أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-2008, 11:43 PM   #1
نواة مجتمع فعال
مقاطع

 
رقـم العضويــة: 5032
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشـــاركـات: 88

افتراضي سنابل خضر وأخر يابسات

نرى في الآونة الأخيرة الأصوات المتعالية بالنقد من كل جانب , كل واحد ينتقد ويرى نفسه على صواب وغيره على خطأ, لا أحد ينتقد نفسه لا أحد ينظر لأخطاء نفسه وللأسف هذا مادرج عليه مجتمعنا عدم الإعتراف بالخطأوالتسرع في الحكم على الأمور . الوزراء كلهم مخطؤون لا أحد منهم يحمل ذرة من الوطنية وجميعهم غير أكفاء , التجار كلهم متلاعبون , غشاشون لايحملون ذرة من الشفقة على المواطن , الدولة مقصرة فالأموال تنهال عليها ولاترمي للمواطن سوى الفتات وتقارن بغيرها من الدول ....الخ من الاتهامات والعناوين التي تشعر من يقرأها اننا نعيش مجاعة لم تمر على بلد من البلدان ويهيأ للإنسان أنه يعيش في ظلم ودكتاتورية .
كثير منا لم ينظر للموضوع من زاوية اخرى ويعالج الأمور بروية اكثر ..
لو حللنا الوضع بداية من موقف الدولة وخصوصا من ناحية الزيادات في الرواتب وغيرها من المميزات التي تمنح للمواطن لا يجب ان نقارن دولة بمثل حجم المملكة العربية السعودية وبعدد سكاتها بدولة من دول الخليج المجاورة فالفرق شاسع فلو نظرنا لدولة مثل الامارات مثلا وهي الأكبر مساحة تقريبا بعد سلطنة عمان لوجدنا عدد المواطنين فيها لايتجاوزون المليون نسمة بأي حال من الأحوال ومساحتها لا تتجاوز مساحة منطقة متوسطة الحجم من مناطق المملكة ودخل الدولة بالنسبة لعدد السكان كبير فمن غير المعقول الا تدعم الدولة السكان في مثل هكذا احوال واحوال المملكة كانت مشابهة لذلك في عهد الملك خالد رحمه الله ففعل مافعل مع المواطنين واعطى ما أعطى والجميع يذكر ذلك وقس على هذا دول الخليج الأخرى المقاربة في الوضع بالنسبة للمساحة وعدد السكان بعكس المملكة التي يبلغ عدد مواطنيها حاليا تقريبا 19 مليون نسمة ومساحتها شاسعة اشبه بقارة ومتطلبات التنمية فيها مختلفة تماما عن تلك في غيرها من الدول من ناحية الصرف على الطرق والمشاريع التعليمية وكثرة المدن والقرى ناهيك عن الظروف التي مرت بها خلال فترة حرب الخليج مما جعلها تفقد جميع احتياطياتها النقدية وهذا أوقف خطط التنمية وشلها ثم أعقب ذلك انهيار اسعار النفط فأصبحت الدولة "على الحديدة" وميزانياتها في تلك الفترة ميزانيات رواتب خالية من أية مشاريع تنموية ولا أحد ينسى تلك السنين العجاف التي مرت بنا حتى اننا نمشي في الشوارع لانرى مشاريع جديده لم تعد هناك زيارات من وفود أجنبية ولا مشاريع اقتصادية حتى سيارات المواطنين بان عليها الوضع التعبان فلاسيارات جديدة في الشوارع وانكمشت اغلب المشاريع القائمة بسبب ضعف القوة الشرائية وظهرت ظاهرة محلات ابو ريالين ....الخ وضللنا على ذلك الوضع فترة , حتى شاء الله وقدر ان تتبدل الأحوال وترتفع اسعار النفط والحمد لله تغيرت الأحوال فزيدت الرواتب وانتعش سوق الأسهم بعدما كان شبه مجهول لكم كبير من المواطنين وعادت عجلة التنمية للدوران بعد توقف وانتعش الاقتصاد رأينا اطلاق مشاريع المدن الاقتصادية ,الجامعات الجديدة اضافة الى المعاهد في جميع مناطق المملكة , ابتعاث الطلاب للدراسة في الخارج الذي كان شبه متوقف انشاء المستشفيات استكمال مشاريع الطرق والبنى التحتية التي كان مخطط لها في الخطط الخمسية السابقة ولكن اوضاع البلاد المادية لم تسمح بذلك كل هذه الايجابيات تتبعها ضريبة والضريبة هي التضخم فكلما زاد الانفاق الحكومي زاد التضخم والتضخم يطال كل شيء بلا استثناء .,مالمراد من هذا الحديث ؟؟ اريد ان اوضح ان المسألة طبيعية وجود هذه التقلبات الاقتصادية المتسارعة انا لا اقصد الدفاع عن الجشع الحاصل من البعض والتسيب الحاصل من بعض الجهات لكن بشكل عام , لازم نكون كشعب أكثر وعي لا نطلب من الدولة أمور فوق طاقتها ونقارنها بدول اصغر حجما وأقل سكانا و أقل مسؤوليات حتى وان كان بمقدورالدولة فعلها في الوقت الحالي مع ارتفاع اسعار النفط فإنها مستقبلا لن تكون قادرة على الإيفاء بها في حال تراجع اسعار النفط فمثلا الهبات وزيادات الرواتب هذي في الحقيقية لا فائدة منها فهي تذهب في الاستهلاك ونحن شعب مستهلك بالدرجة الأولى فتوجيه الأموال لمشاريع تنموية وتعليمية هو بالتاكيد أكثر نفعا , لابد ان نصلح ايضا من كثير من المفاهيم في حياتنا فالاستهلاك اللاواعي الذي اعتدنا عليه وصرف الأموال بلا حساب امر يجب تغييره يجب ان تكون لدينا ثقافة استهلاكية .
واذا انتقلنا الى التوظيف فقد درجنا على الوظائف الحكومية التي يبذل فيها جهد قليل لقاء مقابل مادي كثير وماذا جنينا؟ وزارات مكتظة بالموظفين الذين لايجيد اغلبهم سوى قراءة الجرائد وتصريف المراجعين.. هل بهذا الفكر والأسلوب سننهض او تكون لنا قائمة؟؟
اما البطالة وما ادراك مالبطالة فسنجد ان اغلب العاطلين ممن لايحمل الشهادة الجامعية وبعضهم لم يكمل التعليم المتوسط او الثانوي وهذا راجع لإهمال شخصي وأسري فكيف نطالب برواتب للعاطلين عن العمل وكأننا نكافيء المقصر هذا ليس بمنطق وليس بمنطق ايضا اقتراح وزير العمل بأن تكون وظائفهم مقتصرة على بيع الخضار والسيكيورتى أو"خدم وعمال نظافة">> (لا وفق الله من فكر بذلك فهل انتهت الأعمال والوظائف ولم يبق الا هذه الأعمال) بل يجب ان نطالب بزيادة المعاهد المهنية للجنسين التي تكون تابعة لشركات قائمة او مزمع انشاؤها = لضمان التوظيف ويقدم للطلاب مكافئات ايضا اسوة بالجامعات والكليات لتسيير امورهم حتى يتخرجون .
نهاية ما أردت ان اصل اليه هو أن تكون لدينا تلك النظرة الشمولية للوضع وان تكون لدينا ارادة التغيير والا نشغل انفسنا بعمل مقارنات غير متكافئة لاتقدم ولاتؤخر بل تظهرنا وتظهر حكومتنا بمظهر غير لائق والواقع اننا مازلنا بخير ونعمة "وفي رجا خير" ولونظرنا لما نحن فيه من النعم لوجدناها لاتعد ولاتحصى ونحن لدينا من المميزات مايغبطنا عليه القاصي والداني الا ترون اننا لاهين عن الشكر وقد قال تعالى "ولئن شكرتم لأزيدنكم" الم نفكر في ان مانحن فيه هو من التذمر وعدم شكر النعم . يجب علينا ان نراجع حساباتنا ونظرتنا للأمورحتى في اساليب تربيتنا فنربي الأبناء على الجد والمثابرة في تحصيل العلم واحترام المال وننهض بأنفسنا وبفكرنا وان واجهتنا بعض الصعاب نستعين عليها بالصبر والإحتساب والدعاء حيث أن الحال لابد ان يتغير بعد عدد من السنوات عندما تكتمل بعض المشروعات وتستقر الأمور وإن غدا لناظره قريب .

التعديل الأخير تم بواسطة نواة مجتمع فعال ; 25-02-2008 الساعة 03:30 PM
نواة مجتمع فعال غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 PM.