العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > «فقر» في حائل يفكك الأسر «المعوزة»

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-2008, 02:05 PM   #1
بئا سذا
مقاطع فعال

 
رقـم العضويــة: 8153
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشـــاركـات: 682

افتراضي «فقر» في حائل يفكك الأسر «المعوزة»

بدلة رياضية «واحدة» يلبسها عشرة أطفال بـ«التناوب» ... «فقر» في حائل يفكك الأسر «المعوزة» ... وباحث يعزو المشكلة إلى عجز الفقراء عن الوصول إلى المسؤولين


حائل - سالم الثنيان ومحمد الخمعلي - الحياة


عنى علي بن أبي طالب كل كلمة نطقها عندما قال مقولته الشهيرة: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته». ذلك الفقر الذي يخرّب البيوت، ويدمر المبادئ، ويكشف ستر الأعراض، تمنى الخليفة الراشد قتله لإدراكه خطره وفعائله الدنيئة بمن يدخل بيوتهم، جالباً معه الجوع والبرد والمرض.

أسرة «مشعان» إحدى الأسر التي دخل «الفقر» بيتها، جالباً معه الجوع والمرض، مفرقاً شمل الأسرة التي لم يتجاوز عمرها خمسة أعوام، بعدما شدت زوجة مشعان رحالها إلى بيت والدها بصحبة ولديها (3 و4 أعوام)، خوفاً عليهما من الموت جوعاً، لعجز والدهما عن تأمين قوتهم اليومي.

وعلى رغم أن مشعان المصاب بمرض السكر والعاطل عن العمل، يعتبر أن علاقته بأسرته «متينة»، إلا أن زوجته تركته خوفاً على ابنيها من «قرصات الجوع» و«نزوات المرض»، واشترطت عليه الالتزام بتوفير قوتهم اليومي حتى تعود إليه، ليتطور الأمر بينهما إلى طلبها الطلاق، لعدم قدرته على الالتزام بمطالبهم «الأساسية».

بدروه، يقول مشعان (39 عاماً): «ليس أمامي حل سوى تطليقها، كيف أستطيع الالتزام بتوفير الطعام لهم يومياً وهي تعلم جيداً أنني لا أملك ريالاً واحداً؟ إضافة إلى أنني أسكن في منزل خالٍ من الأثاث وتنعدم فيه الخدمات، لعدم مقدرتي على سداد الفواتير».

من جانبها، تؤكد أم سعود (زوجة مشعان)، أنها لا ترغب في تفكيك أسرتها الصغيرة وتشريد ابنيها، وهي تود العودة إلى زوجها المريض، مشيرة إلى أنها حاولت مساعدته بالبحث عن وظيفة مستخدمة في إحدى مدارس البنات، لكنها لم تجد أية فرصة للعمل.

تقول: «بعد عشرة دامت خمسة أعوام ابتعدت عن زوجي مكرهة، خشية أن يموت ابنائي من الجوع، لأن وضعنا المعيشي «متدهور»، في ظل عدم وجود مصدر دخل لنا، فأنا مضطرة الآن للابتعاد عن زوجي، على رغم انني كنت أتمنى أن تسعفني الظروف بالبقاء إلى جواره، في ظل ظروفه المرضية والمعيشية المريرة.

القصة السابقة ليست «الوحيدة» داخل أحياء وقرى منطقة حائل، فبين حواري تلك الأحياء وخلف جدران المنازل المتهالكة، يعاني سكانها الفقر والجوع، وقليلون هم من يدركون ما يختبئ وراء الأكمة. أحد هؤلاء المعلم في المرحلة الابتدائية مفرح الشمري في حي المصيف بمدينة حائل، الذي استغرب من «بدلة رياضية» يتكرر لبسها على نحو عشرة طلاب.

يروي قصته، فيقول: «عندما تحققت مما لاحظته، وجدت أن عدداً من الجيران يتبادلون البدلة الرياضية، لأنهم عاجزون عن شراء ملابس خاصة بهم»، مضيفاً أن مجلس المدرسة عقد اجتماعاً، وقرر عمل جمعية لدعم عدد من الفقراء داخل المدرسة.

ويؤكد جارالله السرور وجود عدد من الحالات التي شاهدها بعينه، عندما كان يقوم بجولات ميدانية للتعداد السكاني، يقول: «شاهدت 24 نفساً في حال مزرية في منزل واحد غير مفروش داخل مدينة حائل، زوجتان وأطفال وعائلهم متوفى».

ويحكي المعلم صالح العضيب قصة أخرى، فخلال نزهة برية لأعضاء المدرسة، وبعد تناولهم طعام العشاء، بدأ أحد المدرسين بجمع بقايا الطعام، وعندما سؤالهم له عن السبب، قال: «أريد توصيل بقية العشاء إلى عائلة فقيرة جداً، لو وصلهم العشاء الساعة الثالثة صباحاً سيفرحون به، وسيقوم الأب بإيقاظ أبنائه من النوم لتناول العشاء».

من جهته، أكد مدير جمعية حائل الخيرية سعد الشقير في تصريح سابق، أن الجمعية تقوم بدورها الاجتماعي بمساعدة المحتاجين وعدم التخاذل والتقصير. وأضاف أن الجمعية تلتمس حاجات الأسر الفقيرة من خلال إعمال اللجان الميدانية المعنية، وتتابع مجالاتهم وشؤونهم وتكفلهم، وتوفر الاستقرار والراحة لجميع المستفيدين ذوي الحاجة والعوز، مشيراً إلى أن الجمعية تصرف المساعدات النقدية على مدار العام للمحتاجين والأسر الفقيرة، البالغ عددها 1400 أسرة محتاجة، بكلفة إجمالية تبغ نحو 3 ملايين ريال، إضافة إلى توزيع المواد الغذائية.

يرى الباحث الاجتماعي عبدالله الحربي، أن المشكلة تكمن في عدم توسيع وتطوير القنوات بين المؤسسات والفقراء، خصوصاً العاجزين عن توصيل أصواتهم للمسؤولين، مثل الأرامل والمطلقات وكبار السن. ويضيف: «تشكل البطالة والحوادث الشخصية كموت الزوج أو دخوله السجن أو فصله من عمله، وعدم الوعي الاجتماعي للأسر الفقيرة أحد أبرز مسببات الفقر».

ويتابع: «في الواقع ليس ثمة تعريف موحد للفقر في كل الثقافات، إذ لا تعتبر كل الثقافات الفقر عيباً، لكن المشكلة تكمن في عدم حصول الفقير على الحاجات الأساسية في حياته، في الوقت الذي يرى فيه أن غيره يمكنه الحصول على هذه الحاجات بسهولة». ويعتبر الحربي أن توسيع خدمات الجمعيات الخيرية، وتفعيل وتطوير خطط السعودة ورفع درجات التعليم، خصوصاً للنساء سيحد من الفقر.

___________________________

بئا سذا غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 AM.