صرخة فقير إلى خادم الحرمين الشريفين (أرسطوفان) ؟
الساعة تشير إلى الثانية والنصف صباحا بتوقيت ولاية ميزوري ... لم أستطع النوم !! حاولت مرارا وتكرارا أن أغمض جفناي ... لم أستطع هما يؤرقني ، قررت الكتابة لعلي أنام خالدا مرتاح البال ، وأنا شعر أنني أحمل القلم أمانة في عنقي ، كيف لدولة أن تملك من الأموال الهائلة ويعيش شعبها بين قضبان حديد وسقف خشبي يقيهم من حر الصيف القارص ، كيف لشعب يستورد كل سنة ما لا يقل عن 300 مليار دولار نتيجة النفط الخام ويعيش شعبه بين جنبات الطريق بحثا عن لقمة عيش أو وظيفة تعينهم على نفسهم وتذم أيديهم عن السؤال والعون. يا سادة يا أكابر ألا تخافون الله فينا ؟ نحن مواطنوكم ، من ترابكم ترعرعنا ومن بساتينكم شربنا وأكلنا ؟ يا سادة أتظنون أن الشعب ينعمون بملذات الحياة ؟ لا والله انظروا من حولكم كم فقير بين أبواب المساجد وبين إشارات المرور ؟ كم من جائع يسرق ويقتل وكم من محتاج يدق أبواب رجال الأعمال ؟ ألا يكفيكم تلك المناظر المزرية التي تشاهدونه بين أرصفة الشوارع مشردون جائعون ينتظرون موتهم لتعلن لهم الراحة الأبدية وخلاصهم من هذه الدنيا اللعينة؟ والله كم يحزنني أن أجد مواطن مثلي يحفر بيده قبره فلم تعد الحياة مهمة بالنسبة له !!!
خافوا الله فينا فإرتفاع الأسعار لم تعد من مصلحة المواطن أبدا ، أتظنون يا سيد الوزير أننا مثلكم نملك من السيارات الفارهة والقصور التي تطل على البحر وحسابات بنكية لا تعد ولا تحصى في سويسرا ؟ أتظن يا معالي الوزير أننا مثلك نملك رواتب شهرية تودع كل أخر شهر ؟ أتظن يا معالي الوزير أننا مثلك نملك بيوتا في المملكة وبيوتا في أرض الله الواسعة ؟ أتظن يا معالي الوزير أننا ننام كل ليله من دون أرق ولا هم نشغل به أحوالنا ؟ يا إلهي كم بلغت بكم القسوة !! نحن منكم ، نحن إخوانكم وأبنائكم ، نراكم كما ترونا ، أفلا تخافون يوم القيامة حين تسألون عن أماناتكم وعهدكم ، أم أن الدنيا لكم والأخرة لنا ؟ يا معالي الوزير أتظن أن أطفالنا وبناتنا يدرسون مثل أطفالكم في أحسن المدارس ؟ ويأكلون ويشربون في أفخم المطاعم وأنظفها !! أتظنون يا معالي الوزير أن نسائنا يتبرجنا مثل نسائكم ويفتخرن بفساتينهم المرصعة بالألماس والحلي والذهب الخالص ؟ يا معالي الوزير كم تألمت حين تألم إخواني من تصريحكم ( الغير مقصود ) بأن المواطن لابد أن يتكيف مع الأسعار الجديدة ، وهل الأسعار القديمة سدت بطن جائع وأروت ظمأ عطشان ، أتظن يا معالي الوزير أن المواطن السعودي يملك من المال الكافي ليتكيف مع قيمة الأسعار الملتهبة ، لا أدري كيف تفكرون !! أنسيتم حادثة الأسهم حين التهب حرامية الوطن أموال الشعب في وضح النهار ، أم أنكم تظنون أن الشعب سرق مال الشعب ، كيف لك يا معالي الوزير تصرح مثل هذه التصريحات ؟ أيعقل أن تصل تلك الأسعار إلى نقطة لا يستطيع فيه الشحات أن يجد قوت يومه ، وهل تظن يا معالي الوزير أن بفعلكم هذا قضيتم على ( الفقر المدقع ) ؟ لا أدري بل إحساسي يقول أن نسبة الفقر ستزداد وإن لم تأخذك الرأفة والرحمة ستجد كل يوم من يطرق باب بيتك طالبا العون والمؤونة ، وستفرح بتصريحك الجميل حين تجد أفواجا من الفقراء قد وقفوا وامتلأوا إشارات المرور يطالبون ما يسد جوعهم ويروي عطشهم ، لا تستعجب واضحك كما ضحكت للمصور حين قام تصويرك وأنت تدلي بتصريحك الغير موزون ، اضحك و تبسم فلن تجد أحد مثلك يركب السيارة أو يأكل ويحمد ربه . أو يستر عورته أو ... أو ... أو ... إلخ
ملكنا الغالي والعزيز.. الأب الحنون ، خادم الحرمين الشريفين .. أعرف جيدا أن رسالتي هذا لن تصلك أبدا وأعرف أن من لهم سلطة يزيفون لك دائم حقائق شعبك لكن سأكتب لعل صوتي يسمع لمن له عهد بيننا وبينه إلى يوم الدين ، ملكنا الغالي إن إرتفاع الأسعار من مواد أساسية و مواد خام ليست في مصلحة الوطن أبدا فكم نتألم حين نسمع من دول جوار وهي تعلن بقرارات ملكية بالعفو العام عن المديونات العامة ونصدم حين نسمع قرارات ( ملفوقة ) برفع الأسعار ، أتظن يا ملكنا الغالي أن زيارتك التي قمت بها إلى جنوب الرياض وجدت أناس ينعمون بالرفاهية متكؤون على بطونهم المملوؤة ، أتظن يا ملكنا العزيز أن زيارتك تلك وجدت من هم يزاحمون السيارات الفارهة في الشوارع العامة ؟ أتظن يا ملكنا أننا مثلكم لا نملك هم يؤرقنا أو حزن تدمع به أعيننا . لا والله يا ملكنا الغالي فنحن نعاني و نعاني أشد المعاناة بعض ارتفاع الأسعار إن كانت الأسعار قد ارتفعت بسبب العولمة ، لا نريد خيرا من العولمة ولا من شرها فنحن بمأمن منها ، لا نريد أن ندخل التجارة العاليمة إن كانت سبب لهذه النكسة فوالله أن أعيش رافع الرأس خير لي أن أعيش مطأطأ أمد يدي بين أبواب المساجد طلبا للمال ، يا ملكنا العزيز ووالله نعاني ووالله نعاني ووالله نعاني ، قبل ارتفاع الأسعار كنا نقرأ عن أناس طردوا من بيوتهم بسبب الإيجارات فماذا تتوقع اليوم ؟ لن تجدهم سوى بين المقابر ينتظرون ملك الموت يرسل لهم طلقة الرحمة ويرحلوا ، أقسم بالله سمعت من أناس يودون الإنتحار خير لهم أن يعيشوا بين الفقر والجوع ومد أيديهم ، والله أبت عزة النفس أن تعيش مذلولة مكسورة منحنية بين بيوت السلاطنة والملوك ، أتظن يا ملكنا العزيز أننا قضينا على البطالة بعد ارتفاع الأسعار ؟ بالله عليك لو تفتح وتقرأ التقارير التي تصدر من المنظمات العالمية ووالله لتشاهد نسب البطالة ارتفعت وفي ارتفاع رهيب ، لا والله لن تجد سوى عصابات سرقة وقتل في الشوارع ومشردون يزدادون يوما بعد يوم . تالله الذي رفع السماء بلا عمد وجعل من النور سراجا منيرا أن تعود السعودية إلى عهد الجاهلية والتخلف وأن تجد من العوائل قد استوطنوا الصحراء وجعلوا من الخيام بيتا لهم ومن الأنعام و الخرفان مؤونة لهم وقد هاجروا المدن وتركوا كل ما هو في مصلحة تقدم الأمة .أفيقوا فنحن أمانة في أعانقكم وكل راع مسؤول عن رعيته
كتبه
الفقير
أرسطوفان بن مساعد
منقووول