مهندسون بلا «كادر»...!
علي عبدالله القاسمي الحياة - 08/09/08//
منذ أن كنت صغيرا وحُلمُ هذه الوظيفة يشغل مساحة كبيرة من التفكير، والرغبة تتضاعف نحو أن أحيل الحلم لحقيقة، وما إن اصطدم الحلم بالواقع حتى ندمت أشد الندم على أن احترفت هذه المهنة، الكثيرون منا يعانون وجع مهنة «الهندسة» ويتبادلون بتكرار ممل في كل جلسة عمل الحديث عنها!
المهندس في القطاع الحكومي ما زال منذ زمن طويل خارج قوائم كوادر الوظائف الحكومية، ولم يحرك أحد ساكناً مراعاة لصبر المهندس على طول معاناته، والحرج الاجتماعي الذي يسببه له لقب «مهندس»، والنظرة الاستثنائية من مختلف أفراد المجتمع التي تضفي هالة لكل من كان «مهندساً» مع أن حقيقة الأمر تقول إن كل هذه الهالة مُجَرَدة مِنْ كل الأحلام والطموحات الحقيقية، طالما أن المرتب الوظيفي لا يزال في مستوى لا يتناسب مع سنوات الدراسة، ولا مع الجهد المبذول للوصول إلى هذه المهنة! السوق السعودية في كلا القطاعين العام والخاص تعاني من نقص حاد في عدد المهندسين مقارنة بالدول الأخرى، ونسبة غير السعوديين العاملين في القطاع الهندسي تتعدى 85 في المئة، إذ يصل عددهم إلى أكثر من 21 ألف مهندس، وهو ما لا يتوافق مع تطور البنى الاقتصادية لبلد معطاء، وحين يعرف المهندس الجديد المعين في القطاع الحكومي كم سيتقاضى راتباً شهرياً يصاب بصدمة كبيرة، ويفضل أن يلتحق بوظيفة أخرى تضمن له دخلاً كافياً للعيش باستقرار، وبرغبة متواصلة في العطاء.
أعجبني تصريح لمسؤول معني بهذا الأمر حين سئل عن أوضاع المهندسين فقال «إن كادر وسلم رواتب المهندسين السعوديين مضى عليه أكثر من «25» عاماً، وهذه مدة طويلة جداً تقتضي المراجعة للكادر، إضافة إلى تدني رواتب المهندسين أساساً في الكادر القديم، على رغم تخصصهم المهني والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عواتقهم»... وهنا يتجدد السؤال القديم: أين الكادر حتى ولو كان قديماً؟ لأن المشكلة هي انه لا وجود له على خريطة التقويم الوظيفي! فئة المهندسين بلا كادر منذ زمن طويل، وبدأت تطفو إلى السطح إشكالية انتقال المهندسين العاملين بالقطاع الحكومي إلى القطاع الخاص الذي يوفر مكافآت مالية مجزية، على رغم عدم وجود البديل ذي الخبرة ليحل مكان المهندس الذي هرب من العمل الحكومي!
من المؤلم أن يواجه المهندس بحلمه وطموحه واقعاً مناقضاً، ومؤلماً أكثر بعد تخرجه ليتعين ويفاجأ براتب «5840» ريالاً في ظل نظرة المجتمع الخاصة لمن يحملون لقب «مهندس»، وتعتقد «المجتمع» أنهم يحصلون على رواتب ضخمة، وكراسي وثيرة ولا يمكن مقارنتهم بتاتاً بمن حولهم لا في المرتب ولا الإمكانات ولا الكاريزما الاجتماعية، بل أحيانا يعتقد المجتمعع أنهم ينامون على كنز! ما لا استطيع فهمه هو: مهندسان سعوديان يتخرجان في جامعة واحدة، ويحملان المؤهل العلمي نفسه، ويؤديان العمل نفسه، يتقاضى واحد منهما ضعف راتب الآخر لأنه يعمل في قطاع آخر وفي ظل غياب الكادر المنصف، أليس من حق الأقل رتباً أن يحلم بكادر حقيقي في ظل تساوي المؤهلات؟ يبقي أن أقول «الحلم لا يزال مستمراً»!
Al-qassmi@hotmail.com
http://ksa.daralhayat.com/perspectives/09-2008/Article-20080907-3e4ea133-c0a8-10ed-0041-8a339daa070a/story.html
السلم الجديد للمهندسين صرح بانه جاهز
وسيعمل به قريباً
وكنا نتوقع قبل رمضان يتم الاعلان عنه
شكلهم نسوه في الدرج
المهندسين والاطباء والمعلمين والموظفين
كل سلالمهم مكسورة