04-05-2008, 09:27 AM
|
#1
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668
|
17 الف طن حديد تعبر منفذ البطحاء
في وقت تعاني نقص 70% من احتياجاتها من الحديد وتهدد مشاريع عملاقة بالتوقف
الأحساء تتحول إلى "ترانزيت" لعبور شاحنات الحديد لدول الجوار.. وتنذر بتفاقم أزمة تعثر المشاريع العمرانية
شاحنة محملةه بأطنان من الحديد متجهة إلى إحدى الدول المجاورة
الأحساء - تحقيق وتصوير - صالح المحيسن:
بلغت أزمة النقص الحاد في الحديد بمحافظة الأحساء ذروتها مع دخولها شهرها الرابع، وبات يشكل "جفاف الحديد" من جميع الأحجام أكثر من 70% من احتياجات المواطنين ومقاولي المشاريع الكبيرة في المحافظة ولم يعد يتوفر سوى 30% مما يحتاجه سوق الأحساء!
وابلغ "الرياض" عدد من موزعي الحديد أن سابك لم تعد توفر سوى 30% من الكميات التي يطلبونها مما تسبب في خلق أزمة حقيقية تهدد بإيقاف مشاريع إنشائية عملاقة يجري العمل فيها في المحافظة مما قد يؤدي الى تعثر تلك المشاريع ويلقي بظلالها على التنمية والتطوير في المحافظة برمتها.
ما يحدث ضرب من الخيال!!
وصف أكاديمي وباحث اقتصادي "فضل عدم ذكر اسمه" ما يشهده الحديد من ارتفاعات مسعورة في الأسعار بأنه ضرب من الخيال! واستطرد في حديثه بالقول: شركة حديد سابك الممول ل 70% من احتياجات سوق المملكة من الحديد لم تقف مع المواطن في أزمة الحديد العالمية فكان عليها وكما تحصل على تسهيل خاص من قبل الدولة - رعاها الله - أن تراعي محدودية إمكانيات المواطن وتقف معه عبر أخذ هامش ربح بسيط مراعاة للمواطن لكن مع كل أسف فسابك تتعامل مع المواطن وكأنها شركة فردية لا شركة مدعومة من الدولة فراحت تنافس بقية الشركات في امتصاص ما في جيب المواطن، كما أنها راحت تبحث عن مصالحها عبر التصدير حتى وأن ترتب على ذلك عدم توفر ما يحتاجه المواطن.
وأبدى المواطن عبدالكريم السعيد تفهمه بأن ارتفاع الحديد عالمي لكنه ألفت النظر إلى ما تدعم به الدولة حماها الله لشركة سابك عبر شرائها للغاز من أرامكو بأسعار مخفضة والدعم في الجوانب الأخرى فكان ينبغي أن يكون كل هذا لصالح المواطن أو كحد أدنى لا ضرر ولا ضرار، ودعا جل المواطنين الذين التقيناهم القيادة العليا إلى حث سابك للتراجع عن بعض الارتفاعات التي أقدمت عليها في أسعار الحديد مؤخراً وذلك لأن تلك الارتفاعات خنقت المواطن بشكل كبير واضطرت البعض للتوقف عن البناء، وتمنوا أن يروا في القريب العاجل تهدئة للأسعار ليتمكن المواطن من تشييد مسكن له ولعائلته،
وتمنى مواطنون أن تتخذ وزارة التجارة خطوة مماثلة لما قامت به قطر من تثبيت لأسعار الحديد ليحدث ذلك شيء من الاستقرار النفسي للجميع وتواصل المشاريع عملها ويشعر المواطن بالراحة بدلاً من الضغط عليه في الأسعار من كل اتجاه.
30% فقط
من الحديد متوفر!!
شكا أحد موزعي الحديد في الأحساء من أنه بات يعاني من ضغوط كبيرة من قبل الشركات التي أبرمت معه اتفاقية سابقة لتمويلهم بالحديد وبرر سبب تلك الضغوط إلى عدم قدرته على توفير ما تحتاجه تلك الشركات من حديد، وارجع ذلك إلى عدم إيفاء سابك بالتزاماتها السابقة من حيث كميات الحديد التي يطلبها، وأكد أن سابك لم تعد توفر سوى 30% فقط، مما يحتاجه سوق الأحساء، وأشار إلى كميات الحديد الشحيحة التي تصل إلى الأحساء يتسابق عليها العملاء قبل أن تصل.
