أحياناً... في الرز والطحين
عبدالعزيز السويد الحياة - 17/02/08//
ما العامل المشترك بين الرز والطحين؟ سد البطون! لا... بل هو الاستغراب. ومن نعم الله تعالى علينا أن وزارة التجارة انضمت إلى المستهلكين حينما استغربت تصرفات تجار الرز بعد الدعم، حيث تركوا استغرابها جانباً وانطلقوا لتحديد موعد مع وزير المال، فالمال هو السيد المطاع، الحقيقة ان الخفض يختلف عن الرفع. في الخفض تراجع وهم تعودوا على الانطلاق إلى القمم، فهل المخزون الكبير في المستودعات احد الأسباب؟
في بداية أزمة الرز قال احد الموردين إن في مخازنه كميات تكفي استهلاك السوق لمدة عامين. آخر صرح بأن لديه ما يكفي لمدة عام، لم يتحدث أحد عن «السوس»! كانت الإعلانات لتطمين بطون المواطنين، كيس لكل بطن!
الإصرار على بيع الرز بأسعار مرتفعة، وتأخير شحنات المدعوم ستين يوماً في الموانئ، هل هما من اتفاق المحتكرين؟ ثم ما علاقة هذا بالأزمة المستحدثة في الطحين وهو المنتج محلياً من صوامع تديرها أجهزة حكومية؟ هل لأن البعض اقترح الطحين بديلاً من الرز؟ وهل سنرى أزمة في التمور أيضاً؟
لا املك إلا طرح الأسئلة، ومعها استغراب ليس جديداً.
وإذا ما اجتهدت لن أرى سوى أن هناك حملة «لتنحيف» الجيوب والبطون، لن تتم مواجهتها إلا بحملة «دعه في مخازنهم».
للعلم هناك رؤية مستقرة لدى بعضنا بأن الشعب السعودي، مسرف، مبذر، يستند أصحاب هذه النظرة، إلى الحكمة القائلة «انظر حولك»! وينسون أن من حولهم ليسوا سوى من أقرانهم مالياً واجتماعياً، فكم هي النسبة من الشعب السعودي الذي يصيّف في أوروبا أو يغيّر سيارته كل عام... أو حتى يتاجر بالتأشيرات؟
اليوم يلتقي أعضاء مجلس الشورى مع وزير المال، وكان الأمل بأن يكون لقاء منقولاً حياً على الهواء مباشرة، والمواضيع المطروحة كثيرة، من التموين والوظائف إلى التضخم. أضع بعضها في النقاط الآتية:
- بحكم أن «المال» على علاقة وثيقة بمختلف الأجهزة الحكومية، ما أسباب الاختناقات في أكثر من اتجاه بحسب رأي وزير المال؟ هل هناك مشكلة مالية أم إدارية؟ وإن كانت الأخيرة ما أسبابها ووسائل علاجها؟
- إلى أي حد يرى معاليه قدرة المواطن البسيط على تحمل ضغوط التضخم من دون بوادر أمل تنتظر؟
- ما رؤية وزير المال حول أسلوب جذب الاستثمارات الأجنبية الحاصل، ومدى فائدته الحقيقية للاقتصاد الوطني؟
- أخيراً لماذا الإصرار على احتضان مؤسسات البنك الدولي وتغلغلها في شرايين الاقتصاد، مع أن البلاد التي استغنت عن نصائحه هي التي خرجت من عنق الزجاجة، ألا يستمع احد لنصائح وتحذيرات جوزيف ستيجليتز الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، والأكثر خبرة بالبنك الدولي ومؤسساته منا؟
http://www.daralhayat.com/opinion/ed...8b2/story.html
لن تتم مواجهتها إلا بحملة «دعه في مخازنهم».