افضحوهم...
د. هاشم عبده هاشم
@@ بصرف النظر عن القضايا التي رصدتها وحققت فيها (هيئة الرقابة والتحقيق) خلال العام المنصرم والبالغة (6821) قضية (رشوة.. وتزوير.. واختلاس.. وإساءة معاملة واستغلال نفوذ.. وتزييف نقود...)
@@ وبصرف النظر عن دلالة هذه القضايا على تفشي بعض مظاهر الفساد الإداري في سلك الوظيفة العامة..
@@ فإن الأهم من كل ذلك هو:
@@ معرفة نوع العقوبات التي طالت من ثبتت عليهم هذه الجريمة أو تلك..
@@ وكذلك معرفة مستويات الوظيفة العامة ودرجتها التي كان عليها هؤلاء المرتشون.. والمزورون.. والمختلسون .. والمزيفون.. والمستغلون للنفوذ ..
@@ بالإضافة إلى حاجتنا (كمواطنين) لمعرفة هؤلاء لما لهم من صلة يومية بحياتنا ومستقبل وطننا.. وبدرجة الأمان على مستقبل أجيالنا..
@@ إن القول بأن الستر مطلوب..
@@ وأن الهدف تحقق بمجرد (فصل) هؤلاء من وظائفهم.. وإنزال أشد العقوبات بحقهم وحرمانهم من استمرار مخالفاتهم.. بل أقول جرائمهم..
@@ هذا القول يعطل هدفاً أسمى..
@@ ألا وهو حصول (الردع) الكافي..
@@ وهذا لا يتحقق إلا إذا (شُهر) بهؤلاء..
@@ إلا إذا سمع الناس ورأوا وتابعوا أدق تفاصيل عبثهم بالحق العام.. وتجرؤهم على الأمانة والمسؤولية التي وضعت في أعناقهم فخانوها..
@@ ذلك أن (التشهير) يحصن أجهزتنا..
@@ كما أنه يحول دون استشراء الظواهر.. والحالات السلبية..
@@ ويجعل كل فرد من هؤلاء (اللصوص) و(المتلاعبين) في حالة (رعب) دائم ليس من الله سبحانه وتعالى فحسب، وإنما من الدولة.. ومن المجتمع أيضاً.. بعد أن قتل في أنفسهم (الخوف) و(الحياء) وذهب ماء الوجه..
@@ إن النشر لهذه التفاصيل وإلقاء الأضواء عليها..
@@ ووضع المجتمع كله في الصورة مما يحدث..
@@ سوف يؤدي إلى حماية المال العام.. وتنظيف الأجهزة الحكومية وغير الحكومية من هذه الجرائم أو تلك..
@@ كما أنه سوف يجعل كل ذي نفس مريضة يفكر ألف مرة ومرة.. قبل أن يقدم على (مغامرته) .. ويعرض نفسه للمساءلة والعقاب.. أو الطرد ..
@@ وإلا فإن التستر على هؤلاء والاكتفاء بمعاقبتهم دون التشهير بهم على الملأ سوف يحول دون قطع شرايين الفساد.. وتجفيف عروقه..
@@ وسوف نسمع يوماً بعد آخر .. وعاماً بعد عام أن عدد الحالات (المقبوض) عليها قد تجاوز الآلاف بكثير..
@@ لماذا؟!
@@ لأن المجرم ظل بمنأى عن (الفضح) و(التشهير) .. و(التعريض) مما ساعد على انتشار (الوباء) وتفشيه.
@@@ضمير مستتر: (@@ من أمن العقوبة .. أساء استغلال السلطة)
http://www.alriyadh.com/2008/02/27/article321391.html