«وناسة» الفقر والبطالة!
الثلاثاء, 12 أغسطس 2008
دلال زهران
تؤكد دراسة علمية حديثة نشرتها جريدة الاقتصادية أن حجم البطالة الحقيقي في المملكة أكثر من 35%. بالله كيف يعيش هؤلاء العاطلون عن العمل وكيف يدبرون لقمة العيش لأنفسهم ولأسرهم في ظل موجة غلاء غمرت حتى الطبقة المتوسطة من المجتمع؟
وما شعورهم وهم يقرؤون صحفاً تبشر بالمزيد من كرم التجار50% زيادة في الأسعار بمناسبة شهر رمضان؟! وكم بلغ ضغطهم والصحة تسجل هدفاً آخر في شباكهم برفع أسعار الأدوية حتى40 %؟ وما مدى تحملهم للعطش والماء يسدد ضربة جزاء أخرى قوتها 25% ؟ وهل يا ترى يفرحهم ارتفاع أسعار البترول أم لا يهمهم أمره ؟ وإن تسوّل أطفالهم أنُمسكهم على هونٍ أم نتصدق عليهم؟ أفتونا في رؤيانا إن كنتم للرؤيا تعبرون! نريد فتاوى لا تختصر العالم في فتاوى الزواج فقط.
من يصدق أننا لازلنا نتجادل حول خط الفقر وحول اعانة الفقراء والعاطلين عن العمل؟
من يصدق أن هناك منتديات للبطالة وأخرى للمقاطعة تحمل اسمنا وشعارنا ؟
من يصدق صورة موظف الأرصاد داخل خيمة على قارعة الطريق يرفع لافتة « أطالب براتبي وأقبل الهبات العينية والنقدية»! وتابع يقول لموقع العربية: ما ذنبنا حتى نستدين؟» فخبرونا كيف حال من لا راتب له أصلاً ولا عمل ولا بوارق أمل؟ وحتى لو قَبِل أن يكون «نادلاً» ليلتقط الإعلام صورة بطولية له فاجمعوا واطرحوا واضربوا واحسبوا كيف يستطيع أن يصل لآخر الشهر براتب 1500 ريال؟ وعش رجباً تر عجباً! سألت قناة الإخبارية المواطنين ما هي السلعة التي ارتفع سعرها في الوقت الحاضر؟ صحح السؤال أحدهم فقال ما السلعة التي لم يرتفع سعرها؟ أجاب الآخر الدخان لأنه ضار!
للأسف نحن ندفع بكل أريحية 60 و70 مليون ريال صفقة لاعب واحد يا بلاش «يجري ورا المجنونة» لكننا نرفض إعانة عاطل يجري على رزقه فلا يجده. ونحن أيضاً نصافح بكل فخر شاعر المليون ونغازل الفضائيات ومزايين الإبل وسلسلة طويلة من الأرقام المميزة لكننا نخاف أن تتسخ أيدينا لو مست كف الفقير. مَن المقصّر وكيف اختلت الموازين وأين التكافل ولماذا لم يعد يهمنا أمر المسلمين ؟ أفتونا في «وناسة» الفقر والبطالة إن كنتم قادرين. «والله لو كان الفقر رجلاً لقتلته» ودمتم سالمين!!
dzahran@hotmail.com
سلم قلمك وفكرك