وخلال جولتنا على محلات بيع الحديد التقينا بعدد كبير من المواطنين الذي ضجوا من شح الحديد إلى الحد الذي وصلت مواعيد استلام الحديد لأكثر من شهر! وقال خالد السعد إنه اضطر للذهاب الى مدينة الدمام للبحث عن حديد التسليح لسقف منزله المتوقف منذ أكثر من 35يوماً.
وقال موزع آخر للحديد حتى المواعيد التي اعطيها للعملاء هي للتهدئة فقط رغم معرفتنا المسبقة أننا لا نستطيع الإيفاء بكل ما يحتاجه المواطنون والمقاولون والمؤسسات.
الأحساء.. ترانزيت؟!
في الوقت الذي تعاني فيه الأحساء من جفاف كبير من جميع كافة أحجام حديد التسليح، فإن عشرات الشاحنات تأخذ طريقها باتجاه الحدود الجنوبية للمملكة.
مشهد درامي مضحك عندما ترى الشاحنات المحملة بحديد سابك تعبر أمامك متجهة الى خارج الحدود، فيما تقف أنت منتظراً لأسابيع لتحصل على النزر اليسير الذي يساعدك على بناء مسكن يؤويك وأسرتك!!
وأفادت معلومات حصلت عليها "الرياض" أن منفذ البطحاء الحدودي مع دولة الإمارات الشقيقة يشهد يومياً عبور من 15- 20شاحنة محملة بالحديد من سابك باتجاه دولة الإمارات، وبلغة الأرقام وبمعرفة أن الشاحنة الواحدة تحمل 30طن حديد فإن إجمالي كميات الحديد التي تُصدّر عبر منفذ البطحاء لوحده خلال الشهر الواحد يصل إلى 17000طن تقريباً، ناهيك عن المعلومات الأخرى التي تفيد بتصدير حديد من قبل سابك الى مملكة البحرين وبكميات قريبة مما يصدر عبر منفذ البطحاء!
وفي هذا الصدد دعا الكاتب الاقتصادي والباحث العقاري الدكتور عبدالله أحمد المغلوث إلى ضرورة وقف تصدير حديد سابك إلى خارج المملكة لفترة مؤقتة إلى حين إشباع السوق المحلية بما تحتاجه من حديد سيما خلال هذه الفترة التي تشهد فيها الأحساء وجميع مناطق ومحافظات المملكة طفرة عمرانية كبيرة، وأبدى الدكتور عبدالله استغرابه الشديد من استمرار خروج حديد التسليح إلى خارج الحدود في وقت يعاني فيه المواطن الأمرين ليحصل على الحديد لتشييد مسكن له ولأطفاله، وناشد الدكتور عبدالله المسئولين إلى اتخاذ خطوة مماثلة لما أقدمت عليه جمهورية مصر العربية بوقف تصدير الحديد لفترة محددة حتى يتوفر المنتج الذي يريده
مشاريع عملاقة.. مهددة؟
تشهد الأحساء وكبقية مناطق المملكة مرحلة من النهوض العمراني الكبير على شتى المستويات، فجولة واحدة على أحياء المحافظة سترى أنها تحولت إلى ورش عمل كبيرة من تشييد عشرات الآلاف من المساكن، وهنا لا بد من الإشارة إلى دعم خادم الحرمين الشريفين لصندوق التنمية العقاري الذي ساهم في سرعة منح القروض العقارية ومن ثم فتح المجال أمام الكثير للبدء في تشييد مساكن لهم!
