أمي مديرون معقولة!!
د. عبدالله الطويرقي
تصوّروا ذكرت صحيفة الحياة الأسبوع الفارط، نقلا عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات الوطنية، ان مايقارب الـ 1300مدير ومدير عام آُمّي في مؤسساتنا العامة!!لا وازيدكم من الشعر ابياتا يضاف على هؤلاء الأميّين مايقارب الـ 300غير سعوديين يعملون مديرين ومديرين عموم لاحول ولا قوة إلا بالله..شيء فعلا مفزع فى العام1429 والشباب فى وزارة التربية والتعليم يؤكدون لنا انحسار الأميّة فى البلد وانها دون الـ10% تقريبا..طبعا معظمكم يتساءل مثلي كيف يحدث هذا واين وما طبيعة عمل هؤلاء ولماذا كل هذا الرقم وفى مواقع قيادية؟؟!!والله يا إخوة انا مثلكم لااعرف كيف اجيب عن هذه التسأولات..طبعا الجماعة لم يكونوا شفّافين كفاية ولم يفصحوا لنا عن الجهات والاختصاصات والمهارات الخرافية لهؤلاء المديرين وبواعث بقائهم ليس فى الوظيفة ولكن فى الأدوار القيادية لهم ..طبعا ربما هناك اسباب لذلك ومن المؤكد اننا نجهل الكثير عن هؤلاء الأميّين فى البلد،ومن يدري يمكن نحمد الله ان الإخوة لم يعطونا مزيدا من التفاصيل عن احوال هؤلاء المديرين ومديري العموم رأفة بأجهزتنا العصبية التي لم تعد تحتمل الكثير فى زمن الغلاء وطوابير البطالة!!..بيني وبينكم ربما ،انا اقول ربما الشباب فى الإحصاءات العامة ما يقصدون الأميّة الألفبائية وإنما الأميّة الإلكترونية (الحواسيب)،وهذا يخفّف من حجم الفاجعة،وإن كنت اشك فى ذلك..لكن دعوني اخذ المسألة فى اتجاه الأميّة الألفبائية لأنه بدري علينا مسألة المعلوماتية هذه،واتسائل فعلا بكل براءة عن كيف هو ممكن لشخص يا لله يفك الحرف او يخارج عمره بالعافية فى القراءة والكتابة ان يتولّى منصب مدير او حتى مديرعام فى الوقت الذي تعج فيه مؤسسات القطاعين الحكومي والتجاري بمئات الجامعيين من الجنسين وفى معظم الاختصاصات العلمية والإدارية تقريبا.؟! اكيد مانقدر نفهم ايش إللي صاير طالما لانعرف بالضبط مين مشغّل الشباب وفى اية مجال او قطاع،كما واننا لانعرف عن هؤلاء الأمييّن أي شيء فيما يتعلّق بمهاراتهم التي يبدو انها نادرة وغير قابلة للتعويّض؟!!بس كل إللي فى ذهني يقول ان مناخنا الإداري الرتيب والذي لايعترف بالتجديد او التغيير فى المواقع القيادية ،والمحسوبيات فى التوظيف والتعيين والترقيات وغياب الضوابط للمناصب الإدارية العليا فى قطاعاتنا سبب ونتيجة طبيعية لوجود هذا الكم من القياديين الأمييّن..بل إن غياب المحاسبة والرقابة على الإنتاجية للبني آدم وللقطاعات نفسها مقارنة بما يعتمد لها من اموال عامة اسهم بشكل اوبأخر فى وجود هؤلاء القياديين المزمنين والذين حتما ماسيحرصون على إجهاض الدماء الجديدة والمؤهلة من اخذ مواقع قيادية،بل لاابالغ إذا قلت انه يتم تجيّيرهذه العناصر الشابة لصالح نمو وبقاء هؤلاء المحظوظين..تدرون عاد إن فى اميّة اخطر من الأميّة الألفبائية،الا وهي الأميّة المقنّعة-اميّة الشهادات –والتي تعد فى نظري نسبتها عالية فى مجتمعنا وتكاد تخفي ابشع انواع العته والجهل والتخلّف..وهؤلاء صدقوني هم العقبة الكؤود فى نمونا المجتمعي والمؤسسي..والله يستر.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12682&P=4