة والمحاسبة ؟!
وهل سننتظر إلى أن تصحو ضمائرهم دفعة واحدة ، أم سنحتفي (بتوبتهم) فرادى على طريقة المواطن سالف الذكر ؟!
ثم إنني أعجب لكثير من المسؤولين وقادة الرأي العام لدينا ، حينما يبررون لخطأ ما ، فيستشهدون بالغرب ؟!
ألم نأخذ من الغرب إلا أخطاءهم ، وسلبياتهم ، وكأن وجودها لدينا شرف ، ووجودها لديهم مبرراً لنرتكب مزيداً منها ، طالما أن التبرير يأتي بهذه الطريقة ؟!
ليتنا نكتفي بأخذ مالديهم من إيجابيات ، وإلا فلا أقل من جميل بمعية كل قبيح نأخذه منهم !

كذلك لمت يا استاذ تركي على بعض وسائل الإعلام مبالغتها في تناولها لحوادث الجنوح الفردية وتضخيمها بشكل يوحي للمتلقي بأنها سمة اجتماعية.
وهنا أخالفك الرأي أستاذي ، دع الإعلام يمارس الطرح بالشكل الذي يريد والمتلقي هو من سيتولى مهمة الفرز ، أنت تتحدث يا أستاذي عن مجتمع أكثر من ثلثيه من الشبّان الذين يتلقون المعلومة من مصادر شتى ، ولم تعد وسيلة الإعلام المحلية هو مصدر المعلومة الوحيد كما في السابق ، والوصاية لم تعد مجدية في زمن الإنترنت والسماء المفتوحة !
ثم أن الأزقة ، والشوارع الخلفية ، ومدن الصفيح ، حبلى بحكايات شبيهة بالخيال ، ربما لو ألقيت عليها نظرة ولو خاطفة لقلت إنهم لا يبالغون !
معظم صحفنا يا أستاذ تركي تترفع عن طرح حوادث جنوح كثر كي لا توصف بالصحف الشعبية ، أو صحف الحوادث ، وكم أتمنى لو كانت لدينا صحف لا يعنيها البريستيج الزائف ، كي تتناول ماتتعفف عنه صحفنا من قضايا وحوادث لم تعد فردية ، أو حتى صحفاً تعتمد منهج الصحافة الصفراء في المكاشفة والمصارحة ، فنحن نحتاجها فعلاً ، لأننا لم نجن شيئاً من صحافة (البريستيج) !

أما ثورة الجياع التي تهكمت على من ينادي بالتحذير منها ، فهي لن تأتي بإذن الله ، لكننا لسنا بمنأى عنها ، إن لم نتصد لتنامي معدّلات التضخم ، والبطالة ، وإرتفاع الأسعار ، ولم نسارع في ردم الهوة السحيقة التي نتجت عن زلزال فبراير 2006 الشهير ، فانهيار الأسهم الذي طال شريحة كبيرة من المجتمع السعودي كان زلزالاً اقتصادياً واجتماعياً تبعته العديد من الهزات الارتدادية لازالت تتوالى حتى الآن ، انقسم على إثرها المجتمع إلى قسمين ثالثهما على وشك التلاشي ، قسم يقبع تحت خطالفقر أو قريباً منه ، وقسم يحلّق فوق خط الثراء الفاحش!
أما القسم الثالث ، أي الطبقةالوسطى فهي تنحاز للقسم الثاني بمعايير الفقراء ، لكن البنوك وشركات التقسيط تنشب أظفارها بما بقي منها لتمص دمها وتسقطها .. ، وهي في طريقها للتلاشي إن لم تكن تلاشت بالفعل !


والحديث ذو شجون وشجون ، طالما الفقر هو محوره...
كم تمنيت عليك يا أستاذ تركي لو تناولت في مقالك ، في ذات السياق غياب الدور الاجتماعي لرجال الأعمال السعوديين ، والبنوك والشركات الكبرى السعودية ودوره في تنامي ظاهرة الفقر.
فكم هو مخيف أن تدخل المملكة العربية السعودية منظمة التجارة الدولية ، وتصبح لاعباً رئيساً في اقتصاد يعتمد التخصيص ، بقطاع يعتمد أسلوب عمل لا يماثله فيه أي من نظرائه في العالم.
وطالما أنك استشهدت يا أستاذ تركي بأمريكا وبريطانيا في جانب مظلم ، فسأستشهد بهما في جانب مشرق...
في أمريكا وبريطانيا ، رجال الأعمال وكبرى الشركات تسهم في خدمة مجتمعها بمبادرات منها..خلاف الضرائب التي تفرضها الدولة لتوظفها في برامج تسهم في خدمة المجتمع ، وتقدّم المنح لأبناء الفقراء ليكملوا تعليمهم ، وبعض رجال الأعمال يتبرع بكل أو بعض ثروته للجمعيات الخيرية !
كل ذلك وأكثر رغم أن ربحية هذه الشركات متدنية ، ونموها يسير بمعدلات بطيئة ، فما هو حال رجال الأعمال لدينا وشركاتهم تحقق نمواً ليس له نظير في العالم ، ولا تفرض عليهم ضرائب من أي نوع ، وبعضهم لا يؤدون حق الله في أموالهم من زكاة مفروضة !
ومع ذلك نجدهم أكثر رجال الأعمال في العالم سلبية تجاه وطنهم وأهلهم الذين كبّروهم وقامت هذه الشركات على أكتافهم وجيوبهم .

ناصر بن محمد المرشدي
إعلامي سعودي
الرياض
*امتنعت صحيفة الرياض عن نشر هذا الرد على مقال للزميل تركي السديري


منقول من صحيفة الــوئـــام
abuhisham غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 AM.