تنفيذ المدينة الجامعية بجامعة الملك فيصل أحد المشاريع العملاقة التي بدء العمل خلال السنوات القليلة الماضية ولا يزال العمل مستمراً، ومشروع إنشاء المستشفى الجامعي التابع للجامعة والذي يجري العمل فيه على طريق العقير، ومشروع إنشاء كلية الشريعة التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود، والمبنى الجديد للكلية التقنية، كما تشهد الأحساء إنشاء نحو خمسة مجمعات تجارية لشركات عالمية معروفة، وإنشاء الأنفاق والكباري ومئات المدارس الحكومية بنين وبنات! كل تلك المشاريع وغيرها الكثير يتطلب توفير كميات كافية من حديد التسليح وهذا ما لم يحدث على الإطلاق، فسوق الحديد في الأحساء ومنذ أكثر من أربعة أشهر يعاني جفافاً غير مسبوق في تاريخ الأحساء، الأمر الذي أوصل أمر الحصول على طن من الحديد إلى الوساطات أو اللجوء إلى السوق السوداء التي تبيع طن الحديد بأكثر من سعره.
غياب تجارة الأحساء والفوضى العارمة!
تسبب الفراغ الرقابي الكلي من قبل فرع وزارة التجارة بمحافظة الأحساء في حدوث فوضى عارمة اجتاحت سوق الحديد، وازداد حمى هذه الفوضى مع الشح الكبير في الحديد خلال الأشهر الأربعة الأخيرة ونتج عن هذه الفوضى انتهاز بعض موزعي الحديد في المحافظة والقيام برفع الأسعار وبيعه بأسعار عالية جداً مستغلين حاجة العملاء الماسة للحديد، وأكد ل "الرياض" المواطن "عبدالله" أنه خدع منذ بدئه في تشييد منزله قبل خمسة أشهر بشراء الحديد بأكثر من سعره وبفارق كبير وبين أنه لم يعرف بوجود هذا الفارق الفاحش في السعر إلا بعد مراجعته لأحد أكبر الفروع في المحافظة ورؤيته لبيع الحديد بأخفض من السعر الذي كان يشتريه بنحو 500ريال! وتساءل: أين دور وزارة التجارة في المتابعة والمراقبة؟ لماذا لا تكون لها جولات وحضور فاعل في متابعة أسواق الحديد للضرب على كل يد تريد استغلال الناس؟
من جانبه كشف أكثر من مواطن التقيناهم خلال جولتنا بأنهم اضطروا غير مرة لشراء الحديد من السوق السوداء بأعلى من أسعارها، وبينوا بعض الموزعين يلجأون إلى إخفاء الحديد في مزارعهم الخاصة في الوقت الذي تكون ومن ثم بيعه بالأسعار التي يريدون، في ظل الفوضى السعرية واستغلال البعض من الموزعين في رفع الأسعار كيفما يشاءون أبدى مراقبون امتعاضهم الشديد واستغرابهم من الغياب الكامل لفرع وزارة التجارة بالأحساء وعدم قيامه برقابة على محلات بيع الحديد وترك الساحة فارغة لموزعي الحديد الجشعين للتصرف كيفما يريدون دونما حسيب أو رقيب، وأقر الدكتور عبدالله المغلوث ومن خلال متابعته لأسواق الحديد في الأحساء إلى غياب رقابة فرع التجارة، ودعا المغلوث وزارة التجارة إلى الاهتمام بمراقبة الأسواق والتأكد من الأسعار وعدم ترك الحبل على الغارب دونما متابعة وفسح المجال لأصحاب القلوب التي تلهث وراء الطمع وأصحاب الضمائر الضعيفة لاستغلال الناس. وفي السياق ذاته أكد ل "الرياض" أكثر من موزع معتمد للحديد بأنهم لم يزرهم طيلة الأشهر الماضية أي مراقب أو مسئول من فرع التجارة للسؤال ومتابعة أسعار الحديد، وكشف موزع عن أن هذا الغياب من التجارة وعدم تحركها الجاد لمعالجة المشاكل التي تحدث في المحافظة ساهم بشكل غير مباشر في انتشار السوق السوداء بشكل متزايد واستغلال الحاجة في وضع الأسعار التي يريدون.
http://www.alriyadh.com/2008/05/04/article339812.html
خبر جديد يعبر عن احد اوجه خيانة الوطن والمواطنين
|
|
|
|
___________________________
|
|
|