العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > رد الكاتب "علي الموسى" على "الشيحي و الدخيل"...

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-2008, 12:46 PM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي رد الكاتب "علي الموسى" على "الشيحي و الدخيل"...

الفقراء ما بين الشيحي والدخيل

علي سعد الموسى

ولولا أنني بالإدمان، أعرف أن للشيحي والدخيل بصمة كتابية مستقلة، ولكل منهما لغته التي سأتعرف عليها حتى دون تذييل الأسماء، لقلت إن الإخوة في رسم وتبويب الصفحة الأخيرة قد خلطوا ما بين الصديقين في مقاليهما قبل الأمس حول الفقراء وظاهرة الفقر. أعرف تركي الدخيل - ظبيانياً - برجوازياً كتب عن الفقراء في بحيرة النفط بمجرد الاستماع إلى صراخ امرأة إماراتية عبر راديو الشارقة وهو يقود سيارته في قلب مانهاتن الخليج. قدم صالح الشيحي نفسه ككاتب من بين آلام الناس ومن وسط جلودهم الجافة، ولهذا كنت في بالغ الدهشة وأنا أقرأ النقيضين: تركي الدخيل يقرأ ظاهرة الفقر وصالح الشيحي، وعلى غير المألوف، ينقض أطروحة كم أسال لها من الحبر. والذي أخشاه، مازحاً مع صديقين أثيرين، ليس إلا دلالة الأجساد والأوزان: الذي أشاهده أن صالح الشيحي يكتسب مزيداً من الأرطال بينما الدخيل يتحفنا بذكرياته عن قصة سمين سابق.

وسأحاول اليوم فك الاشتباك ما بين الفقراء وبحيرة النفط. ما بين الشيحي والدخيل. ولأخي تركي أقول: هذه نزعة إنصاف متأخرة، فالكاتب كي يبدأ لا بد له أن يقف على بحيرة الناس، وأن يستقطع شيئاً من وقته لأصحاب الجلود الجافة وللحناجر التي لا تعرف ألوان الطعام وللأسر التي تخشى إشراقة الصباح لأنها لا تملك أن تدس في جيوب الأطفال ريالاً من أجل فسحة مدرسية. ولأخي صالح أقول: هذا إقلاع من مدرج البؤساء الذين كنت لهم أملاً ولساناً، فعوائد الضمان الاجتماعي ليست تبريراً للتشكيك في وجود الفقراء وسلة الأسواق التي شاهدتها في كامل الازدحام لا تعكس الصورة. بحيرة النفط التي اخترعها الدخيل مصطلحاً هي فاتحة الانفصام في مجتمع من طبقتين: واحدة تستأثر بالمجموع وتغتنم الطفرة، وأخرى يذبحها الفقر ويقتلها الغلاء. واحدة تشتكي أسعار الحديد لأنها تريد طابقاً إضافياً فوق طوابقها الاستثمارية، وأخرى تشتكي أسعار الحليب والأرز ونصف قيمة الدجاجة. واحدة تذهب للأسواق بالبطاقات الائتمانية وبطابور الخدم لحمل ما خف أو ثقل من أشهر الماركات، وأخرى تصطحب أطفالها لهذه الأسواق من أجل النزهة، ولا بأس إن تجملوا معهم بشيء من البطاطا الرخيصة المقلية. وكلا الكاتبين اعترفا بقراءة الظاهرة وهما خلف مقود سيارة في شارعين فارهين.

كنت أتمنى أنهما معي الآن لآخذهما نحو - المنعطفات - التي أعرف وإلى أطراف البحيرة، حيث الأزقة الممتلئة بالوجوه الصفراء التي تتحرك في دورة دموية لا حديد فيها ولا فوسفات. تحلم برشفة حليب.

http://www.alwatan.com.sa/news/write...=6122&Rname=22
abuhisham غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:12 AM.