أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-2008, 02:42 PM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي مقال أعجبني .. مؤشر القطاوة

عبد العزيز السويد
يمكن لك معرفة النمط الاستهلاكي لأهل الحي وبالتالي سكان المدينة من عدد «القطاوة»، أي القطط المنتشرة حولهم وأحجامها وكذلك سلوكياتها.

إذا كانت القطط كثيرة العدد سمينة كسولة مسترخية، «تتسدح» على سطوح السيارات ليلاً بحثاً عن «البراد»، فلا تنظر إلى كل فأر أو عصفور إلا على انه من فاكهتها الاستوائية أو «سناك» بين الوجبات، فهو مؤشر على أنها تعيش بحالة «متينة» من الأمن الغذائي، وإذا كانت لا تكثر النبش في حاويات القمامة ولا ترى بينها عراكاً حول البراميل فهو دليل دامغ على الاطمئنان وحالة من الشبع حد التخمة.

اقصد قطط الشوارع لا بعض قطط المنازل الناعسة، المترفة، التي تــحصل عــلى مستويات عناية ومــعيشة قــد لا يحظى بــها بعض أبناء آدم... ربما في المنزل نفسه.

وبالنظر إلى هذا المؤشر في بعض أحيائنا لا يستنتج المراقب أننا استفدنا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالترشيد وحسن التدبير الاستهلاكي.

ومنذ سنوات قامت جمعيات خيرية في السعودية بمشروع عظيم ورائع وهو الاستفادة مما يتبقى من الولائم، وهي تعلن بين فترة وأخرى عن مواقعها وأرقام هواتفها، خصوصاً في الأعياد وأوقات المناسبات، هذا عمل جليل يستحق الدعم والإشادة واستمرار التطوير، أيضاً يمكن الاستفادة منه كمصدر معلوماتي للتوعية الاستهلاكية، مثلاً لو أن جمعية من الجمعيات أعاشت كذا فرد أو أسرة مما يفيض من الولائم لربما استيقظ البعض من غفلتهم ومن عادات ما انزل الله تعالى بها من سلطان.

وفي فصوص المخيخ السعودي فص استهلاكي يعاني من متلازمة سد العيون أساساً لا البطون، على رغم القول الشائع: «كل واحد شبعان في بيته... القصد المشاهد» أي القصد من الولائم اللقاء، ومصطلح «الحط» أي تقديم الوليمة وأصنافها «وش حطو»، وكلام الناس الموجع وحتى لا يقولون ويتندرون، «خلص أكلهم». وفي المخيخ نفسه أيضاً قناعة بأن الوليمة لا تكون وليمة إلا برز ولحم... كثير. والخروف هو علامة الجودة والمطابقة للوليمة، ومثلما قام بعض الأعيان بتحديد المهور تخفيفاً على الشباب والشابات أتمنى أن نرى قريباً منهم مبادرات لترشيد الاستهلاك، خصوصاً في الولائم، فهم قدوة لمن حولهم، وبمبادرات منهم ينتفي العيب، وهي ســنة حــميدة لــو تم القيام بها.

أما الجانب الآخر فهو المطاعم الشعبية الكثيرة العدد، إذ ما زالت تتعامل مع الغذاء بنفس استهلاكي ممقوت، وحجتها انه مدفوع ثمنه، ولو خفضت الكميات مع خفض السعر لربما كان الوضع أفضل، وبالمقياس العادي لا الاستثنائي درجت هذه المطاعم على تقديم حصة للشخص تكفي أكثر من ثلاثة أشخاص، وهو يدفع الثمن كاملاً والبقية للقمامة.


http://www.alarabiya.net/views/2008/06/03/50873.html
abuhisham غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 PM.