المملكة العربية السعودية من أعلى دول العالم في نسب النمو السكاني إذ تبلغ نسبة النمو فيها 3.24% مقارنة بالمعدل العالمي الذي يبلغ 1.57% ووفقا لتقرير هيئة الأمم المتحدة للسكان فإن عدد سكان المملكة سيبلغ 59 مليون نسمة بحلول عام 2050م وبهذه الإحصائية ووفقا للظروف الحالية فإن اكثر الناس تفاؤلا لايملك الا أن يستشرف امرا مريعا يلوح في اللأفق ان لم تتخذ التدابير اللازمة ,فإذا قارنا الأوضاع الاقتصادية الحالية للأسر السعودية والتي تعد متوسطة بشكل عام مع وجود نسبة فقر بسيطة الا انه لايجب الاستهانة بها و التعداد السكاني الأخير أوضح ان العدد بلغ 22.7مليون نسمة منهم 7 ملايين نسمة من غير السعوديين فماذا سيكون الحال عندما يصل العدد الى 59 ؟؟؟هل نحن فعلا مستعدون لمثل هذا الانفجار السكاني الهائل ؟
هل مواردنا الطبييعية قادرة على تحمل هذا العدد من البشر ؟
هل قمنا بالتخطيط لاستقبال هذه الأعداد الضخمة من السكان ام اننا نسير بالبركة بلاتخطيط ولا إدراة؟
لنلق نظرة على مصادرنا الطبيعية فلو نظرنا للبترول فنجد ان عمره الافتراضي على مستوى العالم يبلغ 38.5 سنة ,وليس المقصود بذلك بالضرورة فناءه فعمره قد يصل في دولة مثل السعودية الى 50عام على اقل التقديرات ولكن مع تقدم الأبحاث واكتشاف مصادر جديدة للطاقة فإن قيمتة الاقتصادية ستقل .
وإذا نظرنا الى الماء فهنا نجد المشكلة العظمى فبلدنا بلد صحراوي لايوجد به انها ولا امطار دائمة ثابتة تضمن مصدرا مضمونا للمياه بل نعتمد على مياه التحلية والتي تستهلك لانتاجها طاقة كبيرة وتكلف الدولة فاتورة ضخمة لإنتاجها.
واذا نظرنا الى الزراعة فالمشهد لايختلف كثيرا مع ان الانتاج الزراعي لدينا متقدم الى حد ما إلا انه احيانا يتحول لإتجاه سلبي كما حدث مع التوسع في زراعة القمح الذي توسعنا في زراعته حتى حققنا الاكتفاء الذاتي (ومن زود البطرة صدرنا القمح للاتحاد السوفييتي) وفي المقابل نضب مخزون المياه الجوفية .
السؤال:
-لماذا لا يتم عمل دراسات مستفيضة على امكانية تحمل الموارد الطبيعية للنمو السكاني؟
-ولماذا لا تقوم حملات توعوية بأهمية تنظيم النسل وايصاله لأكبر شريحة من افراد المجتمع, وليس الهدف هنا تحديد عدد معين واجبار الناس عليه ولكن على الأقل نشر ثقافة التنظيم في الانجاب وتعداد الأسرة قياسا على دخل الفرد, الجدير بالذكر اننا نجد احيانا في مجتمعنا ان الطبقات الفقيرة يكون عدد اطفالها كثير والطبقات المتوسطة والغنية يقل فيها عدد الأطفال وهذه ظاهره تحتاج للتمحيص اذ من الواضح ان الأمر متوقف على الوعي والثقافة الفردية والتي تكون منعدمة تماما عند البعض فقد تجده يحس بالمشكلة ويشعر بضغوط الحياة ولكن لا يعلم مالحل !!
لا بد أن نبدأ الدراسات من الآن لا أن ننتظر حتى نجد انفسنا وقد تكدسنا تكدسا ونخر الفقر فينا واصبح ناتجنا القومي ضئيل امام اعدادنا الهائلة فلا يفيدنا بعد ذلك خطط تنموية ولا حلول ترقيعية ..
لا بد ان نواجه انفسنا ونستعد للمشكلة قبل حدوثها, والسعيد من اتعض بغيره والمثال ليس ببعيد فهاهي الشقيقة مصر بعد ان كانت رائدة في مجال التقدم وكان الفرد ينعم بمستوى معيشي جيد انقلبت احوالها خلال مايقارب 30عاما فقط بسبب الانفجار السكاني واخشى ما أخشى ان نرى المشهد يتكرر في السعودية.