الرياض (سبق) :
صدق أو لا تصدق .. مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة بالرياض ، عاجز عن توفير مخدات لراحة المرضى ومرافقيهم ..
وصدق أو لا تصدق .. أن المركز نفسه والذي يعد مفخرة للسعوديين جميعا في مجال الجراحات الدقيقة حّول خزانات غرف المرضى إلى مستودعات، نظرا لوجود نقص في مخازن حفظ الأدوية و المعدات الطبية!!!
علامات التعجب التي قد ترتسم على محياك بعد أن تقرأ الكلمات السابقة لا تساوي شيئا مقارنة بما أصاب مواطنة سعودية قادتها الظروف لدخول المركز كمرافقة لوالدتها، إذ أنها فوجئت بسيل من الصدمات ينهال على رأسها، ويدفعها لمخاطبة المسؤوليين في الدولة لإنقاذ هذا الصرح الطبي .
أم الوليد اختارت (
سبق) لنشر رسالتها الغاضبة ، والتي حكت فيها " كيف تفاجأت أثناء دخولها المركز كمرافقة لامها ، بموظف يخبرها بأنه لا يوجد سرير لإجراء عملية قلب لأمها رغم أن العملية مقررة منذ عام فعادت المريضة لبيتها ، مزودة بحالة قلق أكثر مما كانت عليه طوال الفترة الماضية " ، وأضافت أم الوليد " تخيل الخوف والقلق الذي عاشته هذه المرأة الكبيرة في طريقها لغرفة العمليات قبل أن تعود أدراجها حزينة قلقة حتى تم الاتصال بها لتبشيرها بوجود سرير فعادت إلي المركز مجددا ، ولكن بخوف مضاعف " .
وتابعت صاحبة الرسالة "عبرنا الممرات تلو الممرات ثم صعدنا الدور الثالث حيث مقر الإقامة ودخلنا الغرفة ثم فتحت الخزانات الموجود لأرتب أغراض والدتي ، لأفاجأ بوجود كراتين كبيرة مغلفة فتصورت أنها بطانيات جديدة أو معقمة مجهزة لمحتاجيها من نزلاء الغرفة .. رفعت رأسي فإذا بالكراتين مملوءة بمستلزمات طبية مختلفة منها حقن طبية جديدة ، وضعت ملابس المريضة حولها وتحتها وتعجبت ألا يوجد مستودعات سوى غرف المرضى وهل أموال الدولة مهدرة ورخيصة لهذه الدرجة .. تألمت لكنني صبرت " .
عندما حان وقت النوم ، وجدت أم الوليد مرتبة مكتسية بالجلد ، ففكرت في استدعاء إحدى الممرضات لإحضار مفرش ومخدة وغطاء لها وللمريضة التي كانت تشعر بالبرد الشديد ، ضغطت أم الوليد الزر الأحمر لاستدعاء الممرضة ، وبعد حوالي ربع ساعة حضرت بوجه مقطب وكأنها تقول : " ياويلك لا تطلبي شيء" .
لكن أم الوليد استخدمت حقها وطلبت غطاء لأمها فأحضرت الممرضة غطاء أبيض خفيف لا يسمن ولا يغني ، كما طلبت لنفسها مخدة وغطاء أو شرشف على الأقل يعزل الجسد قليلا عن الجلد فأجابتها الممرضة " ما عندنا للمرافق شيء .. عندنا عجز في المخدات والمفارش لا تكفي المرضى " .
تضيف أم الوليد " تقلبت تلك الليلة على هذا الجلد وكأنه قطعة من جهنم ، وعندما دخلت دورة المياه الخاصة بالغرفة تفاجاءت بالمكانس وعصي النظافة منتشرة هنا وهناك حتى في مكان الاستحمام وُضعت إحدى المكانس والتي تتدلى منها الخيوط التي تستخدم في مسح دورات المياه فتخيل كيف يستحم المريض العاجز ويتحرك بصعوبة ويختلط الماء مع ما في هذه الخيوط من بقايا نفايات أو بكتيريا ويصب على جسده الضعيف فأي جو صحي هذا ؟! " .
أكثر من ذلك ، حدث أمام عين أم الوليد فاللباس إذا توفر للمريض فهو لمرة واحدة ، وكان من حظ إحدى المريضات أن دخلت ، قبل ثوان من دخولها غرفة العمليات ، دورة المياه وتبلل لباسها ، لكن الممرضة لم تلتفت لذلك واصطحبت المريضة إلى غرفة العمليات غير مكترثة بخطورة ذلك " . أم الوليد لاحظت أيضا أن الألبسة بحاجة إلى صيانة فبعضها مقطع ويكشف أكثر مما يستر.
المشاكل في مركز الأمير سلطان وصلت أيضا إلى الوجبات الغذائية التي تقدم في صحون بلاستيكية ... و" بوفيه الشاي والسكر مكشوف بدون غطاء وبدون ملعقة فيغرف بعض المرضى السكر بأيديهم والثلاجة قديمة وتحتاج نظافة والثلج بها وضع بكيس ومكشوف ولا يوجد أي وسيلة أو أداة لأخذة سوى أصابع اليد " .
الانكى من ذلك ، أن الغرف التي تقيم بها المريضات تقع بين غرف المرضى الرجال .. تتعجب أم الوليد من ذلك وتقول " تخيل لو أن إحدى النساء الكبيرات أخطأت في غرفتها ودخلت في الغرفة التي قبلها وأغلقت الباب دونها ووجدت نفسها بين مرضى رجال فأي إحراج وأي إذلال هذا" ، وتضيف " غرفة البوفيه التي يقوم المرضى فيها بتسخين أكلهم أو إعداد أكواب من الشاي هي الأخرى مشتركة بين النساء والرجال ، وترفض الممرضات الفلبينيات مساعدة المريض في تسخين كوب الحليب الخاص به أو أكله أو غدائه الذي يصل إليه بارداً " .
و تشير أم الوليد الى فظاظة ردود الممرضات الأجنبيات ، لكنها تشيد في الوقت ذاته بالسعوديات والعربيات "فهن ألطف بكثير لكن للأسف عددهن قليل جدا " .