الصناعيون يخافون اتساع رقعة المقاطعةرسام دانماركي يخشى الاستغلال السياسي لأعماله المسيئةكورت فسترغوورد يقول إنه تعرض لتهديدات بسبب رسوماته المسيئة (الأوروبية-أرشيف)
ناصر السهلي-كوبنهاغن
بعد الضجة التي أثارتها رسوماته المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام والعزلة التي وجد نفسه فيها، عبر رسام الكاريكاتير الدانماركي كورت فسترغوورد عن تخوفه مما سماه "سوء استخدام" رسوماته.
وقال فسترغوورد في تصريحات للتلفزيون الدانماركي إنه سيحاول عبر المحكمة منع "سوء استخدام رسوماتي في مظاهرة يوم السبت" التي تعتزم جمعية "أوقفوا الأسلمة" تنظيمها.
وعبر الرسام الدانماركي عن تخوفاته من العواقب التي تحملها الإشارات السياسية لاستخدام رسوماته المسيئة أصلا، "في حملة منظمة" من قبل تلك الجمعية وأحزاب اليمين المتطرف.
وتأتي خطوة "أوقفوا الأسلمة" في وقت اتخذت فيه أزمة الرسوم بعدا داخليا اعتبره إعلاميون دانماركيون انتهازية سياسية وإعلامية وسوء استخدام لحرية التعبير.
لكن جمعية الصحفيين الدانماركيين في أول تحرك لها من هذا النوع، طالبت بعدم استخدام تلك الرسومات المسيئة في مظاهرتها ضد المسلمين السبت القادم.
ولم تُجد نفعا تلك المطالبة ولا تحذير الرسام المعني بالأمر في ظل إصرار جمعية "أوقفوا الأسلمة" على تكبير الصور واستخدامها في ملصقاتها.
ويتخوف بعض الصحفيين والناشطين السياسيين من أن تتحول مظاهرة السبت المقبل إلى حالة من الاستفزاز، خصوصا أنه في ذات اليوم تشهد العديد من المدن الدانماركية الكبرى مظاهرات في ذكرى الغزو الاميركي للعراق والتي تنظمها أحزاب ومجموعات يسارية مناهضة للحرب.
صناعيو الدانمارك يخافون اتساع رقعة مقاطعة بضائعهم (الجزيرة نت-أرشيف)
نطاق المقاطعة
ويبدو أن رجال المال والأعمال يتعاملون بواقعية مع أزمة الرسوم، حيث يرى رئيس مجلس إدارة مجموعة "غروندفوس" الصناعية الدانماركية نيلس دو يانسن أن
"السياسيين يقدرون عمق الأزمة التي خلقتها هذه الرسومات".
وما يقصده بعمق الأزمة هو ما عبر عنه للجزيرة نت بعض الصناعيين المرتبطين بمجموعة آرلا للمواد الغذائية، حين وصفوا الأمر هذه المرة بأنه "أخطر من المرة السابقة لأن الأمر لا يبدو عفويا هذه المرة، وصورة الدانمارك تشوهت عند زبائننا في العالمين العربي والإسلامي".
وانتقد يانسن في مقالة بصحيفة "البورصة" سلوك السياسيين والصحافة الدانماركية قائلا إنها "لا تعتاش من بيع بضائعها في أنحاء العالم كما نفعل نحن.. إنه إذا كانت حرية التعبير تعني الاستهزاء بـ1.5 مليار إنسان حول العالم فعليهم أن يعلموا ما هي أزمتنا".
وليست هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها القطاع الصناعي في مسألة الرسوم المسيئة. وكان الصناعيون قد تدخلوا في الأزمة الأولى عام 2006 عقب المقاطعة الكبيرة للسلع الدانماركية.