العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > الألسن الخرساء في بلادي (لفارس بن حزام)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-2008, 06:27 PM   #1
ضياء علي
موقوف

 
رقـم العضويــة: 6988
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 20

افتراضي الألسن الخرساء في بلادي (لفارس بن حزام)


الألسن الخرساء في بلادي

فارس بن حزام

من يتابع المشهد السعودي، سيلحظ أن أسبوعاً واحداً لا يمضي دون صدور بيان واحد من رجل دين، إما تنديداً بمظهر اجتماعي ما، أو رداً على شأن إعلامي، بلوغاً إلى التكفير والدعوة إلى القتل.

هذه الحالة باتت عادة تتواصل في السعودية على مدى السنوات الماضية، من دون أن يمل أصحابها، بل تحولت إلى تجارة رائجة في صناعة الجماهيرية لدى قوم تأسرهم لغتها.
فحيح البيانات المتوالي في بلادي لا يصل إلى زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، لسبب بسيط؛ هو أن الألسن يصيبها الخرس، رغم كل سنين القتل والخراب، الذي يحدثه الرجل في بلاده.
وكثير من رجال الدين، الذين يتبارون في إصدار الردود والتكفير، لم يصدر منهم أي بيان بحق أسامة بن لادن حتى يومنا هذا. ولا أظن ذلك قصوراً بالعلم عما يفعله ويقوله بحق البلاد، ولا عجزاً من طلبة العلم المحيطين بالشيخ؛ المحرضين الأهم.
هذه مشكلة واضحة وتعانيها السعودية اليوم والأمس، والصمت يصبح جريمة حين يكون لشيخ ما الحضور الطاغي، وملاحقة كل شاردة وواردة بالبيانات الصارخة، ويعجز لسانه، وينكسر قلمه عند صدور كلمة حق في أسامة بن لادن.
واليوم أضحى أسامة بن لادن قديساً، لا يصيبه بيان ولا تمسه كلمة. وهذه القدسية، التي يحظى بها، لم تنفك عنه عند مشائخ البيانات الانفعالية.
ولكم يشعر المرء بغرابة الموقف، أن يصدر بيان التكفير ووجوب القتل بحق من اجتهد في تفسير قول، حتى وإن أخطأ، ولا نجد تجاه من احترف القتل والدمار، ومازال يهدد في كل يوم وفي كل تسجيل صوتي، لا نجد تجاهه أي فتوى أو رد، أو حتى دعوة للردع.
مفتي عام البلاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، لم يقصر في توضيح الموقف من أسامة، أما الآخرون من الكبار خارج المؤسسة الرسمية، فالصمت سيدهم، إنهم يشعرونني إما بالغياب عن الواقع أو المحاباة الخفية، والأخيرة جريمة لن يغفرها لهم التاريخ.



كما أن المفتي لا يتردد في الوقوف أمام الثلة التكفيرية، فقبل أيام، وأثناء لقائه بمنسوبي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، قال إن المصيبة، التي حلت بأهل الإسلام، تتمثل في التسارع بإغداق التكفير والتفسيق، رغم أن الدين حذر من هذا المسلك الوخيم.
وحديث المفتي جاء ضمن ندوة بعنوان "الإرهاب وخطره على الفرد والمجتمع"، وهو الذي اختار تناول خطورة التكفير والتفسيق وربطها بالعنف، الذي اجتاح البلاد ومازال يهددها، وهنا نلتمس الفرق في حالة الوعي، التي يعيشها المفتي عن غيره، من الذين لم يقيموا وزناً لرأيه، وليست هي المرة الأولى في سجلاتهم.
ضياء علي غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 AM.