الرياض" حاورتها وقدمت لها العزاء

**لاتدف** · 04-03-2008, 09:27 AM

الأم المكلومة في طفلها تؤكد مقاضاتها للمتسبب في نحر ابنها

جدة - منى الحيدري:
كانت تجر خطاها ببطء وألم.. وتحمل هموم الدنيا.. وتستجر آهات وزفرات بين الكلمة والأخرى بصوت لا يكاد يسمع.. تلكم هي الأم المكلومة التي فجعت بأبشع جريمة يمكن أن تتعرض لها أم عندما يغادر طفلها (سنة وثلاثة أشهر) حضنها.. وبعد عشر دقائق تقف على جثته بعد أن ذبح بسكين من الوريد إلى الوريد كما تذبح الشاة.. وبيد شقيقها وخال الطفل أمام الناس في مركز تسوق اعتادت الأسرة على أن تقضي منه حوائج الطفل الذبيح. "الرياض" منذ وقوع الحادثة صباح أول أمس الأول وحتى صباح أمس بحثت عن أم الطفل المذبوح.. وشقيقة القاتل.. لتقف على وضعها وحالتها الصحية بعد أن نقلت للمستشفى عقب وقوفها على جثة ابنها الغارق في دمائه.. وعلى الرغم من حالتها النفسية المنهارة بعد مرور أربع وعشرين ساعة على فاجعتها إلا أنها تجاوبت مع "الرياض" وهي في طريقها من شقة أسرتها إلى السيارة برفقة والدها وجد الطفل.
@@ سألناها في البداية بعد أن قدمنا لها واجب العزاء عن صحتها فقالت بعد زفرة عميقة وبصوت متهدج: الحمد لله على ما أصابنا.. من في هذه الدنيا بمثل مصيبتي.. لقد فقدت ابني مذبوحاً بيد أخي.. لقد فقدت الاثنين في لحظة واحدة.. حسبي الله على من كان السبب.. (ورددتها ثلاث مرات).
@@ سألتها: كيف تطورت الأمور إلى تلك المرحلة؟
@ قالت: ارجوكم اتركوني.. أنا مظلومة.. ومصيبتي كبيرة.. لم أكن أتصور أن تصل الأمور لحد أن يقتل أخي ابني وبتلك الصورة.. لقد كان حبيبه ورفيقه وكان موعد تجمعهم اليومي في نفس المركز كل صباح يلاعبه هناك ويشتري له الحلوى ويعرفه كل الجيران ويشاهدونه كل يوم.. لن انسى طول عمري منظر ابني بتلك الصورة (ودخلت الأم في حالة بكاء وحزن شديد).. واستأنفت بعدها الحديث (سأقاضي من كان السبب ولن اتركه).
@@ هل تقصدين زوجك والد الطفل؟
لم تحدد الاسم ولكنها قالت: علاقتي به في حكم المنتهية منذ زمن وتحديداً منذ السنة الأولى للزواج لشدة المشاكل التي كانت بيننا.
@@ وبماذا تفكرين الآن؟
@ أكثر ما يهمني الآن استلام جثة ابني ودفنه.
@@ وهل ستقيمون عزاءً في منزلكم؟
@ لن نقيم عزاءً ابداً..و أسأل الله أن يحفظ لي أبي واخوتي. وبرفقة الأم المكلومة كان والدها وجد الطفل يقود السيارة إلى منزل آخر فضلت الأسرة أن تبتعد فيه عن أجواء المنزل الذي كانت تقيم فيه مع الطفل وخاله.. حاولنا سؤاله إلا أنه اعتذر تماماً عن الحديث وغادر المنزل بعد أن اخذوا منه بعض المستلزمات.
http://www.alriyadh.com/2008/03/04/article322900.html