تنطلق فعالياتها اليوم أزمة الرسوم وتعديل الميثاق على جدول قمة داكار
سنغالية بالقرب من لافتة ترحيبية عليها صورة الرئيس السنغالي محاطة بأعلام الدول المشاركة في القمة الإسلامية نصبت خارج مطار دكار
داكار: الوطن، الوكالات
تتصدر القمة الإسلامية اليوم في داكار عاصمة السنغال أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وكراهية الإسلام في عدد من البلدان الأوروبية. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي كمال الدين إحسان أوغلي "نحن نحترم حرية التعبير ولكن أن تستغل هذه الحرية لازدراء الأديان والإصرار على الإهانة، فهذا أمر غير مفهوم، وتصرف غير سوي وتطرف فكري ويجب علينا في العالمين الغربي والإسلامي ألا نقع ضحايا المتطرفين من الجانبين".
وفضلا عن هذا البند، فإن الميثاق الجديد للمنظمة سيكون أيضا على جدول أعمال القمة.
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديان إنه حصل مقترح تاريخي بشأنه، وإن النقاط التي لاتزال عالقة تتمحور حول مسألة العضوية ومعايير الانضمام إلى المنظمة والموقف من مبدأ تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وأيضا تحديث عمل المنظمة باتجاه اعتماد نظام الأغلبية في التصويت على القرارات بدلا من الإجماع.
تنطلق اليوم في العاصمة السنغالية داكار أعمال مؤتمر القمة الإسلامية الحادية عشرة. ويتوالى وصول قادة الدول الأعضاء في المنظمة للمشاركة في القمة التي تعقد اليوم وغدا.
ووقع الرئيسان التشادي إدريس ديبي والسوداني عمر البشير مساء أمس في داكار وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتفاق سلام جديدا قالت السنغال إنه سيشكل "حلا نهائيا" لخلافاتهما.
ويأتي توقيع هذا الاتفاق بعد محاولة لإطاحة نظام الرئيس ديبي مطلع فبراير من قبل متمردين قدموا من قواعد خلفية في السودان الذي تتهمه نجامينا بمواصلة مد المتمردين بالأسلحة والتعزيزات.
إلى ذلك واصل وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي اجتماعهم في داكار مساء أمس النظر في باقي النقاط العالقة في مشروع ميثاق المنظمة الجديد وأيضا مشروع البيان الختامي للقمة لعرضهما على القادة مع باقي مشاريع القرارات والتوصيات.
وأعلن وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديان غاديو مساء أول من أمس إحراز تقدم "تاريخي" بشأن تعديل ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي مشيرا إلى وجود فرصة كبيرة لاعتماد الميثاق الجديد للمنظمة في القمة.
وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي قبيل الجلسة الختامية لاجتماع وزراء الخارجية التمهيدي للقمة الإسلامية أنه "حصل تقدم تاريخي بشأن الميثاق".
وأضاف أنه "تقدم ممتاز وخرجنا من القاعة متفائلين بكوننا أنجزنا عملا تاريخيا يتمثل في أنه بعد 36 عاما من العمل بموجب الميثاق القديم نجحنا تقريبا في إنجاز توافق عام حول الميثاق الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي". وأكد أن هناك "إمكانية تبلغ نسبتها 99.99% لتبني الميثاق في قمة دكار".
وحول النقاط التي لا تزال عالقة، أشار الوزير إلى مسألة العضوية ومعايير الانضمام إلى المنظمة والموقف من مبدأ تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وأيضا تحديث عمل المنظمة باتجاه اعتماد نظام الأغلبية في التصويت على القرارات بدلا من الإجماع.
ويدور الخلاف أساسا بحسب نسخة مشروع ميثاق المنظمة في موضوع العضوية أساسا في معايير قبول أعضاء جدد حول هل يشمل ذلك "أية دولة عضو في الأمم المتحدة ذات أغلبية مسلمة" أم "أية دولة ذات أغلبية مسلمة" (مثل دولة شمال قبرص التركية) وهل يتم قبول العضوية بأغلبية ثلثي الأعضاء أم بالإجماع.
من جانبها، تلح باكستان على ضرورة ألا يكون للدولة التي تقبل في المنظمة "خلاف" مع دولة عضو فيها في إشارة إلى خلافها مع الهند.
وترغب إيران واليمن في إضافات بشأن تهديد أي دولة عضو في المنظمة.
وحول بند دعم حق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير، يصر المغرب على إضافة "دون المس بسيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها" في حين تريد الجزائر إضافة "في إطار الحدود المعترف بها دوليا"، وذلك على خلفية قضية الصحراء الغربية.
من جانبه، أشار أوغلي إلى أن الاجتماع تطرق أيضا إلى موضوع كراهية الإسلام (الاسلاموفوبيا) موضحا أنه خلال الأزمة الأولى للرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم "كانت هناك وعود (من الدول الأوروبية) من أجل إيقاف هذه الحملة غير المفهومة لكن للأسف الشديد لم يتم الالتزام بذلك".
وأضاف "نحن نحترم حرية التعبير ولكن أن تستغل هذه الحرية لازدراء الأديان والإصرار على الإهانة، أمر غير مفهوم. هذا تصرف غير سوي وتطرف فكري ويجب علينا في العالمين الغربي والإسلامي ألا نقع ضحايا المتطرفين في الجانبين".
وتابع "أن الرأي العام في العالم الإسلامي لا يفهم موقف بعض الدول وبعض المثقفين في الإصرار على اعتبار إهانة الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم معيارا لحرية التعبير والصحافة" غير أنه أشار إلى أن "تضارب مواقف الدول الأوروبية بهذا الصدد يدل على إمكانية تحسن الوضع إذ هناك دول ترفض الإهانة وهناك دول أخرى تصر على أن ذلك يأتي في باب الحرية".
وأضاف أن مرصد كراهية الإسلام التابع للمنظمة قدم لأول مرة تقريرا بهذا الشأن سيعرض على القمة.
وحول مسألة الديون، أكد الوزير السنغالي أن القمة تتجه إلى اعتماد تخفيف الديون عن الدول الفقيرة داخل المنظمة وليس إلغاءها.
وحول صندوق مكافحة الفقر الذي أطلق في مايو 2007 برأسمال مؤمل بقيمة 10 مليارات دولار، أشار الأمين العام إلى أن المبالغ التي وفرت له لحد الآن تزيد عن 5.2 مليارات دولار وأنه يجري العمل مع البنك الإسلامي للتنمية لرفعه إلى المستوى المؤمل كما يجري النقاش بين أعضاء المنظمة بشأن هل يتم الصرف على برامجه (مكافحة الفقر والأمراض ونشر التعليم) من رأسماله أم من فوائد رأس المال. وأشار إلى برنامج تنموي خاص بأفريقيا سيعرض على القمة الإسلامية.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2722&id=45935