اخترت لكم بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك
عذراً رمضان
فنظرتنا قاصرةً ضئيلة عن فهم معانيك الجليلة
عذراً رمضان
فقد أسرفنا في استقبالك بما لا يليق بمقامك
عذراً رمضان
فقد جعلنا منك ضيفاً ثقيلا وحملاً عظيماً
فجمعنا لك أضخم المسلسلات، وأكبر قدر من برامج المنوعات
لنسلي أنفسنا عن عناء أيام الصيام وطول ليالي القيام
عذراً رمضان
فقد جعلنا منك شهراً للدعايات، وتصريفاً للكاسد من السلع
ومن أول سحور إلى أخر فطور، تعبئةً قدور وصحون تدور
عذراً رمضان
فقد جعلناك شهر استزادة ليس من الطاعات والقربات!
بل بالتجوال بين الأسواق والمحلات، ليكون لباس العيد من أفخر الماركات!
عذراً رمضان
فقد أحلنا نهارك نوماً ولياليك الفضيلة لهواً
عذراً رمضان
فقد عجزنا خلالك عن تربية الذات لترك أقبح العادات
وأبدلنا ذلك بالمزيد من المعاصي والمنكرات
عذراً رمضان
فقد فرطنا فيك لسنوات وسنوات، وأمهلَنا ربُنا رغم ما مر منا وفات
فهل من وعد لرمضان في هذا العام
أن يكون أمرنا مختلفاً
نمضي نهاره بالصيام والذكر والشكر
ونقضي ليله بالحمد والتهجد والوتر
هل ستكون لنا فيه وقفات مع تلاوة القرآن وتدبر الآيات
هل ستصوم جوارحنا فلا غيبة ولا نميمة ولا ضغينة ولا نظرةً سقيمة
فنصل الأرحام ونبتعد عن الذنوب والآثام ونملأ وقتنا بطاعة الرحمن