تآكل قرض الصندوق العقاري.
راشد محمد الفوزان
قبل أيام صدرت قائمة جديدة للممنوحين لقرض التنمية العقاري،ورغم أن القروض شحيحة عدى آخر سنتين تقريبا لأن القوائم المنتظرة بمئات الآلاف ومنذعقد من الزمان وأكثر، وتتزايد يوما بعد يوم وهي لم تحل الكثير على أي حال. هذاالقرض المقدر ب 300ألف ريال تم أقرارة منذ عشرين أو ثلاثين سنة، ولازال بنفس الرقمحتى الآن 300ألف، بمعنى أن من سن قانون القرض العقاري فرض وحكم وجزم وقرر أنالأسعار وكل متغيرات هذا الكون لن تتغير، أيام كانت علبة البيبسي بأربعة قروش،والآن أصبح بريال ولكم مقارنة كم نسبة النمو من أربعة قروض إلى ريال واحد وهذامقياس بسيط جدا.
نحن نعيش أزمة سكنية كبيرة، وحسب الإحصائيات التي تقول إن ما متوسطه 35بالمائةفقط هم من يمتلكون منازل خاصة مملوكة لهم، وحين نفكر في تحسين دخل مواطن برأيي أنلا يزاد راتبه بل يمنح سكنا، لأن العرف المالي في الغالب أن السكمن يستهلك ثلث راتبكل موظف، إذا توفير السكن له وفق معايير تسمح له بالتملك على مدى سنوات تعني أننوفر له من راتبه ثلث راتبه، فهل هذا قليل؟ لا بالطبع، وحين يتجه المواطن للبنوكليبحث عن سكن، والبنوك تسوق المشاريع العقارية والتملك بأسلوب سلس وسهل وتقول لكخلال أربع وعشرين ساعة، ولكن لم تقل له ستحتاج أربعا وعشرين سنة نقرض في راتبك،وحين تذهب لشركات التقسيط وحتى سوق ( الجفرة ) حدث ولا حرج، والراتب وارتفاعالأسعار لا تسمح بتملك استراحة لا فلة أو شقة بمكان محترم، إذا أين يتجه المواطنالمتوسط ناهيك عن الموظف البسيط؟ ليس له إلا الصندوق العقاري للتنمية، وهذا فضلكبير من الدولة تقدمه في زمن الرخص وسنوات كل شيء متاح، ولكن ماذا عن الآن؟ لن اضعتسعيرات لمواد البناء، ولكن أنظروا لتجار المقاولات الكبار والشركات التي تشيدوتبني المشاريع الآن، هل تعلمون ما يحدث لها؟ الآن تتحسر وتعاني أشد المعاناةفالمقاولون يضعون نسبة تغير أسعار كارتفاع - 2010بالمائة، ولكن لم يتخيلوا أن ترتفع 200و 300بالمائة مثل الكيابل الكهربائية التي تستخدم بالبناء، المواد الصحية،الدهانات، المواد الكهربائية، الرخام والبلاط، وغيره من كل ما يتعلق بالبناء،وآخرها الأيدي العاملة، حتى أصبح من يشيد البناء لا يحملون شهادات أبتدائية وتجدهمقاول بناء ولا يوجد مقاول واحد لدينا للفلل والعمائر الخاصة يملك ترخيصا، فهم دولشقيقة عربية يشيدون ويبنون فهل تم بناء على أساس علمي ودراسة أم مدرسية الحياة؟ هذاموضوع آخر على أي حال.
أخيرا يجب أن يعاد النظر بالقرض العقاري فهو لا يبني نصف دور الآن، ولا قيمة (العظم) كما يعرف، وأتفهم أنه ليس لبناء كامل ينتهي بتسلم مفتاح، ولكن هل ما قبلثلاثين سنة يقارن بأسعار اليوم؟ إعادة النظر مطلوبة ومهمة، وإلا حقيقة وواقع القرضلا يوجه لبناء فلل إلا أن يحول لشقق سكنية أفضل.