د . عبد الله الطويرقي
700 عواطلي ينضمون للبطالة
د. عبدالله الطويرقي
أبشركم .. وزارة الصحة ألحقت ما يقارب 700مواطن ومواطنة بقوائم البطالة وبشكل قيصري بطبيعة الحال بإغلاقها مراكز الأعمال منذ ما يقارب الأسبوعين .. نعم وزارة الصحة بارك الله فى جهودها تريد ان تعالج القصور فى تقديّم الخدمات الطبيّة فى البلد- كما برّرت الوزارة ان السبب فيها مراكز الأعمال - بكارثة إنسانية واجتماعية من العيار الثقيل بصرفها هذا العدد من الموظفين والموظفات.. يعجببك فى هذه الوزارة كوارثها التي لا أول ولا آخر لها ،ومفاجآتها التي لا تنقطع وفقها الله فى سوء الإدارة والأخطاء التطبيّبيّة الفادحة التي ترتكبها بحق المرضى من وقت لآخر، وكأنّي بها تريد ان تثبت لنا هذه المرة ان إغلاق 700بيت فى البلد مسألة قاسية بل ومؤلمة ولكنها حتميّة كونها للارتقاء بجودة ونوعيّة الخدمات الصحية فى البلد!! وكما ترون سيداتي سادتي ، فالمسألة مهنيّة صرفة، ويجب ألا نكون عاطفييّن اكثر من اللازم وتعوّرنا قلوبنا زيادة على صرف هؤلاء الموظفين، ويفوت علينا المبدأ العقلاني للإدارة بالأهداف الذي سيعيد الانضباط والمهنية للخدمة الطبية!! انا فعلا والله اقدّر للوزارة العظيمة حتى عندما سرّحت هؤلاء الموظفين والموظفات فهي لم تتركهم كالأيتام على موائد اللئام ولا كأفراخ الحطيئة بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر، ابدا بل عرضت عليهم العمل مستخدمين وبالقطعة وهذا قمة الإحساس بالمسؤولية نحو المجتمع وابناء الوطن..!!على اية حال، المواطن فعلا لا يستوعب ان الوزارة ـ ادامها الباري ـ اعطت فرصة للتجريّب فى الخدمة الطبية ما يقارب عشر سنوات عندما انشأت تلك المراكز لإنقاذ المرضى من الموت الجراحي او السريري او المواعيدي ، وثبث لها بعد عقد من الزمان- وهذه هي الطامة الكبرى - ان الخدمة الطبيّة فى البلد متدهورة وعليها ان تسرع بإغلاق مراكز الأعمال ، إن هي ارادت ان تتدارك الوضع الصحي فى البلد..!! حقيقة انا والله أحسد جهاز وزارة الصحة على صدره الواسع جدا وطاقاته الاحتمالية العالية لرؤية الطب ينتكس فى البلد على مدى عشرة اعوام وهو لا يتفرّج كما يعتقد البعض، وإنما تقيّيس وتمعيّر وبحسابات غاية فى الدقة للخدمة الطبية والمهنة وممارسيها حرسهم الله من كل شر..!! معاشر الأحبة حنانيكم على مسؤولي هذه الوزارة العتيدة التي والله لوكانت لديها بدائل اقل دمويّة من هذا الصرف البشري لما تردّدت فى الأخذ بها.. يعني لو كانت لدى الوزارة بدائل كالتعاقد مثلا من خارج الحدود لفعلت ، ولو ان تحسيّن الخدمة كان ممكنا مثلا من خلال ترشيّد تنصيّب الأطباء كمديري عموم ومديري شؤون صحية ومديري مستشفيات بطول البلاد وعرضها لفعلت والله ولما ترددت فى ذلك .. ولو كانت الحلول فى الضبط والربط والمتابعة والتفتيّش وفقا لمعايير مهنيّة عالمية ووفقا للثواب والعقاب، او يساوركم الشك فى انها لن تأخذ بها !! ابدا يا إخوة ، انا اؤيد هذه الوزارة فى خطواتها الجريئة لتصحيّح مسار العمل الطبي فى البلد ونحن على اعتاب الألفية المقبلة، فلابد مما لابد منه ، والصبر ثم الصبر أحبتي على البلاء . فالوزارة أبخص بمستقبلنا التطبيّبي والدوائي . فالأمل ثم الأمل ثم الأمل، وإن شاء الله كلكم مخدوم فى القريب.
http://www.alyaum.com/issue/article....4&I=571946&G=2