منى شداد المالكي كنت أظن.. وكنت أظن.. وخاب ظني! ليسمح لي أبو نورة أن أستعير هذه الكلمات الشجية من رائعته الخالدة (الأماكن) لأصف واقعنا المحزن عند مراجعة دائرة أو مسؤول حكومي، ولنبدأ معا بالخطوة الأولى عندما ترى أن معاملتك لا تحتاج إلا إلى إشارة بسيطة لتنجز، فيبدأ مسلسل المتاهة فتحال من موظف إلى آخر وكل يفتي لك بفتوى مختلفة حول أيسر السبل لإنهائها فتفاجأ بل وتصدم أن ما قاله الأول يختلف اختلافا كبيرا عن فتوى الآخر فيسقط في يدك لتردد (إلهي لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك) لتعيد الكرة مرة ومرات!
وعندما تأتيك أنواع الصداع المختلفة والكوابيس المريعة تتجه إلى المسؤول الأعلى لعل وعسى أن تجد مخرجا لضائقتك، فتكون النتيجة إحباطاً مضاعفاً وخيبة أمل مريعة! ليرد عليك بأن المساواة للجميع مطلب ضروري! نعم وأنا معك سيدي المسؤول، لكن هل هذه هي الحقيقة؟! دعنا نوزع استبانة لأهم التجاوزات والواسطات في إداراتنا الموقرة لنرصد حجم المخالفات في كل دائرة فيصيبنا وقتها الغثيان والقرف من حجم تجاوزات من يحسنون اللف والدوران والكلام المعسول! فنحن لا نطالب بامتيازات خاصة، كل ما نقوله اجعلوا للنظام أعيناً يرى بها لا تجعلوه قطارا يمشي بسرعة عالية على البعض فقط! فالتعاميم واللوائح ليست نصوصا مقدسة وبعضها قد عفا عليه الزمن، ولابد أن تحال إلى متاحف لدراسة كيفية تجنب التعامل مع مثيلاتها من اللوائح لو صادفت موظفا أو موظفة!
ويتعاظم الأمر وتكبر المصيبة عندما تكون المعاملة لامرأة لا تملك غير هاتفها الجوال لإنجازها فتنفق من الوقت الكثير لتحدث هذه أو تلك لتحيلنا إلى هذا أو ذاك،والنتيجة (خاب ظني)، الكل يتهرب من أن يكون صاحب القرار في إنجاز معاملتك حتى لا يقال إنه متسيب أو مرن، وهذه المفردة التي تحمل معاني عدة بين الموظفين الحكوميين منها عدم فهم النظام، الواسطة،إلى غير ذلك من واقع مؤلم تعيشه في سبيل توقيع أو إنجاز لمعاملة تحصل عليه من قبل أناس ما وضعوا إلا من أجل خدمتك أنت أو غيرك.
على الرغم من أن كل موظف أو موظفة حكومية على مكاتبهم ومكاتبهن العامرة جهاز حاسب آلي أو ما يعرف بـ(الكمبيوتر) يصرخ أن استخدموني اجعلوني أساعدكم لإنهاء هذا اللهاث من جموع المراجعين المتراكمة أمام مكاتبكم ومكاتبكن فيرد عليه موظفونا الكرام بنظرة ازدراء مقرونة بتعجب (وهل صدقت أننا حكومة إلكترونية)! مازالت الأوراق والإفادات والملفات الخضراء هي سيدة الموقف والصوت الأعلى عند كل زيارة لأي إدارة حكومية.
لذلك أنصح كل من يراجع لإنهاء معاملة بجانب الملف العلاقي! بهدوء نفسي وتهيئة لتقبل الأسوأ وعندما تلوح له في الأفق نهاية لملفه ولا تحدث أن يردد بأعلى صوته (كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني)!
منقوووووووووول
جريدة الوطن السعودية تجدونه على الرابط
http://www.alwatan.com.sa/news/write...4297&Rname=150
================================================== ====
بعض من تعليقات قراء زوار الموقع
السلام عليكم .. حياك الله اخت منى والله يا اختي مدري بس وش نقول .. المراجع يختفي في دائرة برمودا.. روتين الديزل يسبقه - موظف نائم غيرمبالي - مدير مشغول بالاعمال الخاصه .. معذور ماهو فاضي وما قول غير الله .. الله يكون بعون المراجعين . ههههه الاسم بناد و و و ل
==================================================
لكن تضل هناك معاملات تحتاج إلى بعض الوقت لإنجازها.... وتضل هناك رغبات لبعض المراجعيين مسحيلة التحقيق لأسباب قد تعود إلى عدم استكمال المسوغات، أو لتعريض مصلحة الآخرين للضرر........ أقترح أن تكون هناك زاوية في الصحيفة لإشادة أصحاب المعاملات بالموظفين المتفانين في إنجاز معاملات المراجعين، والتذمر المقرون بالأدلة من سوء المعاملة، كنوع من الإشادة المستحقة بالمحسن، ومن لتنبيه للمسيء الاسم إبراهيم محمد
================================================== ==
الحل اعادة تطوير الموسسات الحكومية وبشكل جزري لان العالم يتقدم ولايتراجع الى الخلف .
الاسم عبدالغني الانصاري
==========
دمتم بود