مستقبل بلا بترول(!)
د. هاشم عبده هاشم
@@ أصبحت الإمدادات النفطية من دول منظمة أوبك لدول العالم الاخرى.. وكذلك أسعاره.. جزءاً مهماً من برامج مرشحي الرئاسة الأمريكية، الديمقراطي (باراك اوباما) والجمهوري (جون ماكين)..
@@ بل ان جانبا كبيرا من فرص نجاح احدهما للوصول الى البيت الابيض قد يرجع الى حجم التعهدات والالتزامات التي سيقطعها أي منهما على نفسه، لتهيئة بدائل كافية تغني الشعب الامريكي وشعوب الارض الاخرى عن استيراد بترولنا.. حتى وإن ادى ذلك الى تجويع هذه الشعوب وتدمير دولها.. والقضاء عليها..
@@ والسبب في كل ذلك يعود الى ما يعتبره المرشحان الامريكيان للرئاسة.. وكثير من زعماء دول اوربا الغربية وسواهم.. تحكم (كارتل اوبك) في هذه السلعة الاستراتيجية.. وتعمد رفع اسعارها (على حد تصورهم).. بهدف التأثير على قرارات دول العالم والضغط على اقتصادياتها..
@@ ومع كل اسف..
@@ فإن هذا الاعتقاد (المغلوط) لم يعد جزءاً من قناعات الحكومات فقط.. بل انه أصبح جزءاً من ايمان شعوبهم.. حتى أصبحت هذه الشعوب على درجة قصوى من (النقمة) علينا.. والكراهة لنا.. وبالتالي تقبل أي إجراءات او ممارسات من شأنها الإضرار بدول المنظمة وشعوبها..
@@ وبمعنى آخر..
@@ فإن تعبئة الشعب الامريكي وشعوب اوربا الغريبة وسواها ضد دول وشعوب منظمة اوبك (دون استثناء) اصبح جزءاً من تحضيرات واسعة وخطيرة وبعيدة المدى.. لإلحاق الأذى بدولنا وشعوبنا.. وتحويلنا اما الى دول فقيرة.. او مستعمرة..او مغلوبة على أمرها.. وربما تحويل بعضها الى (تاريخ)..
@@ وبالمقابل.. فإن دول المنظمة ونحن في مقدمتها : ماذا اعددنا لمواجهة هذه السياسات وتلك التوجهات الواضحة.. والمعلنة.. والأكيدة؟!
@@ ماذا اعدت المنظمة كقوة اقتصادة مهمة في هذا العالم لتأمين مستقبل دولها وشعوبها.. وحماية مصالحها.. ووجودها؟!
@@ ثم ماذا اعددنا نحن هنا في المملكة العربية السعودية لمرحلة ما بعد استغناء تلك الدول عن مصدر الحياة الاول والاساسي لنا..ولاقتصادنا..ولمستقبل اجيالنا؟
@@ أسأل وانا عرف ان الأمر جدي.. وان سعي تلك الدول والشعوب، وليس أمريكا وحدها.. وليس مرشحا الرئاسة الأمريكية وحدهما.. الى تجفيف عروقنا.. وإعادتنا إلى ايام الفقر.. والجهل.. والكفاف.. الى الصحراء.. بكل ما شهدته بداية حياتنا التعيسة من شظف.. وعوز.. وفاقة.. وكفاف..
@@ ولايعني السؤال انني أتشكك في إدراك الجهات المعنية لهذه الحقائق.. وفي قيامها بكل مامن شأنه تأمين السلامة لبلادنا.. والعيش الكريم لمواطننا.. والأمان الكافي لأجيالنا القادمة.. إذا هي أتت إلى الدنيا وقد انقطع عنها الشريان الذي أمدنا بالكثير من الخير الذي أفاء الله به علينا وأنعم..
@@ لكن السبب في طرح السؤال هو الدعوة الى (طمأنتنا) إلى احاطتنا بما تم ويتم لإعادة صياغة حياتنا بعيدا عن المخاوف والأخطار والاحتمالات المدمرة تلك..
@@ صحيح ان التوجه نحو سياسة تنويع مصادر الدخل.. والتوسع في الخطط والبرامج التنموية العريضة في قاعدتها الاستثمارية والتوجه نحو شراكات دولية قائمة على تبادل منافع ضخمة مع دول العالم المختلفة كفيلة ان شاء الله بأن تجنبنا أخطارا حقيقية قد تلحق بنا بفعل سياسات الدول الأخرى الرامية الى توفير بدائل للطاقة.. قبل ان تصبح قيمة برميل البترول أقل من قيمة مياه المجاري..
@@ والهدف من الكشف عن السياسات والخطط والبرامج والتوجهات الجديدة لاتهدف الى الطمأنة فحسب ولكنها تشرك المواطن في تحمل مسؤوليته وتستنهض همته وتستحثه عن الكشف عن ابداعاته وقدراته وإمكاناته وتسخيرها لخدمة توجهنا نحو مستقبل بلا بترول..
@@ فهل نسمع قريبا عن حملة كهذه..؟ @@ وهل نشهد من المواطن تجاوبا كبيرا ومسؤولا مع التوجه نحو اعادة صياغة مستقبلنا على أسس جديدة.. نستنهض فيها همم الجميع.. أفرادا..وشركات.. ومؤسسات.. ودولة؟! .
...
قضية دائما تؤرقني ، كيف سيكون حالنا بلا نفط ؟
الأمر ليس ببعيد فعلى أحسن الأحوال كما يقول أصحاب الاختصاص إنه في حدود 24 سنة سنصل إلى الذروة وبعدها سيبدأ النفط في التناقص
كيف سيكون حالنا إذا انتهى النفط بعد 40 سنة وعدد السكان ضعف عددنا الآن؟!!!