نريد بياضا شديدا لأن السواد شديد ..!
كنت قد فجعت بوفاة " هديل الحـضيف " على إثر إصابتها بغيبوبة نقلت حينها لإحدى مستشفيات عاصمة ( وطني ) بعد أن ضاقت الأرض بما رحبت على والدها المكلوم الدكتور محمد الحـضيف الذي أعيته الحيلة في إيجاد سرير لفلذة كبده في المستشفيات الحكومية لأغنى دولة نفطية في العالم ..!
كنت قد مُـغِصت من مقال للإعلامي بقناة المجد " محمد المقرن " يشكو فيه معاناته هو الآخر مع مستشفيات ( وطني ) التي لم تشرُف باحتضان مولوده الذي طاله الجحود هو الآخر قبل أن يولد ..! ولولا الـ( مئة ألف) التي شاءت الأقدار أن يوفرها له محبوه بعد أن تحوّل الأمر إلى
مايشبه الـ( قـَطـّه ) كلٌ وما يملك .. لحدث مالا تحمد عاقبته ..!
كنت قد عزّيت أبحاث واختراعات " مهند أبو ديـّه " ذلك الشاب الـ( وطني ) الذي إقتصـّوا إحدى قدميه بجشع طبي ..!
كنت قد إستدعيت صورة تلك " الزهرة الغضـّة " التي ماتت برداً وزمهريرا في إحدى مدن
( وطني ) الذي تشتعل فيه أضخم آبار النفط ..!
كنت قد تقيأت على رائحة حقائق مخجلة مع سبق الإصراروالترصـّد عن مواليد ( وطني ) وكيف باتوا في عداد المفقودين ..!
كنت قد إستمرأت إعترافات تفيض قيحا بـتبديل الأطفال الرضّع في
( وطني ) ..!
كنت قد ..!
وكنت قد ..!
وكنت قد ..!
.
.
.
ولأنهم يقولون وليس كل مايقال إثم :
( يقاس تقدّم الأوطان بمدى نجاحها في مجالي الصحة والتعليم ) ..
ولأنني ( وطنيّ ) حدّ الثمالة _ وأيم الله _ قمت أولا بتطبيق المعيارالصحي على
( وطني ) الذي يسافر فيه وزير الصحة للعلاج في الخارج ..!
ويضع أحد وكلائه ثقته في طبيب سويدي زائر ..!
ويراجع مالك أحد أكبر مستشفيات القلب في ( وطني ) مستشفى في بريطانيا
لتسليك شرايينه ..!
لأصـل إلى حقيقة كثيرا ماحاولت وأدها وهي أن ( وجعي ) لم يعد المشكلة الأكبر التي تواجه ( وطني ) ..!
في وطني وزراء لايحترمون إنسانيتنا ..!
في وطني أطباء لايشعرون بآلامنا ..!
في وطني أغبياء يحملون الدكتوراه ..!
في وطني نعود المستشفيات لنموت ..!
في وطني أموال لايعرفون متى وأين وكيف يديرونها ..!
في وطني يسددون ( سهامهم ) باتجاه جيوبنا ..!
في وطني الإهمال يصل أعلى مستوياته ..!
في وطني الأمانة محجـّبة ..!
في وطني الجشع هو الثقافة ..!
في وطني المجانين عقولهم فائضة عن حاجتنا ..!
في وطني التفكير عادة سرية ..!
في وطني يسرجون خيول الحقيقة وينامون في الإسطبل ..!
في وطني يد تبني وأيادٍ تهدم ..!
في وطني كثيرا ما نسألنا : لماذا لم نولد كبارا ثم نبدأ في فقدان أيامنا بشكل عكسي ؟!..
في وطني .....
في وطني .....
في وطني .....
آه تذكـّرت ..
في وطني نريد بياضا شديدا لأن السواد شديد ..!
** لي عودة مع (تعتيمنا / تعليمنا ) الطرف الثاني في هذه المعادلة ..
وماقبل الأخيرفي معادلة الترتيب العالمي ..!
لك الله ياوطني ..!
يوسف الزهراني