96% من الواجهات البحرية للبحر الأحمر بالمملكة ملكية خاصة

**بئا سذا** · 05-06-2008, 03:46 PM

جدة: نجلاء الحربي

كشفت الدراسات والبحوث التي نفذتها جهات حكومية منها وزارة الصحة ومراكز بحثية أن الشواطئ السعودية غير مهيأة للسباحة أو الصيد كونها شديدة التلوث، وأن 4% فقط من الواجهات البحرية للبحر الأحمر متاحة للجميع مقابل 96% مملوكة لأشخاص.
أكد ذلك المدير السابق للإدارة العامة للمراقبة والاستجابة والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أسامة قربان، وذلك في حلقة النقاش الذي عقدتها وحدة دراسات البحر الأحمر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز أمس تحت عنوان "إسهامات مؤسسات المجتمع ذات العلاقة في تشجيع دراسات البحر الأحمر".
وأضاف قربان أن مساحة البحر الأحمر تبلغ قرابة 457 ألف كيلومتر، ويبلغ عرضه نحو 350 كلم، ومتوسط عمقه 538 مترا، وبالتالي يمتاز بتنوع حيوي كبير تفتقده كثير من بحار العالم حيث سجل ما يقارب 1280 نوعا من الأسماك في البحر الأحمر والخليج العربي و300 نوع اقتصادي و 466 نوعا من الطحالب البحرية.
وأوضح قربان أن البحر الأحمر يعتبر أكبر ساحل يحتوي على الحيد المرجاني وهو أكبر حيد في العالم ومن خلال الدراسات التي أجريت على الأحياء البحرية تم حصر 180 نوعا من عرائس البحر المهددة بالانقراض، حيث كان يعتقد في السابق أن أكبر كمية رصدت لعرائس البحر في أستراليا، لكن دراسة أثبتت أن أكبر قطيع في منطقة الخليج العربي، وفي قطيع واحد وجد 1800 عروس بحر. وقال إن هناك 6 أنواع من الحيتان في البحر الأحمر منها العنبر والقاتل الكاذب وغيرها.
وأشار قربان إلى أن نصف سكان العالم يسكنون في المناطق الساحلية وذلك لاستخدامها في تنفيذ مشاريع اقتصادية وبحرية واستراتيجية وتحلية المياه ومراكز توزيع النفط ومنهم من يستخدم هذه المناطق في إنشاء مراكز ترفيهية وتنفيذ بعض المشاريع الخاصة والمجمعات السكنية على المناطق الساحلية.
وأضاف أن من أهم المشاكل التي تواجه البيئة في جدة أعمال الردم وتلوث الزيت والمواد الكيمائية الخطرة مثل المدينة الصناعية التي تصب في منطقة الجنوب وتلوث المشاريع التنموية الصناعية والنفايات الصلبة والصرف الصحي وشبكات تصريف المياه ومشاكل الاستثمار الزراعي وهذه بعض الأضرار البيئية التي تتعرض لها جدة.
وفي السياق ذاته، ذكرت عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة مضاوي الحسون أن الإهمال البشري وعدم الاهتمام بسلوكياتنا أدى لتلوث البيئة، مطالبة بإعطاء الأهمية للموارد الطبيعية التي أعطانا إياها الله.
وأشارت إلى أن "موقعنا في مدينة جدة يمثل أكبر وأطول ساحل على البحر الأحمر ويجب أن نكون أكثر الناس اهتماما به".
وشددت على ضرورة التركيز على فئة الشباب لما لهم من دور كبير في المشاركة بالاهتمام بالبيئة، موضحة أن هناك جمعيات كثيرة تهتم بجانب الشباب والمرأة ومشاركتهم في نظافة البيئة حيث سبق أن تعاونت الغرفة مع جمعية الغوص لتنظيف أعماق البحر في جدة، واتضح أن جميع المشاركين من الشباب والفتيات.
وقالت الحسون إن الغرفة التجارية بجدة أول من أنشأ لجنة للعناية بهموم البيئة، وسبق أن أقامت مؤتمرا عالميا للبيئة باستضافة باحثين وأخصائيين، مشددة على أن الهدف الذي تسعى له الغرفة هو العناية بالاستثمار في مجال البيئة و إقامة مجتمع متوازن بيئيا والعمل على تعميق الفهم البيئي لدى القطاع الخاص للاستثمار في مجال البيئة مثل الاستثمار في مجال التدريب والدراسات ونقل المعوقات للمسؤولين لمحاولة حلها ونشر الوعي بين المواطنين.
وذكرت أن هناك اتفاقا بين أعضاء مجلس الإدارة في غرفة جدة على إخضاع منطقة الليث ورابغ لدراسة تفصيلية بالتعاون مع مركز الدكتور عبد العزيز بن صقر لإحياء هذه المنطقة. وقالت إنه سبق أن قامت الغرفة بالاشتراك بحملة الأمير سلطان بن سلمان لتنظيف البحر الأحمر، وحققت نجاحا كبيرا، لكن لابد من الاستمرار في هذه الحملات حتي يتحقق الهدف المنشود. كما شاركت الغرفة بحملة تنظيف شرم أبحر من ضمن فعاليات مهرجان أبحر السياحي العام الماضي.
وطالبت الحسون بأن تتعاون جميع الجهات حتى يتم تعديل سلوك الأشخاص في الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها.
إلى ذلك، أعلن الأستاذ بقسم علوم المكتبات والمعلومات الدكتور هشام عباس أن هناك مراكز دراسات للبحوث تعتبر إنجازا حضاريا إذ تعكس اهتمام الأمم والشعوب بالعلوم والمعرفة، كما تعكس توجه المجتمع والأمم للحفاظ على التراث.
وأشار إلى أن رسالة وحدة الدراسات في البحر الأحمر هي نشر الوعي العلمي والثقافي من خلال دراسات رائدة وأنشطة علمية إبداعية كوحدة إشعاع فكري وحضاري تعنى بدراسات البحر الأحمر