إهانة المسلمين تصل إلى ملاعب أوروبا
إسلاميون يتظاهرون في كويتا الباكستانية أمس ضد الرسوم المسيئة
باريس، كوبنهاجن، لاهاي: مارسيل عقل، عصام واحدي، فكرية أحمد
تتزايد في أوروبا الحملات المعادية للإسلام والعرب. فبعد الدنمارك التي تستعد لإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهولندا التي ستذيع فيلم الفتنة المسيء للقرآن الكرم، تتصاعد في فرنسا الممارسات العنصرية ضد العرب والأفارقة، وتتخطى الشتائم الموجهة إليهم الشوارع والساحات إلى ملاعب كرة القدم، ومنها "عربي وسخ"، "أسود وسخ"، "قرد" وغيرها، كما وصف أحد الحضور كابتن فريق ميثز المغربي الأصل عبدالسلام ودي وقد أثارت هذه الشتائم منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي بادرت إلى مؤازرة عبدالسلام الذي تلقى الشتائم من أحد حضور مباراة فريقه في المدينة التي يحمل اسمها والملفت أن الشرطة التي اعتقلت المشجع، وجهت إنذاراً إلى عبدالسلام بسبب ما أسمته "سلوكه غير الرياضي" لأنه حاول تسوية الأمور مع شاتمه.
دعت منظمة "هولندا تعترف بالألوان" أمس إلى المشاركة الكثيفة في التظاهرة التي دعت إليها المسلمين والهولنديين المناهضين للعنصرية والكراهية والمساندين لحقوق الإنسان، في العاصمة أمستردام السبت المقبل، وتهدف التظاهرة إلى التنديد بفيلم الفتنه المهين للقرآن، والأفكار العنصرية لهذا الفيلم والتشديد على التعايش السلمي بين الثقافات المتعددة.
وتلقى عضو منظمة "الصوت اليهودي الآخر" ومقدم البرامج التلفزيونية بهولندا هاري دي فينتر تهديدات بالقتل، عبر رسائل بالبريد الإلكتروني من مصادر مجهولة، لمساندته المسلمين في الدفاع عن الإسلام.
وقال دي فينتر، إن هذه التهديدات وصفته بأنه "يهودي قذر، وضع أيدي المسلمين على رأسه بدلا من طاقية اليهود".
وأضاف دي فينتر معقبا " هذا البلد مجنون، عندما كنت لا أهاجم أحدا وصفوني بالأبله الغبي، وعندما هاجمت من يهاجم دينا سماويا تلقيت تهديدا بالقتل".
وفى ذات السياق، تسربت معلومات حول فيلم الفتنة، لأشخاص أكدوا مشاهدتهم لمقاطع منه، أفادت معلومات أن الفيلم يعرض في بدايته صورة من الكتاب الكريم يلي ذلك صورة لحروب وأعمال عنف نشبت في بلدان إسلامية وعربية، بزعم أن "هؤلاء هم المسلمون الذين ينفذون تعاليم القرآن الداعية إلى العنف والإرهاب والقتل . ثم يتعرض الفيلم لآيات من القرآن حول محاربة أعداء الله، وإعداد القوة الإسلامية لمواجهتهم، بجانب التعرض لآيات حول القصاص. وأعلنت كبريات محطات التلفزة الهولندية أمس رفضها التام لمطلب منتج الفيلم جريت فيلدرز لعرض فيلمه، الأمر الذي دفعه للتأكيد على عرض الفيلم بموقع للانترنت سيحمل ذات اسم الفيلم وذلك قبل بداية أبريل المقبل.
وقال فيلدرز، إن مشكلته "هي مع الإسلام نفسه وليس مع المسلمين"، وإنه يطالب بإغلاق أبواب هولندا أمام جميع المسلمين القادمين من دول إسلامية، وإنه يريد تطويق انتشار الإسلام بهولندا من خلال الفيلم.
من جهة ثانية شكر فيلدرز في مقابلة للقناة الأولى في التلفزيون الدنماركي (دي آر) رئيس وزراء الدنمارك أندرياس فوغ راسموسن . وقال باعتبار أنه "رجل شجاع وليس كرئيس وزراء هولندا الجبان الذي تخلى عني، وكان عليه أن يدعمني كما فعل رئيس الوزراء الدنماركي ودعم الرسام الكاريكاتيري كورت ويسترجورد وصحيفة يولاند بوسطن في التعبير عن رأيهم".
وأضاف" طبعاً ليس كل المسلمين إرهابيين ولكنهم يأتون بعاداتهم وأفكارهم إلى بلادنا ويضعونها فوق الديموقراطية ولا يوجد عوامل مشتركة بينهما ويجب علينا أن نصحى من النوم فالوقت لصالحنا وليس متأخراً".
ولأول مرة بعد أزمة الرسوم الثانية يعلن رئيس الوزراء الدنماركي في مؤتمره الصحفي عن احترام حكومته للدين الإسلامي وكل العقائد الأخرى ومشاعر المؤمنين. وأضاف "إنني أجد حرية جريت فيلدرز في التعبير عن رأيه استهزاء وإهانة قبيحة للمسلمين ولا أريد من أي مجموعة في المجتمع الدنماركي أن تتكلم عن هذا الموضوع وتفتح حوارات عامة تنتهك فيها مشاعر المؤمنين".
وانتقد بشدة النقطة التي يناقشها فليدرز في فيلمه ومحاولته جر حكومته والاتحاد الأوروبي لأزمة كبيرة . وقال "نحن نحترم حرية الرأي والتعبير ولكنني أركز على أننا لا نشاركه رأيه في الفيلم".
وتناول حزب الشعب الدنماركي هذا الجانب من حديث راسموسن ورده العنيف على فليدرز، وقال الناطق باسم الحزب سورن أسبرسن " يجب أن ندافع عن مبادئنا وحريتنا وعلى حكومتنا مساندة هولندا في محنتها وأجد تصريح رئيس وزرائنا مخجلا ومهينا في حق فيلدرز.
وفي السياق ذاته انتقد حزب الشعب وزعيم حزب الحلفاء الجدد ناصر خضر، أجهزة الأمن التي طلبت تعاون الأئمة المسلمين في الحفاظ على أمن الدنمارك، واعتبر أن ذلك يعطي للأئمة قوة فوق قوتهم ويمنحهم رخصة حكومية بأنهم المسؤولون عن المسلمين وليس الحكومة وبذلك يعزل الديموقراطيون المسلمون وغيرهم من الجمعيات عن المشاركة في الحياة العامة، وطالبوا أجهزة الأمن بالتخلي عن الأئمة وبقائهم في مساجدهم ومراقبة المسلمين بدل التعاون معهم لأنهم لا يثقون فيهم.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2729&id=46792