على لسان "مديووووون"!
قابلته وقد فارقت الابتسامة محياه، أصبح كئيبا تعلوه كتلة من شحوب وذبول، شارد الذهن، تستطيع و بسهولة أن تحصي كم شعرة استطاعت أن تصمد في جانبي رأسه! سألته عما همّه، فأجاب بعد زفرة استمرت طويلاً ـ حتى ظننتها لن تنقطع ـ : قاتل الله الدين، هم في الليل و ذل في النهار، لم يبق لي بين الرجال موضع " قاتله الله " جعلني أسلك الطرق البعيدة المظلمة..و أسير بجانب الجدران الطويلة و أتنكر حتى ما عاد يعرفني أبي ! إلا أن صاحب الدين الذي ألقاه في تلك الطرق البعيدة و بجانب تلك الجدران الطويلة فيصيح كلما لمح طيفي من على بعد 500 متر بصوته الجهوري الذي يكفي لطرد كتيبة عسكرية ' سعيييييييد، باقي على الموعد أسبوعين ! قاتله الله هو أيضا! يصرُ على تذكيري بمصيبتي قبل أسبوعين من وقوعها!
أحسب كل صيحة من حولي هي من صاحب الدين، فينخلع قلبي ثم يعود! ليس صاحب الدَّين هو فقط من يقف ضدي فحتى الصدف تقف جنبا إلى جنب معه في نفس الخندق! حتى أصبحت أقابل صاحب الدَين ـ في السوق و في الشارع و في الشارع المقابل وعند الإشارة و في المخبز و في النوم.. بل و في أحلام اليقظة أيضا ! حتى ظننته يمتلك أكثر من نسخة لشخصه الكريم ! مع كامل بغضي و مقتي الشديدين للنسخة الأصلية!
أما الليل الذي ينقضي وأنا أتقلب من جنب لآخر. ليس و الله من قلة نوم، غير أنه يمضي و أنا أبحث عن مخرج، حتى يؤذن مؤذن الفجر، فأخرج للصلاة في أبعد مسجد عن بيته فألقاه هناك!
ثم قل لي بالله عليك ـ إذا كان المريض يهرب بمرضه إلى المستشفى ويسارع الجائع بجوعه إلى المطعم، فإلى أين يذهب المديون؟ وإني أرجو ألا تكون الإجابة الصحيحة هي ...السجن ! انتهى كلامه فرج الله كربته!
خرجت من عنده و أنا أردد ما قاله أبو الغريب :
ما ذاق طعم النوم من بات مديون ........ الناس نامت و السهر في عيونه
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2910&id=7415&Rname=185
الله يفرجها على المسلمين